Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق "روسي - سعودي" على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط

"أوبك" تجتمع في فيينا خلال أيام... والأسعار تنتعش رغم استمرار الحذر

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين بأوساكا (أ.ف.ب)

قبل الاجتماع المُرتقب في فيينا، اتفقت السعودية وروسيا على تمديد اتفاق منظمة "أوبك" لخفض إنتاج النفط لما بين ستة وتسعة أشهر.

وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين، أن "الاتفاق سيُمدد بشكله الحالي وبالكميات ذاتها".

ومن المقرر أن تجتمع منظمة "أوبك" وحلفاء لها فيما يعرف باسم (أوبك +) يومي الأول والثاني من يوليو (تموز) المقبل، لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، وينتهي العمل به بعد الثلاثين من يونيو (حزيران).

وفي الوقت الذي ينتهي فيه سريان الاتفاق المبرم بين منظمة البلدان المصدرة البترول وحلفاء، من بينهم روسيا، على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً في نهاية يونيو (حزيران) الحالي، تمر أسواق النفط العالميّة بحالة من عدم اليقين على المدى القصير مع تنامي الإمدادات وزيادة الإنتاج، مقابل عدم استقرار معدلات الطلب.

وكان من المقرر أن يُعقد الاجتماع الوزاري الـ176 للمنظمة في 25 يونيو (حزيران)، على أن تعقب ذلك مباحثات مع حلفائها بقيادة روسيا في 26 يونيو (حزيران)، إلا أن روسيا اقترحت تعديل الموعد إلى الثالث والرابع من يوليو (تموز).

بوتين: لم نقرر فترة تمديد اتفاق خفض الإنتاج
قال الرئيس الروسي، "سندعم التمديد. روسيا والسعودية كلتاهما. وفيما يتعلق بفترة التمديد لم نقرر بعد إذا كانت ستة أو تسعة أشهر، ربما ستكون تسعة أشهر".

ويعني التمديد مدة تسعة أشهر أن يستمر العمل بالاتفاق حتى 30 مارس (آذار) من العام المقبل 2020.

وأشار كيريل ديمترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي شارك في صياغة الاتفاق بين أوبك وروسيا، إلى أن "الاتفاق الذي بدأ تطبيقه عام 2017 رفع بالفعل إيرادات الميزانية الروسية لأكثر من سبعة تريليونات روبل (110 مليارات دولار)".

 

وأضاف بوتين، "الشراكة الاستراتيجية داخل (أوبك +) أدت إلى استقرار أسواق النفط، وسمحت بخفض الإنتاج وزيادته، حسب مقتضيات الطلب في السوق، وهو ما يُسهم في التكهن بآفاق الاستثمارات ونموها بالقطاع".

ولفت وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إلى أن "قرار روسيا والسعودية بتمديد اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط ليس نابعاً من أزمة الخام الملوث في شبكة أنابيب مملوكة لروسيا".

فيما أبلغ الرئيس الروسي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه "سعيد لبحث التعاون بين البلدين في أسواق الطاقة".

وفي تصريحات قبل اجتماع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة (أوبك) أوائل الشهر المقبل، أبدى بوتين امتنانه من دعوة العاهل السعودي الملك سلمان له لزيارة السعودية في الخريف.

وقال بوتين، "روسيا تدعم رئاسة السعودية لدول مجموعة العشرين في 2020".

ما أهمية تمديد اتفاق خفض الإنتاج؟
بدوره قال الخبير الاقتصادي د. أحمد رفعت، "الاتجاه إلى تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط خطوة جيدة في سبيل استقرار السوق، في الوقت الذي تترقب فيه جميع دول العالم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والعقوبات الأميركية على إيران وإصرار الرئيس الأميركي على تصفير صادرات النفط الإيراني".

وتابع، "الخسائر التي تكبّدتها أسعار النفط في الأعوام التي سبقت 2015، هي التي دفعت إلى أن يتفق أعضاء (أوبك) على تمديد خفض الإنتاج، وما دامت هناك حالة من عدم الاستقرار بالسوق فمن الأفضل للمنتجين الكبار أن يظل سريان اتفاق خفض الإنتاج لحين اتضاح الرؤية وانتهاء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وامتثال إيران وتراجعها عن سياستها التخريبية التي دفعت إلى فرض العقوبات الأميركية الأخيرة".

وأشار إلى أن "التوقّعات تشير إلى أن أسعار النفط، ومدة 5 أشهر، سوف تشهد تذبذباً تحت مستوى الـ70 دولاراً للبرميل، إذا لم تحدث مواجهة مباشرة بين أميركا وإيران، وإذا لم يحدث أيضاً توقّف النفط الليبي، مع استمرار ضخ الزيت العراقي من مستوى التدفق، الذي يصل إلى 1.7 مليون برميل يومياً".

الأسعار ترتفع عند تسوية تعاملات الأسبوع
وفي سوق النفط، تراجعت الأسعار عند تسوية تعاملات الجمعة، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق اجتماع (أوبك)، وانطلاق قمة مجموعة العشرين.

وعمّقت أسعار الخام الأميركي خسائرها لأكثر من 1.5% بالدقائق الأخيرة قبيل التسوية.

وعند التسوية، تراجع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أغسطس (آب) بنسبة 1.6% عند 58.47 دولار للبرميل، ليسجّل مكاسب أسبوعية بلغت 1.8%، وشهرية بنسبة 9.3%.

وخلال الربع الثاني، سجَّل الخام الأميركي خسائر وصلت إلى 2.8%، لكنه حقق مكاسب حادة بلغت 28.8% خلال النصف الأول من العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، انخفض سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أغسطس (آب) بنحو 0.07% إلى 66.51 دولار للبرميل.

وكشفت بيانات صادرة عن شركة "بيكر هيوز"، ارتفاع منصات التنقيب عن النفط الأميركي بمقدار 4 منصات خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 793 منصة.

في حين تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة بمقدار 4 منصات لتصل إلى 173 منصة.

وخلال الفترة نفسها تراجع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنحو 0.4% إلى 2.32 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

لكن منذ بداية العام الحالي، صعد مزيج برنت الخام لأكثر من 25%، لكنْ استطلاع حديث لآراء محللين خَلُصَ إلى أن "الأسعار ربما تتراجع مع ضغط تباطؤ الاقتصاد العالمي على الطلب وإغراق الولايات المتحدة السوق بالخام".

عودة التقلبات إلى سوق النفط
وفي تقريرها الأخير، قالت وكالة الطاقة الدولية، إن "اجتماع (أوبك +) المقبل يواجه حالة من عدم اليقين على المدى القصير بشأن قوة الطلب ونمو الإمداد المتواصل من المنافسين".

وذكرت الوكالة "أن التقلّب عاد إلى أسواق النفط مع عمليات بيع هائلة أواخر مايو (أيار) الماضي، إذ هبطت أسعار برنت من 70 دولاراً للبرميل إلى 60 دولاراً، فيما خفضت (الطاقة الدولية) توقعاتها بشأن زيادة الطلب العالمي على النفط للشهر الثاني على التوالي، إلى 1.2 مليون برميل يومياً في 2019، من 1.3 مليون برميل يومياً، بسبب تزايد التوترات التجارية وتصاعد مخاوف الركود العالمي".

وخفضت منظمة البلدان المصدرة البترول "أوبك"، توقّعات نمو الطلب العالمي على نفطها إلى 30.5 مليون برميل يومياً في 2019، أقل بـ1.1 مليون برميل يومياً عن مستوى 2018، حسب التقرير الصادر منتصف يونيو (حزيران) الحالي.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد