Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة طويلة ودموية تنتظر أوكرانيا بعد هجومها على القوات الروسية في خيرسون

تقول القوات الميدانية إن الروس يقاومون بشراسة

أقرباء يبكون جندياً أوكرانياً سقط قتيلاً خلال مأتم في أوديسا يوم الجمعة (غيتي)

تخطط أوكرانيا لشن هجومها في الجنوب منذ ثلاثة أشهر، وقد علم به القاصي والداني، لذلك لم تشكل بدايته في النهاية أي مفاجأة. وامتلك الروس متسعاً من الوقت من أجل الاستعداد جيداً له.

لا شك في أن العملية ضخمة: 33 كتيبة موزعة على 12 لواء- تضم ما يعادل 20 ألف عنصر تدعمهم المدرعات والقوة الجوية - تزحف على خمس جبهات. وهدفها الرئيسي هو إما إضعاف القوات الروسية المتمركزة شمال نهر دنيبرو أو تدميرها، وتطويقها في خيرسون، وإحراز تقدم إضافي، يشمل الاستيلاء على سد نوفا كاخوفكا الذي يتحكم بإمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم المحتلة.

يوضع الكثير على المحك في مهمة خيرسون. فهذا أول هجوم معاكس ضخم تشنه القوات الأوكرانية في هذه الحرب، في ما عدا تخفيف بعض الضغط عن المناطق المحيطة بخاركيف. وفي حال كسبها المعركة، لن تحرز انتصاراً على الصعيد الاستراتيجي فحسب، بل انتصاراً رمزياً ضخماً كذلك. وستسدد ضربة موجعة للروح المعنوية الروسية وتبين للحلفاء الغربيين بأنه من المجدي الاستمرار بإمداد كييف بالأسلحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبعاً للمنطق نفسه، إذا فشلت هذه المهمة، فسوف تتضاعف المطالبات بوقف إطلاق النار- وسيأتي ذلك على حساب أوكرانيا- من جهة الدول الأوروبية التي بدأت تتعب، فيما يطول أمد الصراع الذي دخل شهره السادس، ويستمر خلال فصل شتاء قاتم يشهد ارتفاعاً هائلاً في أسعار الطاقة واضطرابات اقتصادية.

ستكون الحملة طويلة ودموية، ولا يقلل أحد من مدى صعوبتها ومشقتها، ما خلا بعض الخبراء الذين ينظرون عن بُعد في الغرب. أحرزت أوكرانيا بعض المكاسب، وسوف تستمر على هذا الطريق لكن ما زالت الفترة الزمنية للمعركة ونهايتها غير محسومتين.   

استعادت أوكرانيا السيطرة على عدة قرى- بين أربعة وستة، بحسب التقديرات المتفاوتة- لكن تبقى طبيعة المناطق التي سيطرت عليها غير واضحة بالتحديد، وربما ضاعت هذه المعلومات في الطريق. وزُعم في الغرب أن أوكرانيا أخذت تومينا بالكا، وهذا يضعها على بُعد عشرة أميال ونيف عن خيرسون فقط.

لكن الوصول إلى تومينا بالكا كان سيتطلب هجوماً عبر ميدان مفتوح، تكون فيه القوات معرضة لخطر الضربات الجوية والمدفعية. وتقول القوات الأوكرانية في الميدان إنها لم ترَ أدلة على وقوع اشتباك من هذا النوع ولم تتوقع على أي حال القيام بتحرك مماثل خلال مدة قصيرة كهذه.

لن يعني ما يحدث داخل تومينا بالكا- القرية التي كانت تسكنها 1500 نسمة قبل الحرب وأصبحت مقفرة إجمالاً الآن- الكثير للغرباء عنها. لكن الاستيلاء على هذه القرية، إن حدث وحينما يحدث، سيعني أن الأوكرانيين أصبحوا على مسافة قريبة تسمح لهم بضرب خيرسون، مما يضعهم على تماس مع جيش السلاح الروسي المشترك التاسع والأربعين، الذي أنيطت به مهمة الدفاع عن المدينة. والأرجح أن ذلك لم يحدث بعد.

  هذا لا يعني أن الأوكرانيين لن يتمكنوا من بلوغ هدفهم، خيرسون. فخطوط الإمداد الروسية قد وصلت إلى حدود طاقتها القصوى، وهي منهكة. وقد دمر الأوكرانيون جسر أنتونوفسكي الحيوي الممتد فوق نهر دنيبرو بواسطة صواريخ "هيمارس" (راجمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة) ومنظومة "أم أل آر أس" (نظام قاذفات الصواريخ المتعددة) اللتان أمدهما بهما الأميركيون والبريطانيون بالتتالي. وقد أُطلقت هجمات على الجسور العائمة التي بناها المهندسون الروس.

قال مسؤول في البنتاغون لمراسلين أميركيين هذا الأسبوع: "رأينا عدداً كبيراً من التقارير التي تناولت معنويات الجنود الروس... في جيب خيرسون. تخيل أنك جندي روسي، مر على وجودك في ساحة المعركة شهران، وتتعرض لقصف عنيف بالمدفعية وراجمات هيمارس. أضف إلى ذلك المعنويات السيئة أساساً، وضعف أعداد العناصر... ولا بد أن الأوكرانيين قد لاحظوا هذه النقطة بدورهم، وهم يعملون على الاستفادة منها".

في الواقع، أصبحت أعداد القوات المتحاربة متساوية تقريباً. وسواء كانت المعنويات سيئة أم لا، تقول القوات الأوكرانية الموجودة في الميدان إن الروس يظهرون مقاومة شرسة.

وقال آرتيم، ضابط المدفعية العامل تحت إمرة القيادة الأوكرانية لعمليات الجنوب: "يدور قتال صعب أساساً، وسوف يزداد صعوبة، ونحن نعلم ذلك. ليس من الصحيح أن الروس يفرون فحسب. فقدنا أشخاصاً كثيرين في دونباس حين كان بعض الخبراء خارج البلاد يقولون إن الروس ضعفاء جداً". 

"نحن مدركون لأهمية هذه العملية بالنسبة لأوكرانيا، وممتنون لكل ما يمدنا به حلف الناتو، لكن ما لا يمكننا أن نفعله هو الاستخفاف بحجم المهمة التي تنتظرنا".

© The Independent

المزيد من تحلیل