Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير للأمم المتحدة: غزة مدينة غير صالحة للعيش

دعت المنظمة الدولية الأطراف الفلسطينية وإسرائيل ودول العالم إلى إنقاذ القطاع من كارثة إذا استمرت قد تحولها لقنبلة سريعة الانفجار

تفتقر غزة لأدنى مقومات الحياة الملائمة للعيش (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

على الرغم من محاولات إنعاش قطاع غزة إلا أن جولات القتال المتكررة جعلت المدينة المحاصرة تفتقر لأدنى مقومات العيش البشري، وأفشلت المساعي المكثفة لإنقاذ السكان من الوصول إلى القاع. وأخيراً زادت الأوضاع المعيشية سوءاً، وباتت تصف المنظمات الدولية الحياة في غزة بأنها كارثية وغير صالحة للحياة. وفي آخر زيارة لمفوضية الاتحاد الأوروبي إلى القطاع من أجل الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وجدت أنه بات مكاناً غير صالح للعيش بشكل فعلي، وأن محاولات إنقاذه قد لا تنجح في ظل استمرار تدهور حياة السكان بشكل سريع.

الاتحاد الأوروبي: المدنيون يدفعون الثمن

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية سفين كون فون بورجسدورف "لا يزال الناس في غزة يعانون بشكل بليغ من المصاعب الناجمة عن الإغلاق والقيود الاقتصادية، وزادت الأوضاع في المدينة سوءاً إلى أن وصلت لمرحلة باتت الحياة فيها مستحيلة". وأضاف "من دون تغيير جذري في الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في غزة، بما في ذلك إنهاء الإغلاق، سيدفع المدنيون الثمن، لذلك علينا إيجاد حل سلمي يسمح بتحسين حياة السكان المحليين، ويوفر لهم فرصاً مناسبة لحياة جيدة على الأقل، بدلاً من انعدام العيش الذي يعيشونه"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي في القطاع وصل إلى مرحلة انعدام فرص الحياة.

غزة في عداد الموتى

في الواقع، وضع غزة الحالي لم يكن مفاجئاً للاتحاد الأوروبي أو دول العالم، إذ منذ عام 2017 توقعت الأمم المتحدة بأن القطاع مع اقتراب نهاية عام 2022 سيكون قنبلة موقوتة، ومكاناً غير صالح للحياة البشرية، بسبب سوء الأوضاع المعيشية والخدماتية التي يتلقاها السكان المحليين نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ 16 عاماً. وقال رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة جمال الخضري إنه عند الحديث مع العالم الخارجي الذي لا يستطيع الوصول إلى غزة، فإننا نصف المعاناة بلغة الأرقام وبواسطتها نحاول إظهار حجم المأساة التي يعيشها السكان الذين معظمهم لا يجدون فرص عمل. وبلغت نسبة البطالة نحو 76 في المئة، ولا يزال 450 ألف حامل شهادة جامعية يبحثون عن أي فرصة عمل. وأضاف "في غزة لا يتوافر الغذاء إلا عن طريق المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها 85 في المئة من السكان المصنفين عالمياً أنهم أفقر الفقراء، في وقت بلغت نسبة الفقر المدقع نحو 45 في المئة بين مليوني مواطن، وهذا مؤشر خطير". وأشار الخضري إلى أن هناك نحو 57 ألف فرد لا يجدون مأوى، إما نتيجة الاكتظاظ السكاني أو تدمير إسرائيل الوحدات السكنية التي كانوا يعيشون فيها، لافتاً إلى أن ظروف الحياة المعيشية في القطاع تحولت إلى قنبلة تنفجر ببطء. وأوضح أن غزة لا يوجد فيها كهرباء، ففي اليوم الواحد يصل التيار مدة 300 دقيقة فقط، في وقت المياه تصل كل ثلاثة أيام إلى المنازل مدة أربع ساعات، لافتاً إلى أن هذه الظروف مجتمعة تجعل العيش في غزة مستحيلاً. وختم الخضري أن الواقع الصحي في غزة انهار بشكل كامل، فلا توجد أجهزة طبية لتشخيص المرضى، ولا توجد أدوية من الأساس للعلاج، ونتيجة لذلك باتت الطواقم الطبية تجدول العمليات لفترات قد تصل إلى سنتين.

قنبلة سريعة الانفجار

فعلياً، رصدت الأمم المتحدة هذه الأوضاع المتردية في غزة في تقرير أصدرته في يونيو (حزيران) الماضي، ودعت الأطراف الفلسطينية وإسرائيل ودول العالم، إلى إنقاذ القطاع من كارثة إذا استمرت قد تحولها لقنبلة سريعة الانفجار، والعمل على تحسين جودة حياة السكان بأي طريقة من شأنها وقف تدهور الأوضاع في القطاع. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه بسبب الحصار والفقر ومعدلات البطالة المرتفعة وعوامل أخرى كثيرة تعيشها غزة بات سكانها لا يتوقون للحياة في مدينتهم التي أصبحت مكاناً غير ملائم للعيش. وأضاف، "نحن بحاجة لملايين الدولارات لمحاولة إنقاذ غزة، وقد لا ننجح، هذا العام نحتاج إلى 510 ملايين دولار لتوفير الغذاء، ومثلها للمياه والصرف الصحي والخدمات الطبية، و72 مليون من أجل تنفيذ برامج طارئة، و35 مليون إضافية لتعويض ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ولو أردنا ذكر المجالات الأخرى ربما نتجاوز المليار دولار وقد لا ننجح في نهاية المطاف. وأشار دوجاريك إلى أن الحلول السياسية المستدامة وحدها هي التي ستخفف الضغط على سكان القطاع، وعلى جميع الفصائل والسلطة الفلسطينية العمل معاً من أجل تحقيق ذلك، وإلا فإننا نتحدث عن منطقة يصعب فيها العيش ولا تتوافر فيها مقومات الحياة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اجتماع مرتقب قد ينقذ غزة

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الأمم المتحدة ستقعد في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري اجتماعاً يناقش مسارات ضخ أموال لسكان غزة من أجل ضبط نسب البطالة والفقر والمعاناة الإنسانية في القطاع، على أن يتم تنفيذ ذلك في أربعة مسارات، وهي مشاريع التنمية الاقتصادية والخدمات الاجتماعية للأسر الأشد فقراً وتعزيز المؤسسات التعليمية والحقوقية والأهلية والبيئة. وسريعاً استجابت الولايات المتحدة، وبحسب الرئيس جو بايدن، فإنه قال في خطابه بعد وقف إطلاق النار الأخير إن إدارته تعمل حالياً مع السلطات الفلسطينية من أجل تحسين جودة الحياة، وتحث إسرائيل على تطبيق ذلك بشكل سريع يؤثر إيجاباً في أوضاع السكان.

وأخيراً، تراجع الدعم الدولي لقطاع غزة وتوقفت المشاريع التشغيلية والإغاثية للسكان الأمر الذي فاقم المعاناة المستمرة، ودفع حركة "حماس" التي تسيطر على المدينة للبحث عن فرص لتحسين حياة الناس، واللجوء لخيار السماح للعمال بالانتقال لإسرائيل من أجل توفير مصدر دخل.

من جهة إسرائيل، يقول منسق حكومتها في المناطق الفلسطينية غسان عليان إنهم يدركون حجم المعاناة في غزة، لذلك يسمحون للعمال بالتنقل للأراضي الإسرائيلية من أجل العمل، وهذه الخطوة من شأنها نقل أكثر من مليون دولار يومياً إلى القطاع بواسطة الأيدي العاملة، وهذا ساهم في خفض نسبة البطالة بحوالى 1.7 في المئة، ونبذل جهوداً كبيرة لتحسين جودة الحياة.

المزيد من متابعات