في ختام قمّة أوساكا التي امتدت على مدى يومين، وهيمنت عليها الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، حذّر قادة مجموعة العشرين من تنامي المخاطر التي تحدق بالاقتصاد العالمي، وأحجموا عن التنديد بالحماية التجارية، داعين بدلاً من ذلك إلى توفير مناخ تجاري "حر ونزيه وغير منحاز".
وقال المجتمعون، في البيان الختامي للقمة السبت، "نسعى جاهدين إلى توفير مناخ تجاري واستثماري حرّ ونزيه وغير منحاز وشفاف ومستقر، يمكن التكهّن به وإبقاء أسواقنا مفتوحة"، مجدّدين دعمهم للإصلاح "الضروري" في منظمة التجارة العالمية، بغية تطوير مهامها.
تصاعد "حدة التوترات التجارية والجيوسياسية"
وبينما عقدت قمّة اليابان وسط ارتفاع منسوب التوتّر الأميركي- الإيراني في الخليج العربي، حذّر البيان الختامي من أن النمو الاقتصادي العالمي "لا يزال ضعيفاً"، وأن الاحتمالات تتّجه للأسوأ مع تصاعد "حدة التوترات التجارية والجيوسياسية" في العالم، مضيفاً أن دول المجموعة ستعمل معاً "لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك أكّد البيان الختامي لمجموعة العشرين الإبقاء على الالتزامات المتّصلة بأسعار الصرف، التي أعلنها وزراء مالية المجموعة ومحافظو بنوكها المركزية، في مارس (آذار) عام 2018، مضيفاً أن "السياسة النقدية ستستمر في دعم النشاط الاقتصادي وضمان استقرار الأسعار بما يتماشى مع عمل البنوك المركزية".
وعلى الرغم من وصف عدد من أعضاء المجموعة المباحثات حول البيان الختامي بالـ "صعبة"، أكّد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن ثمة الكثير من الأمور المشتركة بين قادة "العشرين"، من بينها الاعتراف المشترك بحاجة المجموعة لأن تظل المحرك الرئيسي للنمو العالمي. وحرصت اليابان، التي ترأس القمة، على إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة التي تعارض لغة التنديد بالحماية التجارية من جهة، والدول الأخرى التي تسعى لتحذير أقوى ضدّ التوتر التجاري، من جهة أخرى.
اتفاق باريس للمناخ
بيئياً، جدّدت دول مجموعة العشرين، باستثناء الولايات المتحدة، التزامها "التطبيق الكامل" لاتفاق باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2017، قائلين إنهم متفقون على "عدم التراجع" عن هذا الاتفاق.
وتم التوصل إلى الاتفاق المناخي صباح السبت، بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان، الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلانَي قمتي مجموعة العشرين السابقتين، عامي 2017 و2018، بحسب الرئاسة الفرنسية.