أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء، السابع من سبتمبر (أيلول) الحالي، "أنها لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصراً" بسبب عدم رد طهران على مسألة المواقع غير المعلنة والمشتبه في أنها شهدت أنشطة غير مصرح عنها.
وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي في تقرير نشر قبل أيام من انعقاد مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إنه يشعر "بقلق متزايد في وقت لم يحرز فيه أي تقدم" في ملف آثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في الماضي عبر أماكن مختلفة، داعياً طهران إلى الالتزام "بواجباتها القانونية والتعاون في أسرع وقت ممكن".
وتعد هذه إحدى النقاط الرئيسة التي تتسبب في تعثر المفاوضات التي استؤنفت خلال أبريل (نيسان) 2021 في فيينا لإحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) مع إيران، والذي انسحبت منه واشنطن بعد ثلاث سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وطالبت إيران مجدداً الثلاثاء (6 سبتمبر) بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف المواقع غير المعلنة للسماح بإنجاز تفاهم في محادثات إحياء الاتفاق مع الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بينما تشارك الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.
ودانت الوكالة أيضاً قراراً أعلنته إيران خلال يونيو (حزيران) الماضي يقضي بوقف عمل عدد من كاميرات المراقبة، متحدثة عن "عواقب تؤثر في القدرة على التحقق من الطابع المدني للبرنامج النووي."
ووفق تقديرات في مستند منفصل فإن إيران وإضافة إلى الحد من وصول الوكالة الأممية، واصلت خلال الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم المخصب.
تجاوز الحدود
وجاء في تقرير الوكالة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بات الآن يتجاوز بأكثر من 19 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق، وأوضح التقرير أن المخزون حتى الـ 21 من أغسطس (آب) الماضي يقدر بـ 3940.9 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في مقابل 3809.3 كيلوغرام منتصف مايو (أيار) السابق، علماً بأن الحد المسموح به هو 202.8 كيلوغرام.
وزادت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة إلى 331.9 كيلوغرام في مقابل 238.4 كيلوغرام في السابق، متجاوزة نسبة التخصيب المنصوص عليها في الاتفاق وهي 3.67 في المئة.
وباتت إيران تملك 55.6 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة مقابل 43.1 في المئة سابقاً، وهذه النسبة تقترب أكثر من عتبة الـ 90 في المئة اللازمة لتصنيع القنبلة الذرية.
الرد الإيراني
في سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء السادس من سبتمبر (أيلول)، أن رد إيران على مقترحات العودة للاتفاق النووي لم يساعد بالتوصل لاتفاق.
وأعلن البيت الأبيض أنه لا يزال هناك عمل كثير يتعين على الدبلوماسيين القيام به بشأن إيران، مضيفاً: "لا يزال هناك عمل كثير يتعين على الدبلوماسيين القيام به بشأن إيران".
وكان البيت الأبيض قد أكد أن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات المرتبطة بنجاح أو فشل الاتفاق النووي. كما أضاف، "كنا واضحين للغاية بشأن ما نعتزمه هنا هو التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً، وهذا هو هدفنا النهائي هنا".
لبيد يوجه تحذيراً لإيران
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الثلاثاء، من أمام مقاتلة "أف-35"، إيران من الاستمرار في "اختبار" الدولة العبرية، في الوقت الذي تتفاوض فيه طهران مع الدول الكبرى لإحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم في فيينا في 2015 وتعارضه إسرائيل بشدة.
وأدلى لبيد بهذا التصريح خلال زيارة إلى قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، وقد نشر مكتبه مقطع فيديو ظهر فيه وهو يتحدث وخلفه طائرة مقاتلة من طراز "أف-35".
وتشن إسرائيل حملة دبلوماسية مكثفة في محاولة لإقناع الغربيين بعدم إحياء الاتفاق المبرم بينهم وبين إيران في 2015، الذي أصبح في حكم الميت منذ انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018.
وقال لبيد، إن "الوقت ما زال مبكراً لمعرفة ما إذا كنا قد نجحنا بالفعل في وقف الاتفاق النووي، لكن إسرائيل مستعدة لأي تهديد ولأي سيناريو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "إذا استمرت إيران في اختبارنا، فسوف تكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها"، متعهداً "مواصلة العمل على جميع الجبهات ضد الإرهاب وضد أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه حصل من الرئيس الأميركي جو بايدن على الضوء الأخضر لكي تفعل الدولة العبرية "كل ما تراه مناسباً" لمنع إيران من امتلاك السلاح الذري، وهو هدف لطالما نفت إيران سعيها لتحقيقه رغم الاتهامات الغربية والإسرائيلية لها بعكس ذلك.
وقال لبيد، "بحسب ما اتفقت أنا والرئيس بايدن، فإن إسرائيل تتمتع بالحرية الكاملة للقيام بكل ما تراه مناسباً لمنع إيران من أن تصبح مصدر تهديد نووي".
حملة دبلوماسية ضد إيران
من جهته قال مكتب لبيد في بيان، إن رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيا يزور حالياً الولايات المتحدة في إطار "الحملة الدبلوماسية ضد إيران".
ومن المقرر أن يلتقي بارنيا خلال زيارته مسؤولين في عدد من الأجهزة الأمنية الأميركية.
وتعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 2015 وخفف العقوبات المفروضة على طهران مقابل التزامها تقليص برنامجها النووي.
وفي حين يسعى بايدن إلى إحياء الاتفاق، فإن إسرائيل التي تُعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، تعهدت بذل كل ما في وسعها لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.