Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا: احتقان جديد قرب العاصمة ومقتل الداعشي مدبر مذبحة الأقباط

بيان وزارة الداخلية في حكومة باشاغا يعد تلميحاً منها بالتدخل التركي لترجيح كفة حكومة عبدالحميد الدبيبة عسكرياً

ضربت قوات موالية لحكومة الوحدة الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة طوقاً عسكرياً على مدينة ورشفانة على بعد 30 كيلومتراً غرب طرابلس، استعداداً لاقتحامها بعد نهاية مهلة منحتها لكتيبة موالية لحكومة باشاغا لتسليم أسلحتها وإخلاء مقرها.

وحذرت بعض الأطراف الليبية من وقوع ما وصفته بـ "مذبحة جديدة" في المدينة وسقوط ضحايا من المدنيين إذا أقدمت القوة العسكرية الموالية للدبيبة على اقتحامها، ما يؤشر إلى بداية جولة جديدة من الصراع المسلح على السلطة غرب البلاد بين الغريمين عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
في المقابل، أعلنت قيادة الجيش في بنغازي بقيادة المشير خليفة حفتر مقتل القيادي في "تنظيم داعش" المهدي دنقو الملاحق منذ سنوات من ليبيا ومصر، على خلفية اتهامه بقتل 21 قبطياً مصرياً في مدينة سرت عام 2015.
 
حصار على ورشفانة
 
وقالت مصادر صحافية ليبية وشهود عيان إن حشوداً عسكرية كبيرة لقوات تابعة لحكومة الوحدة في طرابلس تجمعت قرب مدينة ورشفانة جنوب غربي طرابلس بعد ساعات من انتهاء المهلة التي منحت لقوات القيادي العسكري في المدينة معمر الضاوي لتسليم مقر كتيبته وأسلحته لهذه القوة العسكرية. 
وتعززت صحة هذه المعلومات بعد بيان للقيادي من مدينة الزاوية محمد بحرون المقرب من الدبيبة قال فيه، "على أهلنا وإخوتنا في ورشفانة طرد المجرمين والخارجين عن القانون من مدينتهم، وعدم السماح لهم باتخادهم دروعاً بشرية والاحتماء بهم، وتسليم معسكراتهم كافة لدرء الفتنة والحفاظ على الأرواح والممتلكات".
وأضاف بحرون "نحن لا نريد استخدام السلاح بين الأخوة، ولكننا قد نضطر إلى استعمال القوة حفاظاً على السلم ودرءاً للفتنة، وللمرة الأخيرة ندعو وبكل ود إلى تسليم السلاح والمعسكرات لكف شر القتال".
 
سلسلة من التحذيرات
 
من جانب آخر حذر عضو مجلس النواب علي الصول قوات الدبيبة من اقتحام مدينة ورشفانة، وقال إنه "ستتم محاسبة عبدالحميد الدبيبة ورئيس الأركان محمد الحداد وكل من أعطى الأوامر لاقتحام مدينة ورشفانة إذا أقدموا على هذه الخطوة".
وأضاف، "نحمل الدبيبة وحكومته المنتهية الصلاحية المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم قد تسفك في ورشفانة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، أكدت وزارة الداخلية في "حكومة الاستقرار" التي يقودها فتحي باشاغا أن "لديها معلومات أمنية مؤكدة باستخدام طائرات مسيرة لأغراض عسكرية بإشراف الفريق محمد الحداد ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب في ورشفانة والمناطق المحاذية لها". واعتبر وزير الداخلية في الحكومة عصام أبو زريبة هذا الأمر "خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020".

وحمل أبوزريبة "غرفة العمليات بقاعدة معيتيقة الجوية وجميع التشكيلات المسلحة التي تشارك في الهجوم بصفتها وأسمائها مسؤولية أي عمل عسكري أو شبه عسكري يهدف إلى إثارة الفتنة أو الحرب على منطقة الجفارة التي تشمل مدناً عدة بينها الزاوية وورشفانة، واستخدام الطيران المسير ضد المجموعات العسكرية وشبه العسكرية والتحريض على العنف في هذه المنطقة".
ودعا وزير الداخلية المكلف "فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي والبعثات الدبلوماسية للدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحقيق في استخدام هذه الأسلحة الممنوعة، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بليبيا".
 
تلميح للتدخل التركي
 
من جهة ثانية اعتبرت مصادر ليبية عدة بيان وزارة الداخلية في حكومة باشاغا تلميحاً هو الأول من نوعه منها للتدخل التركي لترجيح كفة حكومة عبدالحميد الدبيبة عسكرياً في الصراع الدائر بينهما منذ أشهر، لأن كل الطائرات المسيرة الموجودة في طرابلس وقاعدتها في مطار معيتيقة تابعة للقوات التركية في المدينة التي تشرف على غرفة العمليات الخاصة بها بتعاون جزئي من رئاسة الأركان في العاصمة.
ويشير الإعلامي الليبي أحمد عاشور إلى أن "هذه المعلومات ليست وليدة الأحداث في ورشفانة، بل تواترت في خضم المعركة الدامية التي شهدتها طرابلس الأسبوع الماضي والتي قيل إن الطائرات المسيرة التركية هي من حسمت نتيجتها لمصلحة قوات الدبيبة بعد توجيهها ضربات مؤثرة إلى القوات التي واجهتها".
ويرى أن "هذا التطور مهم ولافت وقد يحدد طبيعة الموقف التركي مما يجري في طرابلس، بعد أن بدا مبهماً لأشهر، وهو ما يفسر ربما التصعيد المصري الأخير ضد حكومة الدبيبة في الجامعة العربية". 
وكان القائد العسكري الأبرز في قوات حكومة فتحي باشاغا أسامة جويلي صرح نهاية الأسبوع الماضي بأن "القوات التابعة للغرفة العسكرية المشتركة التابعة له تعرضت إلى ضربات بـ 18 صاروخاً من طائرة مسيرة تركية أثناء معركة طرابلس الأخيرة". 
 
سقوط قاتل الأقباط المصريين
 
أما في الشرق فأعلنت قوات الجيش الليبي مقتل القيادي في "تنظيم داعش" المهدي دنقو، المتهم بالإشراف على عملية ذبح 21 مصرياً قبطياً في سرت قبل سنوات، في معركة مع مفارز عسكرية تابعة له في الجنوب الغربي.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش خالد المحجوب إن "الإرهابي المهدي دنقو الذي استهدف في عملية دقيقة قامت بها مجموعة عسكرية خاصة، يعد العقل المدبر لكثير من العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في ليبيا".
 وأوضح أن "هذا الإرهابي يكنى باسم نبيل بركات من مواليد 1984، وتنقل بين أكثر من مجموعة إرهابية آخرها تنظيم داعش، ونفذ كثيراً من عمليات العنف المسلح، ونشط في الجنوب الليبي بعد القضاء على التنظيم المتطرف والمجموعات الإرهابية في كل من بنغازي ودرنة".
وأشار إلى أن "عملية متابعة هذا القيادي الخطر وترقبه أخذت كثيراً من الوقت، وتمت بعملية نفذت من شقين، أحدهما استخباراتي والآخر عملياتي، إذ حاول إيهام الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بوفاته وعملت القوات المسلحة على إيهامه بتصديق كذبته حتى تم الإيقاع به".
 
سنوات من المطاردة 
 
ويعتبر المهدي دنقو من أبرز قيادات "تنظيم داعش" في ليبيا، خصوصاً في فترة سيطرته على مدينة سرت بين عامي 2014 و2016، قبل أن يفر منها بعد هزيمة التنظيم عسكرياً إلى الجنوب، وحاول التخلص من الملاحقة بعدد من الحيل، ومنها بث التنظيم إشاعة وفاته مع قيادات متطرفة خلال مواجهة مع قوات الجيش الوطني الليبي في الجنوب عام 2019.
وقالت مصادر عسكرية في الجيش إن فرقة المهمات الخاصة باللواء طارق بن زياد المعزز أمسكت بالخيط الذي قادها إلى دنقو قبل أيام بعد القبض على ثلاثة أفراد جزائريين يتبعون "داعش" بعد دخولهم عبر الحدود الجزائرية.
واعترف العناصر الثلاثة بتواصلهم مع المهدي دنقو لتبدأ عملية رصد تحركاته، وبعد تحديد مكانه نصب الجيش كميناً في منطقة القطرون جنوب ليبيا للإيقاع به، وخلال ذلك تم الاشتباك معه مما أسفر عن مقتله واثنين من مرافقيه، وإلقاء القبض على مرافق آخر يحمل الجنسية السودانية.
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي