Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجندة التوترات الاقتصادية تهيمن على اجتماع "العشرين"

الأنظار تتجه إلى اللقاء الأميركي- الصيني لبحث تداعيات الرسوم الجمركية

حازت التوترات التجارية والجيوسياسية وتأثيرها على نمو الاقتصاد العالمي على الجانب الأكبر من فعاليات قمة دول مجموعة العشرين، التي انطلقت صباح الجمعة في مدينة أوساكا اليابانية، وتستمر أعمالها حتى يوم غد السبت، بمشاركة قادة أكبر 20 اقتصادا حول العالم.

وتهيمن على القمة مناقشات مثيرة للجدل تتعلق بالحرب التجارية والاقتصادية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والتغيرات المناخية، إلى جانب الملف الإيراني وكوريا الشمالية، والوضع في هونغ كونغ الذي وعدت الصين بعدم مناقشته.

وخلال افتتاحه الجلسة الأولى للاجتماع، والتي ركّزت على الاقتصاد الرقمي، حذّر رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، من تأثيرات أكبر على الاقتصاديات العالمية، بسبب التوترات التجارية والجيوسياسية القائمة.

وقال آبي، الذي يترأس أعمال قمة مجموعة العشرين الرابعة عشرة وتعتبر الأولى التي تستضيفها اليابان "لقد تكثّفت التوترات التجارية والجيوسياسية حول العالم".

ودعا رئيس الوزراء الياباني، قادة العشرين إلى توجيه رسالة قوية لدعم التجارة الحرة والنزيهة وغير المقيدة واتخاذ إجراءات وتدابير ضرورية لتحفيز الاقتصاد العالمي.

وقال آبي إن "اليابان كحامل لواء التجارة الحرة ستعزز على نحو كبير التحسن في منظومة تجارية متعددة الأطراف والمفاوضات بشأن اتفاقات للتعاون الاقتصادي"، مبينا أن بلاده تريد أيضا أن تضيف قمة العشرين زخما إلى إصلاحات منظمة التجارة العالمية.

وتطرق آبي، خلال كلمته، إلى أهمية الرقمنة والتي حولت جوانب مختلفة في المجتمع والاقتصاد بشكل سريع، مؤكداً أن القمة ستركز على أهداف التنمية المستدامة، وستشجع على تحقيق مجتمع حرّ ومستدام.

وفيما تطرق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى أهمية الاقتصاد الرقمي، قائلاً إن "التدفق الحرّ للبيانات هو الأساس لنجاح الاقتصاد الرقمي"، وأضاف "نسعى إلى مستقبل أفضل تستفيد فيه جميع شعوب العالم من الاقتصاد الرقمي".

وفي كلمة له أمام القمة، شدّد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على أن هدف القمة الوصول إلى مقاربة تدفع بالبشرية إلى الأمام.

وخلال مؤتمر صحافي عقد في مقر اجتماعات مجموعة العشرين، الجمعة، حذر أيضاً رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، من الأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي بسبب التوترات التجارية، لافتاً إلى وضوح تأثيرات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبكين على الاقتصادات العالمية.

ووصف جان كلود يونكر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بأنها "صعبة"، وتسهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يعمل عن كثب مع الولايات المتحدة والصين واليابان بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية.

الصين: "الحمائية" و"أساليب المضايقة" تهدد الاقتصاد العالمي

ومن جانبه، قال المسؤول في وزارة الخارجية الصينية، داي بينغ، للصحفيين إن جميع القادة أشاروا في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية.

وعلى هامش القمة ستجرى لقاءات ثنائية مهمة قد تشكل تمهيدا لاتفاقات وتفاهمات ثنائية لاحقة، مثلا في اللقاء بين ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ، أو بين ترمب ونظيره الروسي بوتين، أو مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وسيحظى لقاء ترمب مع نظيره الصيني، السبت، بأهمية كبيرة فيما يخص إنهاء أو استمرار ما يسمى الرسوم الجمركية بين البلدين، والتي تؤثر سلبا على عموم الاقتصاد العالمي. ويأتي ذلك وسط تزايد التهديد الأميركي بفرض مزيد من الرسوم على واردات صينية، ومخاوف انعكاسها على النمو العالمي.

أجندة القمة

اليابان وضعت أجندة طموحة لرئاسة مجموعة العشرين، تشمل الموضوعات الرئيسة إزالة العوائق الهيكلية أمام النمو، وإصلاح النظام التجاري العالمي، وتكييف الاقتصاد العالمي مع ثورة البيانات، ومكافحة تغير المناخ والتلوث البلاستيكي، وتعديل سياسة التوظيف لتعكس المجتمعات المسنة، وتمكين المرأة في القوى العاملة، ودفع التنمية المستدامة وتحقيق التنمية المستدامة تغطية صحية شاملة. ويعكس هذا البرنامج المترامي الأطراف مركزية مجموعة العشرين المتصورة كمجموعة توجيه عالمية، وكذلك الإغراء المستمر للدول المضيفة المتعاقبة لإضافة مبادرات توقيع إلى أولويات مجموعة العشرين السابقة.

وتبرز أهمية المجموعة في أنها تجمع أقوى اقتصادات العالم التي تؤدي دورا رئيسا في الاقتصاد العالمي، حيث أنها تشكل 66% من سكان العالم، ويملك المشاركون فيها نحو 85% من إجمالي الإنتاج العالمي. وتصل حصة دولها إلى 75% من إجمالي التجارة العالمية. كما تسيطر دولها على نحو 80% من حجم الاستثمار العالمي. وعقدت مجموعة العشرين أول اجتماعاتها للمرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 في خضم الأزمة المالية العالمية آنذاك.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد