Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يحتاج إلى محطتي هينكلي وسايزويل النوويتين عندما يكون لدينا جونسون؟

لا يزال جونسون يحب التحدث كل عام وعلى مدى ثمانية أعوام عن بناء محطة طاقة نووية جديدة وهو أمر مستحيل كلياً ولكن إن لم يوقفه ذلك أثناء وجوده في الحكومة فلن يوقفه الآن حتماً

"في آخر خطاباته كرئيس وزراء مغادر، لم يجد شيئاً يقدمه لتسديد السكان لفواتير الطاقة هذا الشتاء" (رويترز)

من المخيب للأمل أن بوريس جونسون اختار استخدام آخر خطاباته بصفته رئيس الوزراء لإعادة الترويج لخدماته كصحافي وكاتب عمود صحافي، ولكن هل بوسعكم لومه؟ فمن المعروف علناً، وقد يكون ذلك صحيحاً أيضاً، بأن الرجل بأمس الحاجة إلى بعض الجنيهات بعد أن أنفق 200 ألف جنيه استرليني على تزيين شقة تبين في نهاية المطاف أنها مستأجرة لفترة قصيرة.

وقد ذهب من الناحية النظرية إلى سوفولك للموافقة على استثمار بقيمة 700 مليون جنيه استرليني (809 ملايين دولار) لبناء محطة طاقة نووية، ولكنه بشكل أساسي سعى إلى تذكير مكاتب الأخبار التابعة لجناح اليمين بأنه ما زال يمتلك تلك الموهبة. لطالما امتلكها، فعلاً. فالمشكلة هي ذاتها كما كانت طوال الوقت. فكلما قمت بتلميع صورتك كصحافي يمتلك مؤهلات كحائك للحجج الخادعة وقمت بإطالة الحديث حول اقتناص الحقائق التي يتبين أنها لا تخضع لأي تمحيص على الإطلاق، كلما روجت مجدداً عدم ملائمتك وأهليتك للمنصب الرفيع الذي تم إبعادك منه بشكل علني.

كانت العبارات المجازية والاستعارات الاعتيادية موجودة كلها. فلم تبن هذه البلاد أي محطة جديدة للطاقة النووية على مدى 25 عاماً. "شكرا جزيلاً، توني. شكرا جزيلاً، غوردون"، كما قال (في اتهام لسلفيه في حزب العمال، توني بلير، وغوردون براون بعدم القيام بأي شيء لتطوير الصناعة النووية).

من غير المجدي الإشارة إلى ذلك، ولكن للسجلات وكل تلك الأمور المتعلقة بها، لدينا محطة طاقة نووية اسمها "هينكلي بوينت" ولم يتم الانتهاء من العمل فيها بعد، التي وصفها جونسون في عام 2015 "بالفضيحة" و"التي تكلف مبالغ طائلة من المال"، ولكنه في ذلك الوقت كان يتآمر على ديفيد كاميرون، فلا بأس بذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أنه في آخر خطاباته كرئيس وزراء مغادر، لم يجد شيئاً يقدمه في شأن كيفية تسديد السكان لفواتير الطاقة هذا الشتاء ولكنه شرح كم ستوفرون في حال اشتريتم غلاية مياه جديدة ذات فاعلية من حيث الطاقة بقيمة 20 جنيهاً استرلينياً (والجواب هو: 10 جنيهات في السنة). إنها مجدداً نقطة غير مجدية للإشارة إليها، ولكن خلال استفتاء "بريكست"، كانت اقتراحات الاتحاد الأوروبي في شأن غلايات المياه التي توفر الطاقة مستعرة عمداً وصلت إلى حدود إعلان حرب على كوب الشاي البريطاني.

من الأمور القابلة للجدل أنه كان على جونسون أن يحمل في جعبته المزيد ليقدمه، نظراً إلى الشهر الذي كان عليه التفكير في هذه الأزمة المرعبة خلاله. كان لا بد أن يقدم شيئاً يساعد أكثر ويطمئن أكثر من تشبيه قائم على غلاية مياه. بطبيعة الحال، سيقول إن الأمر ليس بيده وإنه ليس في وسعه القيام بأي شيء حيال ذلك. فهو سيخرج من منصبه في غضون أسبوع. بيد أنه ما زال قادراً على الاعتماد على أي سلطة يتطلبها الأمر للمصادقة على بناء محطة طاقة نووية جديدة ضخمة تستغرق 15 عاماً وتكلف 20 مليار جنيه استرليني (17 مليار دولار).

لا يزال جونسون يحب التحدث كل عام وعلى مدى ثمانية أعوام عن بناء محطة طاقة نووية جديدة وهو أمر مستحيل كلياً– ولكن إن لم يوقفه ذلك أثناء وجوده في الحكومة فلن يوقفه الآن حتماً. ليس بوسع المرء افتتاح ثماني محطات طاقة نووية في غضون ثماني سنوات للسبب نفسه الذي أشار إليه وارن بافيت في إحدى المرات، أنه ليس بوسعكم إنجاب طفل في شهر واحد من خلال التسبب في حمل 9 نساء. ويعود الفضل لجونسون أنه حاول تطبيق تلك النظرية!

لا شيء من هذا يبشر بالخير للحياة الوطنية في المستقبل. فالتفكير في أن جونسون كان فعلاً قادراً على الحكم لمدة ثلاث سنوات كاملة فيما يخرج كلياً على أرض التخيلات، يجب أن يدفع بالجميع إلى الشعور بالقلق من وجهته التالية، بخاصة أن ما من خيط أبداً، مهماً كان ضعيفاً، سيربط كلماته بذلك الشيء المزعج الصغير الذي يسمى الواقع.

قد يقول البعض، إنه في الأشهر القاسية التي تنتظرنا، سيكون من العار ألا نستغل مهاراته الملحوظة. وإن استطاعت صفحات التعليق والتحليل في صحيفة "ديلي تلغراف" أن تتجنب الحديث عن رجلها النجم، ستكون فكرة جيدة لو أنه يعود مباشرة إلى الكتابة فيها. من يحتاج إلى محطتي هينكلي بوينت أو سايزويل سي النوويتين عندما يكون لدينا بوريس جونسون، الرجل الذي يعرف أكثر من أي شخص آخر كيف يحقق القوة بالكامل من خلال الحصول على ردود فعل.

لا شك أن هذا الأمر سيكون الإرث الذي يتركه. قد لا يكون ذلك المزيج السياسي البارد الذي لا يزال يتخيله معظم حزبه أنه عليه، ولكنه أقرب إلى تشيرنوبل بريطاني فريد الذي إذا سقط، سيتحتم على سائرنا أن ننظف من بعده لمدة قد تصل إلى 10 سنوات.

© The Independent

المزيد من آراء