Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن وبكين تتفقان على هدنة تجارية على هامش قمة الـ20

في رد على القمة الأميركية الصينية اجتماع بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية

رغم التوتر الشديد الذي شاب العلاقات الأميركية – الصينية أخيراً، لا سيما الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم من خلال تبادل فرض الرسوم على المنتجات المستوردة، شهد اليوم الثاني من قمة مجموعة دول الـ20 في أوساكا اليابانية، لقاءً ثنائياً بالغ الأهمية على هامش الجلسات الرسمية السبت، بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ، حيث وصف الأول الاجتماع بـ"الممتاز".
 

استئناف المفاوضات
 
وأعلنت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية بعد اللقاء أن الرئيسين اتفقا السبت على استئناف المفاوضات التجارية بين بلديهما، في وقت أعلنت بكين أن واشنطن وافقت على عدم فرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها، وفق وسائل إعلام صينية رسمية.
وأفادت "شينخوا" أن البلدين سيستأنفان المفاوضات "على أساس المساواة والاحترام المتبادل". وأضافت الوكالة الرسمية الصينية أن الرئيس الصيني أبلغ نظيره الأميركي بأنه يأمل بأن تعامل الولايات المتحدة الشركات الصينية بشكل منصف. وقال شي إنه "في ما يخص قضايا السيادة والاحترام لا بد وأن تحمي الصين مصالحها الأساسية".
 
رد أوروبي
 
وفي ما بدا كأنه ردّ على القمة الصينية الأميركية خلال قمة مجموعة العشرين، توصّل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور) وهي البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي، إلى اتفاق بشأن اتفاقية تبادل حرّ، هي ثمرة عشرين عاماً من المفاوضات الصعبة.
واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أنها "لحظة تاريخية". وناقش يونكر أيضاً اتفاقية تبادل حرّ مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون.
لكن تصديق ميركوسور على الاتفاقية قد يكون صعباً، إذ إن النصّ يثير قلق المزارعين الأوروبيين مقابل تدفق المنتجات من أميركا الجنوبية خصوصاً البرازيلية منها.
أقرّ البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين بأن حدة التوترات التجارية والجيوسياسية "تصاعدت". وتحلّ هذه الصيغة المبهمة محلّ الإدانة العلنية للحمائية التي لطالما كانت ميزة بيانات مجموعة العشرين إلا ان إدارة ترامب لا تريد التحدث عنها.
 
استعداد للاتفاق
 
وكان ترمب استهل كلمته خلال الاجتماع بالتعبير عن استعداده للتوصل إلى اتفاق تجاري "تاريخي" مع الصين. وقال "سيكون الأمر تاريخياً إذا استطعنا التوصل إلى صفقة تجارية عادلة. إننا مستعدون تماماً لذلك كما أنكم مستعدون تماماً له".
وتابع الرئيس الأميركي "أعتقد أن هذا سيكون اجتماعا مثمرا للغاية وأعتقد أن باستطاعتنا الاستمرار لفعل شيء سيكون هائلا بشكل حقيقي" "أظن أن هذا سيكون لقاءً منتجاً للغاية"، مشدداً على علاقاته الجيدة جداً مع الرئيس الصيني الذي بات "صديقاً".
 

الحوار أفضل من المواجهة

وقبيل ذلك، كان الرئيس الصيني شدد على أن "الحوار" مع الولايات المتحدة سيكون أفضل من "المواجهة".
وجلس الرئيسان الأميركي والصيني إلى الطاولة وجهاً لوجه وكانا محاطين بمقربين منهما بينهم من الجانب الأميركي وزير الخارجية مايك بومبيو وممثل التجارة الخارجية روبرت لايتهايزر، إضافة إلى ايفانكا ترامب ابنة الرئيس ومستشارته.

كندا والصين

 في سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن الأخير أجرى "مناقشات إيجابية وبناءة" مع الرئيس الصيني على هامش اجتماع قمة مجموعة الـ20 الجمعة مع احتدام خلاف بين البلدين.
وقال مسؤول كندي إن ترودو تحدث" أكثر من مرة" مع شي خلال لقاء القمة في أوساكا، وشكّل ذلك أول تواصل بين الزعيمين منذ تجمّد العلاقات الدبلوماسية والتجارية بينهما في ديسمبر (كانون الأول) عقب اعتقال الشرطة الكندية منغ وان تشو، المديرة المالية لشركة "هواوي تكنولوجيز" بناءً على أمر اعتقال أميركي.
وأظهر مقطع مصوّر من الاجتماع ترودو وشي يتحدثان لفترة وجيزة من خلال مترجمين قبل تصافحهما.
وقال المسؤول الكندي ذاته إنه "من المرجح أن تكون هناك فرص أخرى في المستقبل لإجراء حوار إذا دعت الحاجة لذلك". واعتقلت الصين كنديين اثنين بعد اعتقال منغ واتهمتهما بالتجسس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


كوريا الشمالية

في سياق آخر، ردّت كوريا الشمالية على تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي السبت حول رغبته في عقد لقاء ثنائي في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين مع الزعيم الكوري الشمال كيم جونغ أون، واعتبرت بيونغ يانغ أن عرض ترمب "مثير للاهتمام"، لكنها أكدت أنها لم تتلق طلباً رسمياً بذلك بعد.
ويُفترض أن يتوجه ترمب من أوساكا باليابان إلى كوريا الجنوبية في وقت لاحق اليوم السبت، على أن يغادرها الأحد ويعود إلى واشنطن.
وقال ترامب على تويتر "أثناء وجودي هناك (كوريا الجنوبية)، إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم ذلك، فسألتقي معه على الحدود/المنطقة المنزوعة السلاح كي أصافحه فقط وأقول له مرحباً. إذا جاء إلى هناك سنرى بعضنا لمدة دقيقتين هذا كل ما نستطيعه ولكن هذا سيكون أمراً طيباً". وأضاف أنه وكيم "على وفاق بشكل جيد جداً".
وقال ترامب للصحفيين اليوم السبت إن كيم أرسل إليه بطاقة معايدة بمناسبة عيد ميلاده وإنه رد عليه برسالة. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن رسالة ترمب كانت ذات "مضمون ممتاز" وأن كيم "سيفكر بجدية فيها" من دون ذكر تفاصيل. وكان ترمب قال علناً سابقاً إنه تلقى "رسالة جميلة" للغاية من كيم. ولم يكشف ترمب عن مضمون الرسالة ولكن مسؤولاً بالبيت الأبيض وصف الرسالة بأنها "منمقة للغاية".

استعداد لمحادثات بنّاءة
 
من جهة أخرى، نقلت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفن بيجون قوله إن واشنطن مستعدة لإجراء محادثات بناءة مع بيونغ يانغ لمتابعة اتفاق توصل إليه البلدان في العام الماضي لنزع السلاح النووي. وأضافت الوزارة أن بيجون قال لنظيره الكوري الجنوبي لي دو هون إن واشنطن تريد إحراز تقدم" متزامن وموازٍ" بشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع قمة عقد بين ترمب وكيم في سنغافورة العام الماضي.
واتفق الجانبان على إقامة علاقات جديدة والعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
ولكن المفاوضات توقفت منذ انهيار اجتماع قمة ثان في فيتنام في فبراير (شباط) الماضي، بعد اخفاق الجانبين في تضيق هوة الخلافات بين مطالب الولايات المتحدة لنزع السلاح النووي ومطالب كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي إن تبادل ترمب وكيم الرسائل في الآونة الأخيرة عزز آمال استئناف المحادثات ووصف ذلك بأنه "احتمال حقيقي للغاية".
 
اقرأ المزيد

المزيد من دوليات