Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تمنع جواز السفر البيومتري عن الفلسطينيين

جهات دولية تضغط على تل ابيب للإفراج عن معدات إنشائه المحتجزة لديها

بوابة معبر رفح البري الحدودي بين غزة ومصر (أحمد حسب الله)

لم تتوقف الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين عند القضايا السياسية أو الاقتصادية فحسب، بل هذه المرّة تحاول السلطات الإسرائيلية فرض عراقيل جديدة أمام تطوير جواز السفر الفلسطيني، وتسهيل حركة المسافرين من خلال بصمة العين، أو ما يعرف دولياً بجواز السفر الإلكتروني "البيومتري" والذي طالبت منظمة الأمم للطيران المدني الدولي "إيكاو" دول العالم بتطبيقه.

فعلياً، استجابت السلطة الفلسطينية لنداء منظمة الطيران الدولي، بعد انضمامها إلى جمعية الأمم المتحدة عام 2012 بغالبية 138 صوتاً لمنح فلسطين وضعية دولة مراقب غير عضو، وسمح لها هذا الإجراء بالانضمام إلى بعض الهيئات الدوليّة، وتطوير نظامها الداخلي بما يتماشى مع قواعد المؤسسات التي انضمت إليها.

خطة تطويرية

وعكفت السلطة الفلسطينية على تطوير نفسها، بما في ذلك تحسين خدمات السفر، وتفعيل خيار الجواز البيومتري، في حين تعمل وزارة الداخلية الفلسطينية على إصدار وثيقة جواز السفر الورقي التقليدي، بناءً على اتفاقية الحكومة الذاتية وفقاً لاتفاقية أوسلو المُوقعة عام 1993، وبعد قيام السلطة الفلسطينية عملت على منح سكان الضفة الغربية وقطاع غزّة جواز سفر ذات لون أخضر، لكن في العام 2008 عملت على تعديله إلى اللون الأسود، وزادت مدّة صلاحيته إلى خمس سنوات.

وضمن الخطّة التطويرية التي وضعتها السلطة الفلسطينية للوصول إلى إقامة دولتها، عملت على إنهاء الاستعدادات لتطبيق جواز السفر البيومتري والذي تقوم فكرته على أنّه بطاقة إلكترونية ذكية تحتوي على معلومات حيويّة لمصادقة هوية المسافرين من خلال بصمة العين، فمجرد أن يوضع الجواز على القارئ البصري تظهر بصمة العين الحقيقية لصاحبه وتقارن مع حامله.

وبالفعل أنهت السلطة الفلسطينية كلّ الاستعدادات لتطبيق جواز السفر البيومتري في أراضيها، وقامت بشراءِ المعدات اللازمة للمشروع، لكنّها تفاجأت أنّ السلطات الإسرائيلية احتجزت معدات المشروع عند وصولها إلى ميناء أسدود التابع لها، والمستخدم لوصول البضائع التجارية للأراضي الفلسطينية.

احتجاز

وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية محمد منصور قال لـ "اندبندنت عربية" إنّهم بذلوا جهداً كبيراً لإنجاز مشروع جواز السفر البيومتري، بناء على تعليمات الحكومة والقيادة، من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم ومواكبة التطورات العالمية والمعايير الدولية. وتعد فلسطين عضواً مراقباً في منظمة الأمم للطيران المدني الدولي "إيكاو"، وعضواً كاملاً في منظمة الطيران العربي، وحصول مواطنيها على جواز سفر البيومتري يعني حصولهم على تسهيلات في المطارات الدوليّة.

ويوضح منصور أنّ السلطة الفلسطينية عملت على شراء معدات خاصة بمشروع تطبيق الجواز البيومتري، لكن السلطات الإسرائيلية تحتجزها منذ ثلاثة أشهر، وترفض تسليمها للفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ إعاقة توريد الأجهزة تعد سياسة ممنهجة إسرائيلية ضد الفلسطينيين. ويبيّن منصور أنّ البيومتري مطلب دولي من المنظمة العالمية للطيران المدني، خصوصاً بعد زيادة العمليات الإرهابية، وانتحال الشخصية، والتزوير، ويأتي ذلك للحفاظ على الأمن الدولي، ويحمل مواصفات ومعايير عالمية، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل على تطبيقه امتثالاً للاتفاقيات الدولية التي جرى توقيعها.

من دون غزّة

وكشف منصور أنّ تكلفة الأجهزة التي تحتجزها إسرائيل تفوق 30 مليون يورو، ورفض عدم تسليها للجانب الفلسطيني يجعلها عرضة للتلف، موضحاً أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وجهات دولية صديقة، تمارس ضغوطاً على إسرائيل للإفراج عن المعدات، لكن إسرائيل ترفض ذلك، الأمر الذي يجعل الموضوع مرتبطاً بالوضع السياسي.

وأظهر منصور أنّ وزراته ستعمل مباشرة على تطبيق نظام جواز السفر البيومتري فور الإفراج عن المعدات في الضفة الغربية، ولاحقاً عند تولي زمام الحكم في قطاع غزّة، ستنقل التجربة إلى هناك، في حين تعمل السلطة الفلسطينية على إصدار جواز السفر التقليدي لكلّ من مواطني الضفة الغربية وقطاع غزّة على حد سواء.

حركة السفر

وفي الفترة الأخيرة شهدت عملية سفر الفلسطينيين حركة نشطة، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزّة، ويتنقل يومياً مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر جسر الملك حسين الذي يربطهم مع الأردن، وفي قطاع غزّة عبر معبر رفح البري مع الجمهوريّة المصرية، أو معبر بيت حانون (إيرز) مع إسرائيل. ووفقاً لمعلومات "اندبندنت عربية" فإنّه في فترة تولي السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزّة منذ أكتوبر (تشرين الأوّل) 2017 حتى يناير (كانون الثاني) 2019، تنقّل عبر معبر رفح البري حوالى 65 ألف فلسطيني، بمعدل يومي بحوالى 300 مسافر، كانت تُرجع منهم السلطات المصريّة قرابة 50 بمعدل شبه يومي.

لكن بعد تولي حماس إدارة معبر رفح البري، يتنقل بشكل يومي حوالى 200 مسافر في أحسن حالاته، ويفتح المعبر خمسة أيّام فقط، ولا زال عدد العائدين بشكل يومي يقدر بحوالى 50، لدواعٍ غير معروفة. ويتنقل أسبوعياً حوالى 55 ألف فلسطيني عبر معبر الكرامة بين الضفة الغربية والأردن، وعادة ما تكون هناك سلطات إسرائيلية تشرف على الطريق، وتحاول التدخل في رفض أشخاص من السفر بذريعة المنع الأمني، وتمنع بشكل أسبوعي حوالى 25 حالة، من دون إبداء الأسباب.

ووفقاً لمتابعين، فإنّ وجود جواز سفر بيومتري يسهّل حركة تنقل المواطنين سواء في معبر رفح أو الكرامة، وإجراءات التنقل، ويضمن عدم وقوع أيّ عملٍ إرهابي كون أنّ الجواز الإلكتروني يحتوي على بصمات حيّة لحامله، وبحسب المعلومات فإنّ الفلسطيني يعاني من عقبات كثيرة أثناء تنقله في المطارات، وقد تعمل فكرة الجواز البيومتري على تذليل هذه العقبات.

المزيد من تحقيقات ومطولات