Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إليزابيث الثانية زارت تونس وجالت في عاصمتها مع بورقيبة

تناغم سياسي بريطاني- تونسي شابه هجوم سوسة الإرهابي

الرئيس بورقيبة مستقبلاً الملكة إليزابيت الثانية (مواقع التواصل)

على مدى فترة حكمها التي ناهزت الـ70 عاماً، عاصرت الملكة إليزابيث الثانية أجيالاً من الحكام العرب، بلغ عددهم نحو 155 بين ملوك ورؤساء دول، واختلفت علاقتها بهم بحسب السياق السياسي والظروف التاريخية والسياسية لكل دولة.

وأجرت الملكة إليزابيث في عام 1980 جولة مغاربية شملت تونس والجزائر والمغرب.

واستقبلها حينها "الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة استقبالاً رسمياً، وأثنى على زيارتها وعلى القيم التي تتبناها المملكة المتحدة وشعبها والقائمة على قيم الحرية والعدالة والديمقراطية"، بحسب تصريح الدبلوماسي التونسي السابق، عبدالله العبيدي لـ"اندبندنت عربية".

وتجولت إليزابيث الثانية في وسط العاصمة التونسية، صحبة بورقيبة، كما زارت متحف باردو إضافة إلى مقبرة ضحايا الكومنولث" في الحرب العالمية الثانية، في مدينة مجاز الباب شمال العاصمة.

وأهدت الملكة إليزابيث الثانية سيارة من نوع "رولز رويس" إلى الحبيب بورقيبة، ما زالت معروضة إلى اليوم في متحف المنستير. وأثارت هذه السيارة في عام 2017 جدلاً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عندما تم تداول أخبار عن نية رئاسة الجمهورية التونسية بيعها، وهو ما دفع بالرئيس حينها، الراحل الباجي قائد السبسي إلى الظهور في فيديو إلى جانب سيارة الـ"رولز رويس" السوداء وهي في حالة جيدة وذات ترقيم تونسي، نافياً ما تم تداوله من أخبار حول التفويت في تلك السيارة عبر بيعها.

وقال السبسي آنذاك، "يمكن أن تلومونا في كثير من الأشياء، أما الغباء السياسي فليس من بينها".


علاقات دبلوماسية متينة

وتعود العلاقات التونسية- البريطانية إلى القرن الـ17 مع اتفاقية إنجلترا في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 1662، حين تم توقيع أول معاهدة، أي قبل تأسيس الدولة الحسينية.
ومن ثوابت السياسة الخارجية التونسية، التمسك بالشرعية الدولية واحترام مقتضياتها وقراراتها والتعلق بالسلم، وتغليب الحوار والتفاوض والوسائل السلمية كسبيل لفض النزاعات، وتطوير العلاقات الثنائية، في كنف الاحترام المتبادل، والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

"ومن هذا المنطلق لم تتدخل تونس في الأزمة الإيرلندية التي تهم المملكة المتحدة، لذلك كسبت احترام بريطانيا"، وفق تأكيد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة التونسية منتصر الشريف. وأضاف، أن "ما يميز العلاقات التونسية- البريطانية، هو الاحترام المتبادل، ولم تعكر صفو هذه العلاقات أي شائبة، لذلك كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استثنائية".

من جهته، شدد الدبلوماسي السابق عبدالله العبيدي على أن "العلاقة طيبة بين تونس والمملكة المتحدة، ويتم تبادل الوفود بين البلدين على أعلى مستوى، والسفراء كانوا من ذوي الخبرة الدبلوماسية".

ولفت العبيدي إلى أن "بريطانيا من الدول الأوائل التي كان لها بنك في تونس، يحمل اسم البنك البريطاني في الشرق الأوسط، واستمر في النشاط إلى أواسط السبعينيات، وكان البنك الأجنبي الوحيد في تونس وقتها".

ويذكر أن المملكة المتحدة ساندت تونس أثر في الانتفاضة الشعبية في عام 2011، حين زار وزير الخارجية البريطاني حينها، ويليام هيغ تونس وقدم منحة. وكان أول وزير أوروبي يزور تونس بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ضحايا الإرهاب من البريطانيين

وبعد العملية الإرهابية التي استهدفت في الـ26 من يونيو (حزيران) 2015، أحد الفنادق في مدينة سوسة في الساحل، وراح ضحيتها عشرات السياح، من بينهم نحو 30 سائحاً بريطانياً، أرسلت تونس وفداً برلمانياً رسمياً إلى بريطانيا في ذات العام برئاسة رئيس البرلمان وقتها، محمد الناصر صحبة وفد من رؤساء الكتل البرلمانية لتقديم التعازي رسمياً إلى المملكة المتحدة وأهالي الضحايا.

وبعد ذلك، عملت تونس على استرجاع مكانتها وأصبحت خلال العقدين الأخيرين وجهة مميزة للسياح البريطانيين.

وإثر جائحة "كوفيد-19"، قدمت بريطانيا مساعدات لتونس تمثلت في فريق طبي للطوارئ مؤلف من تسعة أطباء وممرضات وخبراء لوجيستيين، ممول من الحكومة البريطانية، عمل لمدة أسابيع للمساعدة في مواجهة الوباء الذي تفشى في البلاد.

المزيد من تقارير