Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعدما جعلت لوكسمبورغ جميع وسائل النقل العام مجانية، هل تحذو بريطانيا حذوها؟

لا شك أن القرار سيكون جيداً للبيئة

لوكسمبورغ تقود العالم في جعل تذاكر السفر مجانية (الإندبندنت)    

يغادر قطار الساعة 7:20 صباحاً، المتجه من ديكيرش في المنطقة المركزية الشرقية في لوكسمبورغ إلى عاصمة الدولة الصغيرة، وقد خلت 90 في المئة من مقاعده. ومع توقفه المتكرر، لنقل مزيد من الركاب، تمتلئ أغلبية المقاعد.

كلفتني تذكرتي 2 يورو (1.80 جنيه استرليني) (رفضت خيار دفع يورو إضافي للدرجة الأولى)، التي سمحت لي باستخدام غير محدود لوسائل النقل العام في جميع أنحاء لوكسمبورغ لمدة ساعتين. كان يمكنني الذهاب من المدينة إلى الحدود البلجيكية، أو إلى قرية شينغين الرمزية، التي تقع على نهر موسيل، حيث تلتقي الدوقية الكبرى فرنسا وألمانيا.

الخيار الآخر والموضح بالإنكليزية على آلة التذاكر، كان بطاقة مرور ليوم كامل تسمح لي بالقفز إلى أو من أي قطار أو حافلة أو ترام حول البلد، الذي تصل مساحته إلى 999 ميلاً مربعاً (هذه ذات مساحة أوكسفوردشاير).

كيف يمكن لهم بمثل هذه الأسعار تشغيل السكة الحديدية، بالإضافة إلى الحافلات والترام، بل وأيضاً خط القطار المعلق الذي يصل السكة الحديدية بمرتفعات كيرشبرغ في شمال العاصمة؟ 

الإجابة البسيطة: لا يمكنهم ذلك. إذ بالكاد تبلغ إيرادات التذاكر 3 في المئة من تكلفة النقل العام في لوكسمبورغ. لكن، لكل يورو ينفقه مسافر مثلي على التذاكر، يضيف دافعو الضرائب مقابله دعماً قيمته نحو 30 يورو.

تعهدت الحكومة الائتلافية، المشكلة من الأحزاب الوسطية واليمينية وأحزاب الخضر، بالغاء التذاكر كلية، مما سيجعل لوكسمبورغ الدولة الأولى في العالم التي تفعل ذلك.

سيجذب سائقو السيارات من الطرق المزدحمة – كما يعتقد - نحو أسطول القطارات والحافلات وعربات الترام، التي ستحمل، خارج أوقات الذروة، كثيراً من الهواء المنعش والقليل من الناس. الغاء ثمن التذكرة حتى لو كانت بقيمة قليلة، كـ2 يورو، سيزيل واحدة من عوائق السفر، وهي الاضطرار إلى خوض معركة مع آلة التذاكر. لذا، سيصبح المقلون في السفر مسافرين بشكل متكرر، ويقومون برحلات إلى المتاحف والمقاهي والمحال التجارية. ما سيعزز الناتج الاجمالي المحلي للوكسمبورغ، ذات الناتج المحلي المثير للإعجاب بالفعل.

بالنسبة إلى أمة صغيرة وشديدة الثراء، تعد تلك خطوة جريئة وفي الوقت المناسب. لكن، هل يمكن أن تكون مجدية في بريطانيا؟

يستعد ركاب السكك الحديدية لـ"الركلة السنوية في الأسنان"، كما يصف اتحاد السكك الحديدية وعمدة مانشستر آندي برنهام، زيادة سعر تذكرة النقل بمقدار 3.1 في المئة في رأس السنة.

تخيّل لو أنه بدلاً من ذلك انخفضت الأجرة إلى صفر واختفت بوابات مراجعة التذاكر. سواء كنت متوجهاً من ووكينج إلى ووترلوو للعمل، أو من فالكيرك إلى فوريس للمتعة، ليس عليك إلا الحضور والانطلاق.

فكر في الفوائد فحسب. فالعديد من الناس يقودون سياراتهم، لأن ذلك يبدو الحل الاقتصادي الأمثل مقارنة بأسعار تذاكر القطار عالية التكلفة. كما أن استخدام القطارات سيحسن البيئة فوراً. قد يتخلى بعض ركاب السيارات عن سياراتهم تماماً، مما سيقلل الازدحام ويعيد الشوارع إلى المشاة وراكبي الدراجات. يمكن لبريطانيا أن تصبح منارة للنقل المستدام.

وعلى الرغم من ذلك، ولراحة دافعي الضرائب، الذين سيتعين عليهم تعويض خسارة إيرادات التذاكر التي تبلغ 10 مليار جنيه إسترليني (والعديد من المسافرين الذين لا يستطيعون تخيل مزيد من المسافرين يقفزون في قطار الساعة 7.40 صباحاً من ووكينغ إلى ووترلو)، سيكون النقل المجاني في جميع أنحاء البلاد غير عملي تماماً في بريطانيا.

البنية التحتية متخمة للغاية، بحيث إن أي تخفيض كبير في الأجرة سيجعل القطارات في ساعة الذروة غير محتملة أكثر مما هي عليه. وسواء أعجبك أم لا، فإن السعر يعمل على تخفيف الطلب.

من المؤكد أن أجرة ركوب القطارات البريطانية لن تكفي لتحسين السعة. إذ فشلت الحكومات المتعاقبة في التعامل مع مواصفات التذكرة السخيفة التي تم وضعها أثناء الخصخصة. لكن شكوى الركاب، المضغوطين، المتكررة من أن الأسعار مرتفعة جداً والقطارات مزدحمة للغاية هي- بمفردات المنطق القاسية- شكوى من أمرين متعارضين.

ابتعد عن أهوال الانتقال اليومي إلى لندن وبرمنغهام ومانشستر وليدز، وفكر في السفر بين المدن. سوف يبدو الأمر سخيفاً بلا أي أجرة.

المسافرون من رجال الأعمال، المتجهين من مانشستر أو ليفربول إلى يوستون، سيدفعون قريباً 350 جنيهاً إسترلينياً ثمناً لتذكرة في الدرجة العادية للذهاب والعودة نهاراً، ولكن هذا أقل شراً مقارنة مع احتمال عدم قدرتهم على ركوب القطار. وبما أن العديد من الناس يدفعون ثمن القطارات من خلال ضرائبهم، وإن كانوا لا يستقلون أبداً القطارات، أو نادراً ما يفعلون، فإن زيادة العبء السنوي بنحو 160 جنيهاً إسترلينياً لكل من يعيش في بريطانيا أمر غير عادل.

للنقل المجاني مستقبل في بريطانيا، لكنه لن يغطي البلد بأكمله. هناك موقع واحد في المملكة المتحدة، حيث الحافلات والقطارات مجانية منذ سنوات عديدة: حول مطار هيثرو.

حتى أبقي الغطاء موضوعاً على الرحلات المحلية للسيارات، فإن الحافلات مجانية من هاتون كروس إلى هارلنجتون كورنر. وأغلى قطار في بريطانيا، قطار هيثرو اكسبريس (الأجرة 25 جنيهاً إسترلينياً للركوب لمدة 15 دقيقة) قد أصبح فجأة أرخص القطارات (صفر جنيه استرليني للركوب لمدة خمس دقائق) عندما ينقل الركاب بين بوابات الوصول والسفر.

سيصبح النقل في المدينة وسيلة ممولة مدنياً، مثل جمع القمامة وإضاءة الشوارع، في الوقت المناسب. وبالفعل يمكن للسفر من دون تذاكر في أيام السبت والأحد أن يسبب العجائب في ما يتعلق بالحد من الازدحام المروري وتحسين جودة الحياة. وربما يود عمدة مانشيستر أن يجرب الأمر مرة في إحدى عطلات نهاية الأسبوع. في غضون عقد أو عقدين من الزمن، ومع وجود سعة استثمارية كافية، يمكن أن يصبح وسط لندن منطقة تنقل مجاني.

لكننا قد نجد أن السفر المجاني سيفشل في إغراء الناس بعيداً من خصوصية سياراتهم (أو سيارات أوبر). هناك في لوكسمبورغ، عند التقاطع الكبير خارج جرون تياتر تزداد حركة المرور وتزداد حدة التوتر. السائقون لديهم بديل شبه مجاني، ومع ذلك فهم يفضلون التنقل الفردي. حتى عندما يتعلق الأمر بكثير من عدم الحركة.    

© The Independent

المزيد من منوعات