Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تكريس المصالحة" على طاولة السيسي وتميم في الدوحة

الرئيس المصري يزور الدوحة للمرة الأولى منذ تولى منصبه عام 2014 وملفا الاقتصاد والعلاقات الثنائية يتصدران جدول الأعمال

الشيخ تميم مستقبلاً الرئيس السيسي في العاصمة القطرية الدوحة (رئاسة الجمهورية المصرية)

في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في عام 2014 وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة تستمر يومين وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما ملفات الاقتصاد والاستثمار والقضايا الإقليمية، فضلاً عن تكريس المصالحة بين البلدين بعد سنوات المقاطعة التي أنهاها اتفاق العلا في يناير (كانون الثاني) العام الماضي.

وبعد قرابة عقد من الزمن شابه التوتر بين البلدين قبل حدوث انفراجة في العلاقات العام الماضي، كللتها زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي، تأتي زيارة السيسي التي تؤسس "لمرحلة جديدة ومحطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة"، بحسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، في وقت تمر فيه القاهرة بأعنف أزماتها الاقتصادية، مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات الديون وانخفاض لقيمة العملة ونسب مرتفعة من التضخم، وهو ما ترجعه السلطات بشكل رئيس إلى تداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية - الأوكرانية التي اندلعت في الـ24 من فبراير (شباط) الماضي.

تكريس للمصالحة

قبل يوم من استضافة القصر الأميري القطري لقمة بين أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري يوم الأربعاء 14 سبتمبر، أعلنت الرئاسة المصرية في بيان لها "أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر تأتي تلبية للدعوة الموجهة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني".

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن "الزيارة تأتي تتويجاً للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الصعد"، إذ من المقرر أن تبحث القمة المرتقبة "أهم محاور العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي".

من جهتها نقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر الشيخ تميم "أن زيارة السيسي التي تستمر ليومين تؤسس لمرحلة جديدة ومحطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة".

 

وتابعت "تشهد العلاقات القطرية - المصرية حركة اتصالات وزيارات نشطة من الطرفين باتجاه توثيقها لما فيه مصلحة البلدين"، معتبرة أن زيارة الرئيس المصري "تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها لمجيئها قبل انطلاق القمة العربية" بالجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبحسب مصدر مصري رسمي تحدث لـ"اندبندنت عربية"، فإن زيارة السيسي لقطر "تأتي في وقت تشهد فيه علاقات البلدين تقدماً ملاحظاً بعد اتفاق المصالحة الذي أسسه اتفاق العلا بالسعودية بين الدوحة والعواصم العربية الأربع (القاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة)"، موضحة أنه من المقرر أن "يبحث الطرفان مختلف العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها لا سيما في المجال الاقتصادي في ظل توجه قطر للتوسع في الاستثمار بالأصول المصرية خلال الفترة المقبلة".

وذكر مصدر مصري "بجانب العلاقات الثنائية تأمل القاهرة في أن تحدث الزيارة مزيداً من التقدم الملموس على صعيد التفاهمات السياسية والأمنية والتنسيق المشترك في ملفات المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة وملف ليبيا وكذلك أفق العلاقات بين مصر وتركيا".

وكان أمير قطر زار القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي بهدف تكريس المصالحة، في أول زيارة له إلى مصر منذ مشاركته في القمة العربية بمنتجع شرم الشيخ عام 2015.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الرئاسة المصرية بعد زيارة الأمير للقاهرة إن القمة التي جمعت بين الرئيس السيسي والأمير تميم جسدت "ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة في جميع المجالات، في إطار مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفي ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين".

وسبق أن التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري في قمة بغداد خلال أغسطس (آب) 2021، كما جمعتهما مأدبة عشاء بالصين في فبراير (شباط) 2022.

انفراجة العلاقات بين البلدين تأتي بعد أن سيطر التوتر عليها منذ التطورات السياسية في مصر في 2013، ووصلت إلى حد القطيعة الدبلوماسية بين البلدين على إثر "الأزمة الخليجية" في 2017، إذ قطعت القاهرة علاقاتها مع الدوحة في يونيو (حزيران) من ذلك العام، إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها مصر "إرهابية". وفي يناير (كانون الثاني) 2021 أعادت الدول الأربع علاقاتها مع قطر.

وفي نهاية مارس (آذار) أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4.5 مليار دولار في مصر التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد، وتفاقمت تلك المشكلات إثر الحرب الروسية على أوكرانيا ما دفع القاهرة إلى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17 في المئة قبل شهرين، كما وقع العملاق القطري "قطر إنرجي" في التوقيت نفسه اتفاقاً مع شركة "إكسون موبيل" يستحوذ بموجبه على 40 في المئة من حصتها في حقل تنقيب بالبحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.

ماذا بعد الزيارة؟

يشير مراقبون ووسائل إعلام في البلدين إلى أن زيارة الرئيس المصري إلى قطر تعد بمثابة "تدشين وتأسيس مرحلة جديدة من علاقات البلدين" بعد سنوات من التوتر، لا سيما في ضوء الانفتاح الواسع التي شهدته الأجواء خلال الفترة الأخيرة.

ويقول السفير محمد مرسي سفير مصر السابق لدى قطر، إن "أهمية الزيارة تكمن في أنها نقلة فارقة في مستوى العلاقات بين البلدين، ومن المنتظر أن تكون لها نتائج طيبة على مستقبل العلاقات لا سيما بمجال الاقتصاد والاستثمارات القطرية في مصر خلال الفترة القصيرة المقبلة".

 

وأوضح مرسي في حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن "هناك بعداً آخر تعكسه الزيارة الراهنة يتمثل في أهمية التواصل والتنسيق بين البلدان العربية في ما يتعلق بقضايا المنطقة والإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات في ليبيا والعراق وسوريا، فضلاً عن ملف الغاز والطاقة في ضوء أزمة الطاقة العالمية التي خلفتها الحرب الروسية - الأوكرانية".

من جانبها نقلت وكالة الأنباء القطرية عن السفير القطري لدى القاهرة سالم مبارك آل شافي قوله "إن زيارة الرئيس السيسي تأتي في إطار الزخم الإيجابي بين البلدين، وتعكس مستوى التميز الذي وصلت إليه علاقاتهما"، موضحاً أن "العالم بأكمله يمر بظروف استثنائية، وهناك عديد من النزاعات والحروب والجبهات المفتوحة، الأمر الذي يتطلب تفعيل الدور الدبلوماسي والتشاور المستمر بين قيادة البلدين لتبادل وجهات النظر والتباحث إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا".

بدورها اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أن زيارة الرئيس المصري "تأتى تأكيداً على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادة الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات"، موضحة أنها تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها، إذ تتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، بخاصة في ما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، وهو ما يتطلب زيادة وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه جميع المستجدات ومختلف القضايا التي تمس الأمن العربي، وبما يحقق وحدة الصف بالمنطقة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي