Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان... اعتقالات سياسية عشية المسيرة الاحتجاحية

قناعة بضرورة الاتفاق والتوقيع على وثيقة المبادئ للوساطة الإثيوبية قريباً

المؤشرات تؤكد أن هناك قناعة تامة لدى طرفي الأزمة السودانية بضرورة الاتفاق (رويترز)

استبق المجلس العسكري الانتقالي في السودان المسيرة المليونية التي دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين الأحد 30 يونيو (حزيران) في العاصمة الخرطوم ومختلف مدن البلاد، بحملة اعتقالات سياسية واسعة شملت عدداً من قيادات الحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أخرى، في وقت اقترب طرفا الأزمة السياسية في المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير من التوقيع على وثيقة المبادئ التي تضمنتها الوساطة الإثيوبية بعدما بذل وسطاء محليون ودوليون جهوداً حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وحضّهما على الموافقة على الحل وإنهاء حالة التأزم والانسداد السياسي.

ضرورة الاتفاق

بحسب مصادر مطلعة لـ "اندبندنت عربية"، فإن المؤشرات تؤكد أن هناك قناعة تامة لدى طرفي الأزمة السياسية بضرورة الاتفاق والتفرغ لحل مشاكل البلاد المستعصية، خصوصاً الاقتصادية، وإنهاء معاناة المواطن في سبل عيشه من خلال سد الفراغ الحكومي منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، مشددةً على أن هذا الشعور غلب على الجانبين في اليومين الماضيين بالتزامهما تخفيف حدة التصعيد والحرب الكلامية، ما سهّل تهيئة الأجواء والقناعة بأهمية مواصلة الحوار بهدف التسريع في تشكيل الحكومة المدنية المقبلة على مستوياتها كافة لإدارة مهام الفترة الانتقالية.

كذلك من الأسباب التي تدفع نحو التوقيع على هذه الوثيقة، تفادي العقوبات التي أعلن عنها الاتحاد الأفريقي في حال الفشل في تشكيل سلطة مدنية قبل حلول 30 يونيو الحالي، فضلاً عن كسب ودّ المجتمع المدني والاستفادة من حزمة المساعدات التي وعد بتقديمها خلال الفترة الانتقالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

آلية التوقيع

الدكتور سعيد نصرالدين، عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي وعضو لجنة التفاوض في قوى الحرية والتغيير أكد لـ "اندبندنت عربية" أن الإرهاصات تشير إلى إمكانية التوقيع على الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، نظراً إلى موافقة قوى الحرية والتغيير على وثيقة الوساطة الإثيوبية بشكلها النهائي. وفي المقابل، أبدى المجلس العسكري حسن نواياه تجاه الوثيقة، وبالتالي أصبح المناخ مناسباً للإعلان عن اتفاق نهائي قد يحدث في أي لحظة، في الساعات القليلة المقبلة ربما.

ولفت إلى أن الآلية المتبعة تشير إلى حدوث لقاء ثنائي يجمع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لتكملة الحوار الذي انقطع منذ فضّ اعتصام القيادة العامة وإبداء حسن النوايا والتنسيق حول القضايا المتعلقة بهيكلة الحكومة.

وأوضح نصرالدين أن قوى الحرية والتغيير عقدت مساء الجمعة اجتماعاً ناقش وثيقة الوساطة الإثيوبية، وكانت لدى بعض الأعضاء تحفظات وآراء حول بعض بنودها، ولكن في نهاية الأمر وافق الجميع على الوثيقة انطلاقاً من روح التسامي وما وصل إليه المواطن والوطن من منعطفات خطيرة تلزم الجميع التحلي بالصبر وتحمّل المسؤولية للوصول إلى حل سياسي يؤسس لمرحلة جديدة من البناء والازدهار.

دفع العملية السياسية

في السياق ذاته، قال محمد ضياء الدين، القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، إن المشهد السياسي السوداني متوقف عند تأكيد الوساطة الإثيوبية قبول المجلس العسكري لوثيقة المبادىء بعدما تسلم الوسيط الإثيوبي رد قوى الحرية والتغيير بالموافقة عليها، على الرغم من تحفظاتها على بعض بنود النسخة المعدلة الأخيرة، ولكنها رأت ضرورة دفع العملية السياسية إلى الأمام وكسر الجمود الذي يسيطر على الوضع عامة.

المسيرة المليونية قائمة

وأكد ضياء الدين أن قوى الحرية والتغيير تنتظر رد المجلس العسكري النهائي بشأن وثيقة الوساطة على الرغم من أنه أعلن أن هذه الوثيقة تصلح للحوار، ونوّه، في المقابل، إلى أن المسيرة المليونية قائمة في موعدها الأحد ولا علاقة لها بالتوصل إلى اتفاق سياسي بين الجانبين من عدمه، لأن المسيرة مختصة بالتنديد بانقلاب الحركة الإسلامية على الشرعية الديمقراطية في 30 يونيو 1998، وكذلك إحياء ذكرى شهداء الثورة السودانية وتأكيد مدنية السلطة، وهي رسالة بعدم تكرار أي مشهد انقلابي مرة ثانية في تاريخ السودان.

ودعا المجلس العسكري إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين والابتعاد عن القول للشعب السوداني إن هناك مندسين وسطهم، وعليه، بالتالي حماية الثورة والترحيب بسلميتها ودعم مطالب الشعب وتمسّكه بالسلطة المدنية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي