Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراس: بريطانيا ستعمل مع أميركا لمعالجة المشكلات الاقتصادية

رئيسة الوزراء الجديدة تعد بالخروج من العاصفة الاقتصادية وتعلن فريقها الجديد

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس خلال أول مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء السادس من سبتمبر (أيلول)، أن بلادها تتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة على معالجة المشكلات الاقتصادية الناجمة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وجرت المكالمة الهاتفية بُعيد ساعات فقط على تولي رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة منصبها خلفاً لبوريس جونسون.

وقالت متحدثة باسم داونينغ ستريت، "اتفقا على أن الشراكة بين بلدينا، والمدعومة بقيمنا المشتركة، حاسمة في ما يتعلق بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وتعزيزهما في العالم".

وفي مكالمتهما الهاتفية، اتفقت تراس وبايدن على "تعزيز هذه العلاقات، بما في ذلك من خلال تطوير تحالفنا الدفاعي العميق عبر كل من حلف شمال الأطلسي وأوكوس".

وأضاف بيان داونينغ ستريت، أن "الزعيمين جددا التزامهما تعزيز الحرية العالمية، ومواجهة المخاطر التي تشكلها الأنظمة الاستبدادية، وضمان فشل بوتين في أوكرانيا".

السلام في إيرلندا الشمالية

واتفقت تراس وبايدن، الثلاثاء، على "ضرورة حماية السلام في إيرلندا الشمالية"، كما أعلن داونينغ ستريت. وبايدن الذي يتحدر من أصول إيرلندية انتقد سياسة "بريكست" التي قادها جونسون، ولطالما اتسمت العلاقة بين بايدن وجونسون بالفتور.

وقبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في 2020 حذر بايدن من أنه إذا تسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أي ضرر لاتفاقية الجمعة العظيمة التي أبرمت في 1998 وأنهت 30 عاماً من العنف في إيرلندا الشمالية، فإدارته لن توافق على إبرام معاهدة تجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وإبرام معاهدة تجارية بين لندن وواشنطن يعتبر حالياً احتمالاً بعيد المنال، لكن العلاقات الدفاعية بين الحليفين عبر الأطلسي نمت في السنوات الأخيرة، لا سيما مع الشراكة الجديدة التي أبرماها بالاشتراك مع أستراليا العام الماضي وأطلق عليها اسم أوكوس.

وحين كانت وزيرة للخارجية، قدمت تراس مشروع قانون ينظم العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست" وينص خصوصاً على إلغاء أجزاء من الاتفاقية التجارية بين الطرفين، لا سيما تلك المتعلقة بإيرلندا الشمالية، وهو أمر تعارضه بروكسل ويهدد كذلك بتوتير العلاقات مع واشنطن.

وفي وقت سابق قدم الرئيس الأميركي، تهانيه لتراس، وقال على "تويتر"، "أتطلع إلى تعميق العلاقة الخاصة بين بلدينا والعمل بتعاون وثيق في مواجهة التحديات العالمية، ومن بينها الدعم المستمر لأوكرانيا بينما تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي".

وتولت ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية، الثلاثاء، متعهدة بإجراء فوري للتغلب على مجموعة من أصعب التحديات التي تواجه رئيس وزراء جديداً في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وفي مقدمتها ارتفاع أسعار الطاقة وكساد يلوح في الأفق.

وأقرت تراس، رابعة رؤساء الوزراء المحافظين خلال ستة أعوام وخليفة بوريس جونسون الذي اضطر للتنحي بسبب سلسلة من الفضائح، بالأوضاع العالمية غير المواتية جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا وجائحة "كوفيد-19".

فريق جديد

وقالت وزيرة الخارجية السابقة تراس خارج مكتبها ومقر إقامتها الجديد في داونينغ ستريت، "أثق أننا نستطيع معاً تجاوز العاصفة، نستطيع أن نعيد بناء اقتصادنا، ونستطيع أن نصبح بريطانيا الجديدة المتألقة التي أعرف أننا نستطيع أن نكونها".

وعينت تراس (47 عاماً) حلفاءها المقربين في المناصب الحكومية العليا مثل كواسي كوارتنغ الذي شغل منصب وزير المالية، وتيريس كوفي التي شغلت منصب نائبة رئيسة الوزراء ووزيرة الصحة، وجيمس كليفرلي الذي شغل منصب وزير الخارجية، وهذه هي المرة الأولى التي لا يتولى فيها رجل أبيض أحد المناصب الوزارية الأربعة الأكثر أهمية، وعينت سويلا برافرمان وزيرة للداخلية.

وكوراتينغ هو ابن مهاجرين غانيين، ويُعد أول وزير أسود للمال في البلاد، وسينصب تركيزه الفوري على تغيير الوضع الاقتصادي السيئ في بريطانيا.

أما كليفرلي فهو عسكري في الاحتياط مختلط الأعراق، وقد خدم تحت قيادة تراس في وزارة الخارجية، في حين هاجر والدا برافرمان الهنديان إلى بريطانيا من كينيا وموريشيوس.

كما أعادت تراس تعيين بن والاس وزيراً للدفاع، وكان والاس الذي تزايدت شعبيته بفضل طريقة تعامله مع الأزمة الأوكرانية، يعتبر من أبرز المرشحين لتولي رئاسة الوزراء خلفاً لجونسون قبل أن يبعد نفسه عن السباق للتركيز على عمله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أولويات ثلاث

والحكومة الجديدة مكلفة بتنفيذ الأولويات الثلاث التي قررتها تراس وهي التخفيضات الضريبية لدعم الاقتصاد، والمساعدة على مواجهة تكاليف الطاقة التي تواصل الارتفاع، وترتيب أوضاع الخدمة الصحية الوطنية التي تديرها الدولة.

وترث تراس اقتصاداً يواجه أزمة مع معدل تضخم مرتفع وتصاعد تكاليف الطاقة وتحذير بنك إنجلترا من ركود طويل الأمد مع نهاية العام الجاري، وبالفعل نظم العمال في أنحاء البلاد إضراباً عن العمل.

وتسببت خطة تراس لإحياء نمو الاقتصاد من خلال التخفيضات الضريبية، وكذلك احتمال تخصيص نحو 100 مليار جنيه استرليني (116 مليار دولار) للمساعدة في تحمل فواتير الطاقة في انزعاج الأسواق المالية بشدة.

وتعرضت السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عاماً لأكبر انخفاض في يوم واحد منذ مارس (آذار) عام 2020 عندما تسبب فيروس كورونا في اضطراب الأسواق المالية، في الوقت الذي صعد فيه المستثمرون انتقاداتهم للاقتراض الزائد الذي من المرجح أن تتطلبه خطط تراس في حين ارتفعت تكاليف الاقتراض لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011.

وقالت تراس، "أعرف أن لدينا ما يتطلبه التغلب على هذه التحديات، بالطبع، لن يكون الأمر سهلاً، لكن باستطاعنا فعله".

يد ضعيفة

ولرئيسة الوزراء الجديدة يد أضعف سياسياً من كثير من أسلافها.

وشغلت تراس مناصب رئيسة في الحكومة على مدى ثماني سنوات، لكنها فازت على منافسها ريشي سوناك بزعامة حزب المحافظين في تصويت لأعضائه بهامش فوز أقل مما كان متوقعاً، كما أنها لم تكن في البداية الخيار الأول للمشرعين أعضاء الحزب.

وفي كلمة إلى الصحافيين والسياسيين الذين تجمعوا في داونينغ ستريت في وقت سابق الثلاثاء، قال جونسون، الذي حاول البقاء في المنصب في يوليو (تموز) على الرغم من الاستقالة الجماعية للوزراء، فإن البلاد لا بد أن تتحد خلف تراس.

وأضاف في خطاب الوداع "ما أقوله لزملائي المحافظين، حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية... حان الوقت لنا جميعاً للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها".

وبعد أن ألقى الكلمة خارج داونينغ ستريت، غادر جونسون لندن متجهاً إلى اسكتلندا حيث قدم استقالته للملكة إليزابيث (96 عاماً) قبل أن تتبعه تراس إلى قلعة بالمورال.

واستغل جونسون خطاب رحيله للتفاخر بنجاحاته، بما في ذلك إطلاق برنامج للتطعيم المبكر خلال الجائحة ودعمه أوكرانيا منذ بداية معركتها ضد روسيا.

وأضاف إلى ما وصفه بقائمة إنجازاته الرئيسة الخروج من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن استطلاعات الرأي تبين الآن أن أغلبية البريطانيين ترى أن الخروج من التكتل كان خطأ.

حالة طوارئ محتملة

سقطت بريطانيا التي يحكمها حزب المحافظين منذ عام 2010، في أزمة تلو الأخرى في السنوات الماضية وتواجه الآن احتمال حالة طوارئ طويلة في مجال الطاقة يمكن أن تستنزف مدخرات الأسر وتهدد الشركات التي ما زالت مثقلة بديون فترة جائحة "كوفيد".

من المقرر أن تقفز فواتير استهلاك الأسر من الطاقة بنسبة 80 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول)، وقال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إن تراس يمكن أن تجمد الفواتير بموجب خطة قد تتكلف نحو 100 مليار جنيه استرليني (115.33 مليار دولار) بما يتجاوز تعويضات الحكومة للعمال المتضررين خلال جائحة "كوفيد-19".

وليس من الواضح كيف ستمول بريطانيا هذا الدعم، لكن المرجح أن تزيد الاقتراض الحكومي، وأدى حجم الحزمة، إضافة إلى حقيقة أن الأزمة يمكن أن تستمر عامين أو نحو ذلك، إلى إثارة قلق المستثمرين.

في أغسطس (آب) وحده، فقد الجنيه الاسترليني أربعة في المئة من قيمته أمام الدولار، وكان أسوأ شهر لسندات الحكومة البريطانية لأجل 20 عاماً منذ نحو عام 1978، وذلك بحسب سجلات من ريفينيتيف وبنك إنجلترا.

وما زالت الماليات العامة البريطانية مثقلة منذ فورة الإنفاق الحكومي الضخم خلال جائحة فيروس كورونا. والدين العام، باعتباره جزءاً من الناتج الاقتصادي، ليس ببعيد عن مئة في المئة ارتفاعاً من نحو 80 في المئة قبل الجائحة.

المزيد من دوليات