Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تربية أطفالها: الوظيفة الأمثل للملكة إليزابيث

أمضت حياتها محاولة التوفيق بين واجباتها في الحكم ومسؤولياتها في الأمومة وبرعت في ذلك

عائلة الملكة في قصر باكنغهام عام 1972 (غيتي)

أية علاقة بين أم وطفلها يشوبها بعض التعقيد بلا شك، فما بالك إذا كانت الأم هي الملكة التي تعتلي عرش المملكة المتحدة، فسيغدو ذلك التعقيد أوضح بالتأكيد.

على رغم أن الملكة أحبت أبناءها الأربعة وأحبوها، من دون شك، إلا أن العرش كان المسؤولية الأولى في حياة الملكة، وقد كان من شأن ذلك، مقروناً بقدرتها الفريدة على التحمل، أن يجعل الأمومة مسألة معقدة في حالتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أصبحت الملكة أماً للمرة الأولى وهي في الـ 22 من عمرها، إذ أنجبت وريثاً للعرش هو الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج في الـ 14 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1948، قبل ستة أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لزواجها بالأمير فيليب، وبعد أقل من عامين ولدت الابنة الوحيدة للزوجين وهي الأميرة آن إليزابيث أليس لويز في الـ 15 من أغسطس (آب) 1950.

كلاهما كان صغيراً جداً، كان تشارلز في الثالثة من عمره بينما لم تكن آن قد بلغت الثانية، عندما توجت والدتهما ملكة في السادس من فبراير (شباط) 1952، لتتغير حياتها بالكامل.

 

إلا أن الملكة وعلى رغم إنجابها للوريث تشارلز و"للوريثة الاحتياطية" في ذلك الوقت آن، إلا أنها لم تتوقف عن إنجاب الأطفال، فقد أنجبت بعدهما الأمير أندرو ألبرت كريستيان إدوارد في الـ 19 من فبراير (شباط) 1960، ومن ثم أتبعته بالمولود الأخير وهو الأمير إدوارد أنتوني ريتشارد لويس في الـ 10 من مارس (آذار) 1964، أي قبل بضعة أسابيع فقط من بلوغها الـ 38 عاماً.

وفي الواقع فإن للأعوام الـ 16 التي تفصل أكبر أبنائها (تشارلز) عن أصغرهم (إدوارد) أهمية كبيرة، فبالنسبة إلى تشارلز وآن كانت الأم الملكة في كثير من الأحيان بعيدة لفترات طويلة بسبب العمل، بما في ذلك جولة في دول الكومنولث عام 1953 زارت خلالها 13 دولة على مدى ستة أشهر مسافرة من المملكة المتحدة إلى مواقع بعيدة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجامايكا وأوغندا وبرمودا، وترك الصغيران تشارلز وآن في المنزل تماماً مثلما فعلت أمهما حين زارت الملك فيليب في مالطا في وقت باكر من زواجهما.

ومع أن الملكة أحبت كونها أماً، إلا أن جوناثان ديمبلبي، كاتب سيرة الأمير تشارلز عام 1994، ينقل عن تشارلز قوله إن "طاقم المربيات حتماً" هن من علمنه كيفية اللعب وهن اللواتي شاهدن خطواته الأولى، وقد اعتادت الملكة والأمير فيليب عندما لا يكونان مسافرين أن يجتمعا بالأطفال بعد وقت الإفطار ووقت العشاء.

 

ومع أن علاقة الملكة متشابهة مع جميع أطفالها، إلا أنها كانت مختلفة أيضاً، فقد بدت العلاقة مع تشارلز الذي كان وريثاً للعرش، وقد اعتلاه الآن، أشبه بعلاقة العمل في بعض الأحيان، ويمكن القول إنها كانت أشبه بعلاقة مدرب ومتدرب أكثر منها بعلاقة ابن وأم.

وكانت للأميرة آن مكانة خاصة بكونها الابنة الوحيدة للملكة، وكان إدوارد مميزاً بكونه أصغر الأبناء، إلا أن المعلومات كان تشير منذ وقت بعيد إلى أن آندرو كان الابن المفضل للملكة.

عقب ولادة أندرو بعد عقد كامل تقريباً من ولادة الأميرة آن، تخطى الأمير أخته ليصبح الوريث الثاني للعرش، وكان آندرو أول طفل يولد لعاهل يجلس على العرش منذ عام 1857، وجاءت ولادته في وقت سرت فيه تكهنات حول مشكلات في العلاقة بين الملكة والأمير فيليب، وهي شائعات أنكرها قصر باكنغهام، وقد وقفت الملكة إلى جانب أندرو حتى عندما كشف تورطه في فضيحة جيفري إبستين عام 2019 و"تخليه عن مهماته الملكية في المستقبل المنظور".

وعلى رغم التنافس بينهم، إلا أن الملكة أحبت أطفالها وقد بادلوها الحب هم أيضاً، وعن هذا تقول الأميرة آن لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2002، "أنا ببساطة لا أعتقد أن هناك أي دليل على الإطلاق يشير إلى أنها لم تكن أماً حنوناً، هذا محض افتراء".

وأضافت آن "ربما لم نكن أطفالاً متطلبين للغاية، بمعنى أننا كنا نتفهم الحدود في ذلك الوقت ونعي المسؤوليات الملقاة على عاتقها كملكة من قبيل المهمات والأسفار التي كان عليها القيام بها، لكنني لا أصدق أن أياً منا اعتقد لوهلة أنها لا تهتم بنا أسوة بما تفعله أي أم أخرى. ومقارنة ببعض العائلات أعتقد أننا جميعاً على علاقة طيبة بعد كل هذا الوقت، وهذا ليس بالإنجاز الذي يستهان به بالنسبة إلى كثير من العائلات، أعتقد أننا جميعاً نستمتع بصحبة بعضنا بعضاً".

خلال السنوات اللاحقة وبعد وفاة الأمير فيليب زوج الملكة على مدى 73 عاماً عن عمر ناهز الـ 99 في التاسع من أبريل (نيسان) 2021، اجتمع أبناؤها من حولها بكل سلاسة، وتقول المحللة المتخصصة في الشؤون الملكية فيكتوريا آربيتر لـ "اندبندنت"، "لقد دل ذلك على مدى إعجابهم بها ودعمهم لها و [أنهم كانوا على استعداد] لمساعدتها في تجاوز تلك المحنة، فهم قد لا يجتمعون معاً بالقدر الكافي، ولكن ثمة علاقة دافئة تجمعهم دائماً".

لا يوجد وقت يتجلى فيه هذا الأمر بمنتهى الوضوح أكثر من احتفالات عيد الميلاد العائلية في ساندرينغهام، بحسب آربيتر التي تضيف، "أرادوا قضاء عيد الميلاد معاً في ساندرينغهام، فتلك المرة الوحيدة في العام التي يمكن أن يجتمعوا فيها كلهم ويكونوا في حل من التزامات العمل، لأن وقتهم معاً مقدس جداً، فإضافة إلى عيد الميلاد في ساندرينغهام كذلك كانت الملكة تتطلع دائماً إلى الصيف في بالمورال لقضاء وقتها مع العائلة المالكة وأطفالها، وذلك كان وقتاً خاصاً لا يقدر بثمن بالنسبة إليهم".

ولعل الوصف الأكثر تأثيراً في النفس لعلاقتها كأم بأطفالها الأربعة جاء في لقاء مع الممثلة كيت وينسلت التي منحت وسام الإمبراطورية البريطانية في قصر باكنغهام عام 2012، فعندما قامت الملكة بسؤال وينسلت عما إذا كانت تحب عملها، أجابت وينسلت التي كانت في ذلك الوقت أماً لطفلين، نعم "لكن حبي لأمومتي أكبر بكثير"، وفي ردها على ذلك قالت الملكة "نعم هذه أفضل الوظائف".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات