Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العثور على حفريات سحلية بحرية عملاقة "حكمت المحيطات"

"تخيل مزيجاً يجمع كل من سحلية تنين الكومودو مع سمكة القرش البيضاء الضخمة مع تيرانوصوروس ركس مع حوت قاتل"

تربعت ثالاسوتيتان على قمة السلسلة الغذائية (غيتي)

في المغرب، اكتشف العلماء نوعاً جديداً من السحالي البحرية العملاقة التي تسمى بالـ"موساصور" Mosasaur، التي اعتادت على اصطياد أنواع أخرى من الزواحف البحرية قبل نحو 66 مليون عام، مستخدمة فكيها وأسنانها الضخمة التي تشبه تلك الموجودة لدى الحيتان القاتلة في وقتنا الحالي.

السحلية البحرية العملاقة التي أطلق عليها اسم "ثالاسوتيتان أتروكس" Thalassotitan atrox، التي كانت قد تحدثت عنها بالتفصيل مجلة "البحث الطباشيري" Cretaceous Research  يوم الأربعاء الماضي، نمت حتى بلغ طولها تسعة أمتار (30 قدماً)، وهي تعتبر من نفس فصيلة الـ"الإغوانا" iguana  الحديثة وسحلية الورل البنغالية monitor lizard، وإن كان بدرجة بعيدة نسبياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي حين تطورت بعض الموساصورات لتتغذى على فرائس صغيرة من قبيل الأسماك والحبار، وافترس بعضها الآخر الأمونيت [لافقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى رأسيات الأرجل] والمحار، يقول العلماء، ومن بينهم علماء من "جامعة باث" في المملكة المتحدة، إن الحيوان المكتشف حديثاً تطور ليصطاد جميع أنواع الزواحف البحرية الأخرى.

تشير الدراسة على سحلية "ثالاسوتيتان" إلى أنها كانت مفترساً رئيساً في ذلك الوقت بتربعها على قمة السلسلة الغذائية. [لا يفترسها أي كائن حي آخر في بيئته].

أما الجزء السفلي من تلك السلسلة الغذائية، فكانت تقبع العوالق التي تتغذى من مياه أعماق المحيط المغذية التي تقوم الأسماك الصغيرة بدورها بأكلها، التي كانت تفترس هذه الأخيرة بعد ذلك الأسماك الكبيرة التي تتغذى عليها الموساصورات والبليزوصورات plesiosaurs.

وأوضح الباحثون أن تلك الزواحف البحرية صارت بعد ذلك طعاماً لـ"الثالاسوتيتان" العملاقة آكلة اللحوم.

بلغ طول هذه السحلية البحرية العملاقة  تسعة أمتار تقريباً (30 قدماً) مع جمجمة ضخمة بلغ طولها 1.4 متر (4.6 أقدام)، أي ما يعادل حجم حوت فتاك.

وعن سمات سحالي "الثالاسوتيتان"، يقول العلماء بأنها تميزت بخطم قصير وعريض وأسنان ضخمة مخروطية الشكل، أشبه بأسنان "الأوركا" orca أو الحوت القاتل [حوت ذو أسنان ينتمي إلى عائلة الدلافين المحيطية] في عصرنا الحالي، وهو ما سمح لها باصطياد فرائس ضخمة وتمزيقها إرباً.

كذلك وجد العلماء أن أسنان هذه السحلية العملاقة كانت غالباً متكسرة ومتآكلة، مشيرين إلى أن "الثالاسوتيتان" اعتادت على مهاجمة غيرها من الزواحف البحرية مستخدمة أسنانها هذه التي تعرضت لأضرار عدة إذ تكسرت وطحنت عند اختراق عظام الفريسة وتمزيقها.

واكتشف الباحثون أيضاً بقايا من ضحايا "الثالاسوتيتان"، بما فيها أسماك مفترسة كبيرة وسلحفاة بحرية، ورأس "بليزيوصور" بطول نصف متر، وفكوك وجماجم لـما "لا يقل عن ثلاثة" أنواع مختلفة من الموساصورات. يعتقد العلماء أن تلك الفرائس مرت بمرحلة الهضم في معدة "الثالاسوتيتان" قبل أن تقذف الأخيرة عظامها خارجاً.

وحول هذا يذكر نيك لونغريتش، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة باث، بأنه "لا يسعنا أن نجزم أي أنواع من الحيوانات أكلت كل تلك الموساصورات الأخرى، ولكن بين أيدينا عظام زواحف بحرية قتلها حيوان مفترس كبير وتغذى عليها".

كما وجد الباحثون أدلة على إصابات جسدية لحقت بـ"الثالاسوتيتان"، كانت ربما نتيجة دخولها في قتال عنيف مع موساصورات أخرى.

وبحسب الباحثين أيضاً فإن الموساصور المكتشفة حديثاً كانت قد عاشت في المليون سنة الأخيرة من عصر الديناصورات، ولكنها على عكس من عاصرها فهي لم تمت بعد اصطدام كويكب بالأرض أدى إلى انقراضها، بل  على العكس تكاثرت أعدادها.

كان "الثالاسوتيتان" حيواناً مذهلاً ومرعباً. لك أن تتخيلها كمزيج بين سحلية تنين الكومودو  (أكبر سحلية في العالم) مع سمكة قرش بيضاء ضخمة، مع "تي ريكس" (التيرانوصور الملك أو التيرانوصوروس ركس)، ومع حوت قاتل أيضاً، أضاف الدكتور لونغريتش.

"يوجد في المغرب واحدة من أغنى المجموعات الحيوانية البحرية المعروفة من العصر الطباشيري وأكثرها تنوعاً"، بحسب نور الدين جليل، الباحث المشارك في الورقة البحثية من "متحف التاريخ الطبيعي" في باريس، إذ قال "لقد بدأنا للتو في التعرف إلى أنواع الموساصور وتكوينها البيولوجي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم