Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجندة "غير معلنة" ترافق زيارة وفد عسكري مغربي إلى إسرائيل

"سبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار"

وفد عسكري مغربي كبير بقيادة الجنرال فاروق بلخير يزور إسرائيل (صفحة أفيخاي أدرعي على ’فيسبوك‘)

في أول زيارة من نوعها، حل المفتش العام للقوات المسلحة المغربية وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية للمملكة الجنرال الفاروق بلخير في إسرائيل للمشاركة رفقة وفد عسكري مهم خلال المؤتمر الدولي الأول حول التجديد العسكري الذي انطلق الإثنين الماضي، الـ 12 من سبتمبر (أيلول) وينتهي الخميس الـ 15 من سبتمبر الحالي.

وعلى هامش المؤتمر ناقش المسؤول العسكري المغربي رفيع المستوى مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي في مقر قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بمدينة تل أبيب في شأن "سبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار"، وفي وقت تذهب التصريحات الرسمية إلى أن المحادثات المغربية الإسرائيلية تهم تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة في المؤتمر، يرى محللون أن وراء زيارة الوفد العسكري المغربي إلى إسرائيل أجندة غنية بالملفات "غير المعلنة"، ومن بينها الهاجس الأمني للبلدين ومواجهة التهديدات الإرهابية علاوة على مواجهة "الخطر الإيراني" في المنطقة.

عزف النشيد المغربي في إسرائيل

ويشارك في المؤتمر الدولي الأول حول التجديد العسكري المقام في إسرائيل 25 بعثة عسكرية وتسعة من قادة جيوش العالم، إضافة إلى 200 من قياديي الجيوش "رفيعي المستوى"، وفق الجيش الإسرائيلي.

من جهتها، أفادت قيادة القوات المسلحة المغربية بأن المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المخصص للعديد من قادة الجيوش ووكالات التجديد في مجال الدفاع تندرج ضمن إطار متعدد الأطراف يروم تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة، وكان لافتاً في الزيارة عزف النشيد الوطني المغربي داخل مقر قيادة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، وهو ما علق عليه متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر تغريدة على "تويتر" بالقول إنه "حين يصدح النشيد الوطني المغربي في مقر قيادة الأركان العامة الإسرائيلية إلى جانب النشيد الوطني الإسرائيلي على وقع رفرفة علمي الدولتين، نتأكد أننا دخلنا مرحلة عنوانها الانفتاح والسلام".

وتترجم هذه الزيارة وقبلها زيارات مسؤولين إسرائيليين كبار إلى المملكة المغربية تنزيل مقتضيات "الاتفاق الإبراهيمي" الذي جرى بين الرباط وتل أبيب في الـ 10 من ديسمبر (كانون الأول) بوساطة أميركية، وبموجبه تم إعلان إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين.

تنزيل "الاتفاق الإبراهيمي"

ويرى الباحث المهتم بالشأن الدولي والسياسي محمد شقير أن مشاركة الوفد العسكري المغربي رفيع المستوى في المؤتمر الدولي الأول حول التجديد العسكري المقام بإسرائيل تأتي في إطار "الاتفاق الإبراهيمي" الذي نص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، وأضاف شقير أن الاتفاق بين الطرفين أدى إلى "إبرام مجموعة من اتفاقات التعاون العسكري التي تشمل تبادل الزيارات والمشاركة في التظاهرات العسكرية بين البلدين"، وتابع أن "مشاركة المغرب بوفد عسكري برئاسة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الذي يعتبر الشخصية العسكرية الثانية بعد الملك محمد السادس كرئيس أعلى لهذه القوات، يعكس الأهمية التي يوليها المغرب لهذا المؤتمر الذي تحضره قيادات عسكرية من الدول المدعوة لتدارس قضايا التطوير والتجديد العسكري".

ووفق المتحدث نفسه سيكون هذا المؤتمر مناسبة لتبادل الخبرات العسكرية في شأن التحديث العسكري وإطلاع الوفد المغربي على أهم المستجدات في هذا المجال، كما يمكن أن تشكل هذه المشاركة فرصة للتباحث حول بعض أوجه التعاون الثنائي واستفادة المغرب من الخبرة العسكرية الإسرائيلية لتطوير وتحديث ترسانته العسكرية.

تهديدات الإرهاب وإيران

وقال الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي عبدالرحيم شهيبي "إن العلاقات بين إسرائيل والمغرب تسير وفق أجندة سياسية عسكرية بامتياز، فمعظم الزيارات الإسرائيلية إلى المغرب تمت من قبل مسؤولين عسكريين، وكذلك تأتي الزيارة الرسمية العلنية لأول وفد عسكري مغربي إلى إسرائيل بقيادة الجنرال فاروق بلخير".

ويرى شهيبي أنه على رغم الأهداف المعلنة من الزيارة والمشاركة في هذا المؤتمر العسكري غير أن أجندتها وكواليسها لن تخلو من تعزيز الاتفاقات العسكرية والأمنية بين البلدين، والبحث عن آفاق أخرى لاتفاقات عسكرية جديدة، متابعاً أن "الهاجس الذي يشغل البلدين أمني بالدرجة الأولى، خصوصاً في شأن التهديدات الإرهابية المختلفة والرغبة في الظهور بمظهر القوة تجاه كل التهديدات المؤكدة أو التي قد تحصل في المستقبل"، وقال أيضاً إن "التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المغرب تؤكد أهمية الأخير بالنسبة إلى إسرائيل لحسم قضاياها الأمنية وإثبات نفسها كقوة إقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أفق فتح صفحة جديدة مع بلدان المنطقة قوامها التعاون وتجاوز الخلافات في مقابل تجاوز إكراهات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنه "بالنسبة إلى إسرائيل لم تعد كل بلدان الشرق الأوسط تشكل تهديداً لها أكثر مما تتخوف هي من إيران وقدرتها على امتلاك أسلحة نووية"، مبرزاً أن "إيران عدو مشترك لإسرائيل وعدد من بلدان الخليج، وهنا تأتي الأهمية العسكرية للمغرب بالنسبة إلى إسرائيل، باعتبار أن الرباط تمتلك نفوذاً سياسياً وعسكرياً لدى هذه البلدان، إذ طالما شاركت نخبة من جيوشها لمؤازرتها في فترات الحرب وآخرها الحرب في اليمن".

تنويع الشركاء العسكريين

أما بالنسبة إلى المغرب فقال شهيبي إن "موقفه واضح بخصوص ملف الصحراء الذي يعتبره المنظار الذي تنظر من خلاله المملكة إلى علاقاتها مع الشركاء التقليديين والشركاء الجدد على حد سواء"، مضيفاً "كان لزاماً على الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة أن يدفع الثمن لضمان دخول المغرب في ’اتفاقات أبراهام‘ وإن كانت إسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق الأميركي - المغربي، لكن دخولها ضمن الشركاء الجدد للمملكة يجعلها مطالبة بتقديم خطوات إيجابية في هذا الملف لضمان التطبيع والتقارب الكامل بين البلدين"، ولفت إلى أن "الهاجس الذي يتملك المغرب هو ملف الصحراء، فهو يعتبر ’جبهة بوليساريو‘ منظمة إرهابية، ويرى أن أصل مشكلة الصحراء تظل حدود وصراع نفوذ بين المغرب والجزائر".

وخلص الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي إلى أن المغرب يرغب في تنويع شركائه العسكريين لتأكيد تفوقه التكنولوجي العسكري، وهو ما بدأ يتأتى له من خلال هذه الشراكة الجديدة مع إسرائيل من خلال امتلاك جزء من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، وهذا بدوره أسهم في زيادة تدهور العلاقات الجزائرية - المغربية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار