في أول خطاب يوجّهه إلى الشعب البريطاني من قصر باكنغهام، تعهّد الملك تشارلز الثالث بخدمة شعب المملكة المتحدة والمناطق والأقاليم الأخرى طوال حياته مستعيداً الالتزام الذي قطعته والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على نفسها في عيد ميلادها الـ21.
وقال الملك، "مثلما كانت تفعل الملكة نفسها، بمثل هذا التفاني الذي لا يتزعزع، أنا أيضاً أتعهد الآن رسمياً، على مدى ما بقي من العمر الذي قدره الله لي، بالتمسك بالمبادئ الدستورية الراسخة في أمتنا". وأضاف، "أينما كنت تعيش في المملكة المتحدة، أو في المناطق التابعة والأقاليم في جميع أنحاء العالم، ومهما كانت خلفيتك أو معتقداتك، سأسعى لخدمتك بإخلاص واحترام ومحبة، كما فعلت طيلة حياتي".
ووصف تشارلز إليزابيث الثانية بأنها "مصدر إلهام ومثال" بالنسبة إليه وإلى عائلته، ومشيراً إلى أنها قدمت تضحيات في سبيل الواجب.
كما تعهّد بالدفاع "عن المبادىء الدستورية"، مضيفاً "بقيت قيمنا ثابتة ويجب أن تظل كذلك".
كما أشاد الملك الجديد بزوجته "الغالية" كاميلا التي أصبحت عقيلة الملك، وبوليام أكبر أبنائه ووريث العرش وكيت زوجة وليام اللذين منحهما لقبي أمير وأميرة ويلز. كما عبّر الملك تشارلز عن حبه لابنه الأصغر الأمير هاري وزوجته ميغان، في بادرة مهمة قدمها للزوجين اللذين تتسم علاقتهما بباقي أفراد الأسرة الملكية بالتوتر.
وشكر الملك كل المعزين قائلاً، "الدعم الشعبي أكبر من قدرتي على التعبير". وتوجّه إلى الملكة الراحلة أيضاً، "ولأمي الحبيبة، في وقت تبدأين رحلتك الكبرى الأخيرة للانضمام إلى والدي الراحل الغالي، أريد أن أقول هذا فقط: شكراً".
وكرّم العالم ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي رافقت البريطانيين مدة 70 عاماً، الجمعة التاسع من سبتمبر (أيلول)، مع قرع أجراس الكنائس وطلقات مدفعية من أستراليا إلى المملكة المتحدة حيث تبدأ مرحلة حداد وطني من 10 أيام.
وعاد تشارلز الثالث إلى لندن بعدما أمضى ليلته في بالمورال في استكلندا مع زوجته كاميلا، على أن يعلن ملكاً رسمياً صباح السبت.
ووصفت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس الجمعة الملكة الراحلة بأنها "من أهم القادة الذين عرفهم العالم". وانطلقت مراسم دينية مساء الجمعة في كاتدرائية القديس بولس في لندن بحضور تراس التي التقت الملك الجديد بعيد وصوله إلى لندن.
وعند ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي، قُرعت أجراس الكنائس في كل أرجاء البلاد ولا سيما في كاتدرائية القديس بولس وكاتدرائية وستمنستر وقصر وندسور حيث كانت تقيم الملكة معظم الوقت. ونكست الأعلام إلى منتصف السواري إلى حين موعد تنصيب تشارلز ملكاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشهد المملكة المتحدة حالة حداد على الملكة التي تركت فراغاً كبيراً نظراً إلى ما يكنه لها البريطانيون من حب، ولا يعرف كثيرون منهم غيرها على عرش بلدهم، وقد نجحت طوال حياتها في حماية الملكية على الرغم من الأزمات.
والتحديات كبيرة لتشارلز الذي أصبح ملكاً في سن الـ73، لكن شعبيته أضعف بكثير من والدته ووريثه الأمير وليام. وهو يرث مملكة تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة وانقساماً بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورغبات في الاستقلال وتوتراً في إسكتلندا وإيرلندا الشمالية، واضطراباً سياسياً مع تولي رابع رئيس للوزراء السلطة خلال ست سنوات.
وأعلن تشارلز أن الحداد الملكي الذي يشمل أفراد العائلة الملكية والعاملين فيها والحرس المشارك في مراسم، سيتواصل لسبعة أيام بعد جنازة الملكة التي لم يؤكد موعدها بعد إلا أنه يتوقع أن يكون في 19 سبتمبر. وستبقى الدارات الملكية مغلقة حتى مراسم الدفن والأعلام منكسة. أما الحداد الوطني فيستمر إلى يوم الجنازة.
تابعوا آخر التطورات بعد إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية.