Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدشين ثالث أكبر ميناء سعودي بشراكة صينية

"جازان" يقع على واحد من أهم ممرات النقل البحري على مستوى العالم

ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية (اندبندنت عربية)

بشراكة صينية واستثمارات تتجاوز 88 مليار ريال (23 مليار دولار) خطت الرياض، اليوم الخميس الثامن من سبتمبر (أيلول)، عهداً جديداً مع واحد من أكبر موانئها المطلة على البحر الأحمر بعد تدشين ميناء جازان للصناعات الأساسية والتحويلية الذي لا يبعده من مضيق باب المندب سوى 190 ميلاً.

ودشنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع الميناء بحلة استثمارية جديدة مع شركة "هاتشيسون" الصينية الرائدة عالمياً في إدارة الموانئ.

وقال أمير جازان محمد بن ناصر، إن أهمية استثمار وتشغيل ميناء جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تكمن في أنه يقع على أهم ممرات النقل البحري على مستوى العالم، وبالقرب من دول القرن الأفريقي والأسواق الناشئة.

وترتكز أهمية ميناء جازان على كونه مركزاً لتقديم خدمات لوجيستية حديثة ومتقدمة، ليس للسعودية فحسب بل لمنطقة الشرق الأوسط، ولأنه يقع على واحد من أهم ممرات النقل البحري على مستوى العالم، إذ يمر به 13 إلى 15 في المئة من التجارة العالمية.

لماذا "هاتشيسون" الصينية؟

أشار رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس خالد بن محمد السالم إلى أن السعودية والصين لديهما رؤى اقتصادية مستقبلية متوافقة، فالرياض لديها "رؤية 2030" وبكين لديها مبادرة "الحزام والطريق"، لافتاً إلى أن هذا أمر يسهم في خلق مزيد من الشراكات المقبلة.

وذكر السالم أن اختيار شركة "هاتشيسون" جاء كونها رائدة في هذا المجال، كما أنها ستستخدم تقنيات جديدة ليصبح عمل الميناء بكفاءة أعلى ويكون جاذباً للاستثمارات، كما أنها تعد الشركة الأفضل من بين خمس شركات عالمية من حيث عدد الحاويات التي تمت مناولتها، وكذلك لوجودها في أكثر من 53 ميناء في 27 دولة حول العالم.

وأوضح السالم أن المشروع الذي دشنته بلاده اليوم مر بمراحل تطويرية عدة، بدأت بالمرحلة الأولى لمشاريع البنية التحتية التي نفذتها شركة أرامكو السعودية بتكليف وتمويل من حكومة الرياض.

اتفاقات

أعلنت السعودية الخميس عبر رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع شراكات مع أطراف دولية عدة، منها "اتفاق إنشاء شركة تعنى بجذب الاستثمارات الصناعية الصينية للرياض"، وهي شركة طريق الحرير السعودية، وهو الاتفاق الذي كان ثمرة للزيارات الملكية لجمهورية الصين الشعبية وترجمة لرغبة البلدين في تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية.

وتزامناً مع الحدث الأبرز في تدشين ميناء جازان وبعد توقيع اتفاق استثمار وتشغيل للميناء مع شركة "هاتشيسون" للموانئ تم توقيع اتفاق لإنشاء مصفاة للألمنيوم مع شركة "هانزو جين" الصينية، باستثمار يقدر بأربعة مليارات ريال سعودي، إضافة إلى العمل على عدد من الاستثمارات الصينية المستقبلية الواعدة.

ويبلغ حجم الاستثمارات القائمة في المدينة 88 مليار ريال سعودي (23 مليار دولار) على الرغم من أن المدينة في طور الإنشاء، وكشفت الهيئة الملكية عن توقيع اتفاق استثماري لإنشاء مصنع لإنتاج مكرونة الباستا، ومذكرة تفاهم بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للقهوة، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار وشركة هاتشيسون للموانئ.

ويحتوي ميناء جازان في مرحلته الأولى على ثلاثة أرصفة صناعية، ووحدة ربط عائمة خارج الميناء تقدم خدماتها لمصفاة أرامكو السعودية، وثلاثة أرصفة تجارية لمناولة سفن الحاويات والبضائع العامة وبضائع الصب، علاوة على ساحات التخزين المختلفة، ومنها مناطق خاصة لتخزين الحاويات المبردة ومراقبتها حيوياً.

ويتميز الميناء السعودي بغاطس يبلغ 16.5 متر، وهو ما سيمكنه من استقبال سفن الجيل الخامس الحديثة التي تصل حمولاتها إلى أكثر من 21 ألف حاوية نمطية، ويسمح بمناولة سفن البضائع العامة وبضائع الصب التي تصل حمولاتها إلى أكثر من 100 ألف طن للسفينة، ويأتي تدشينه بعد نحو عام من توقيع الاتفاق مع الشركة الصينية.

السعودية الأسرع نمواً

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أكد وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن الاقتصاد السعودي في النصف الأول من هذا العام حقق قفزة متميزة، إذ نما بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تكون الرياض أسرع الاقتصادات نمواً بين دول مجموعة الـ20 لعام 2022، كما حقق مؤشر الإنتاج الصناعي IPI منذ بداية 2022 وحتى نهاية يوليو (تموز) نمواً بنسبة 21.5 في المئة على أساس سنوي، وهو مؤشر آخر لنجاح تنفيذ رؤية 2030".

وأشار الفالح إلى أن "هناك أيضاً الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي تستهدف تحقيق استثمارات تراكمية تتجاوز 12 تريليون ريال (3 تريليون دولار) بحلول 2030 لتكون داعمة وممكنة لجميع القطاعات الاقتصادية، ومن أهمها قطاعات الصناعة والتعدين والخدمات اللوجيستية".

80 مليار ريال

يأتي تدشين ميناء جازان بعد فترة وجيزة من تشغيل أحدث مصافي أرامكو السعودية، وبذلك يصل مجموع الاستثمارات بالمنطقة الصناعية في جازان إلى ما يزيد على 80 مليار ريال (21 مليار دولار).

وهي خطوة قال عنها الفالح إنها "ستسهم في إيجاد عشرات الآلاف من الوظائف، وتحقيق أهدافنا الاستثمارية للصناعات الأساسية والتحويلية التي نسعى لتبلغ تريليون ريال (500 مليار دولار) بحلول 2030".

ثالث ميناء سعودي

يعد الميناء السعودي ثالث موانئ البلاد مساحة من حيث الطاقة التصميمية على ساحل البحر الأحمر، والبوابة الرئيسة لواردات الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وهو أكبر الموانئ السعودية في استقبال الماشية من دول القرن الأفريقي.

ويبلغ عمر الميناء نحو سبعة عقود، إذ يعود افتتاحه للمرة الأولى لعام 1976، وشهد خلال تاريخه ثلاث مراحل تطويرية بكلفة إجمالية بلغت نحو 1.4 مليار ريال (73 مليون دولار)، تضمنت إنشاء الأرصفة وحاجزي أمواج وبرج مراقبة ومحطة كهرباء ومستودعات تخزين ومحطات وقود وتحلية وضخ مياه ومرافق إدارية وسكنية.

المدينة التي تعانق جبالها أشجار البن الأكثر شعبية على مستوى العالم، تتميز بموقع جغرافي حتم على مدبري الأمر فيها أن تكون ضلعاً مهماً وركيزة أساسية من خطة اقتصادية تتضح ملامحها بعد نحو ثمانية أعوام.

ولفتت كتابات توثيقية سعودية إلى أن جازان عتيقة في علاقاتها التجارية مع قارات العالم، وهي بحسب تلك النقوش تعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.

وعن تاريخ موانئ الدولة الخليجية كانت قد أنشئت أول موانئها شرق البلاد على يد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وهو ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية عام 1993، وهو أول منشأة سعودية متخصصة لتصدير النفط الخام للعالم، وذلك للمحافظة على الإمدادات الموثوقة التي تضمن أمن الطاقة العالمي.

وتكمن أهمية جازان ومينائها كونها على ساحل البحر الأحمر أحد أهم ممرات التجارة العالمية الذي يربط ثلاث قارات ببعضها بعضاً، وهو يتميز بموقعة الاستراتيجي الذي يعد رابطاً مهماً للتبادل التجاري بين قارتي آسيا وأفريقيا من خلال سواحل القرن الأفريقي.

ما شركة "هاتشيسون"؟

تعد شركة "هاتشيسون بورت جازان" المحدودة إحدى مجموعة شركات "هاتشيسون بورت" القابضة والرائدة في تشغيل وتطوير الموانئ التي انطلقت عام 1969 لتصبح بعد ذلك عاملة في 27 دولة، كما تقوم بتشغيل 52 محطة وعدد 291 رصيفاً حول العالم، وهذه أرقام مكنتها من مناولة 88 مليون حاوية قياسية وذلك في عام 2021.

وتعد الشركة إحدى أكبر الشركات القيادية في العالم، إذ تناول أكثر من 10 في المئة من تجارة الحاويات في العالم، إضافة إلى تتويجها كأول وأفضل مشغل محطات الحاويات في العالم، وقد حققت إنتاجية تراكمية بمناولة الحاويات بمقدار 1.3 مليار ريال (35 مليون دولار) حاوية قياسية بجميع محطاتها.

وإضافة إلى تشغيل الموانئ تقوم الشركة أيضاً بتشغيل الخدمات البحرية وأرصفة سفن الكروز، وتشغيل المطارات وخدمات السكك الحديدية وإصلاح السفن.

اقرأ المزيد