Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراس وسوناك في المناظرة الأخيرة قبل إعلان الفائز في 5 الجاري

اعتمد وزير الخزانة البريطاني السابق لهجة أكثر تصالحية تجاه منافسته أمام أعضاء حزب المحافظين

تراس وسوناك بعد مناظرتهما الأخيرة في لندن، مساء الأربعاء 31 أغسطس الماضي (رويترز)

تواجه المرشحان المحافظان اللذان يتنافسان على رئاسة الحكومة البريطانية المقبلة الأربعاء 31 أغسطس (آب)، للمرة الثانية عشرة والأخيرة أمام أعضاء الحزب المدعوين لاختيار أحدهما.
وتشير معاهد استطلاعات الرأي إلى أن وزيرة الخارجية ليز تراس هي المرشحة الأوفر حظاً لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة في مواجهة منافسها وزير الخزانة السابق، ريشي سوناك.
وينتهي تصويت نحو ألفي عضو في الحزب عبر البريد والإنترنت يوم الجمعة الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، بعدما كان قد بدأ في وقت سابق من هذا الشهر، وسيتم الإعلان عن الفائز الإثنين المقبل (الخامس من سبتمبر) على أن يتولى مهماته في داونينغ ستريت في اليوم التالي.
وقالت تراس إنه إذا تم انتخابها فإنها "ستركز على أسعار الطاقة للمستهلكين وكيفية إنعاش الاقتصاد البريطاني"، وتعهدت بخفض الضرائب لتحفيز النمو، لكنها لم تحدد بعد كيف ستساعد البريطانيين على مواجهة ارتفاع الفواتير هذا الشتاء بينما يواجه الملايين احتمال العجز عن دفع تكاليف التدفئة خصوصاً.
من جهته، أكد سوناك أن السيطرة على التضخم ستكون على رأس أولوياته، مشيراً إلى أن خطط خفض الضرائب التي وضعتها تراس مفرطة في جرأتها.

حزب منقسم

وأياً يكن الفائز، فإنه سيواجه صعوبة في توحيد حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات عميقة بسبب النزاع المرير على السلطة.
واعتمد سوناك لهجة أكثر تصالحية حيال تراس في مناظرة الأربعاء التي جرت أمام الآلاف من أعضاء حزب المحافظين المجتمعين في ملعب ويمبلي في لندن.
ويفترض أن تُنظَم في بريطانيا انتخابات عامة في يناير (كانون الثاني) 2025 على أبعد حد، لكن يمكن تقديم موعدها.
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة أن المحافظين سيواجهون على الأرجح صعوبة في البقاء في السلطة.
وفي أجواء تدهور الوضع الاقتصادي يتقدم حزب العمال على المحافظين في استطلاعات الرأي.

بيرني يدعم عمال بريطانيا

في موازاة ذلك، قدم السناتور الديمقراطي الأميركي بيرني ساندرز دعمه الأربعاء، للعمال البريطانيين المضربين، داعياً إلى تضامن عالمي مع تزايد عدم المساواة، ليضيف بذلك بعداً دولياً إلى الضغط المتزايد من أجل زيادة الأجور في المملكة المتحدة.
وانضم البرلماني المستقل النافذ، أحد أصوات اليسار المهمة في الولايات المتحدة وخارجها إلى تجمع حاشد لأعضاء نقابة عمال سكك الحديد والبحرية والنقل "آر أم تي" في وسط لندن مساء الأربعاء.
وتزامن التجمع الذي نظم خارج مقر "مؤتمر نقابات العمال" (تي يو سي) مع إضراب لعمال البريد وموظفي الاتصالات وصحافيين وقطاعات أخرى.
وقال ساندرز أمام الحشد الذي استقبله بحفاوة "أريد أن أعبر لكم عن إيماني بأن ملايين العمال في جميع أنحاء هذا البلد فخورون بما تفعلونه وفخورون بكفاحكم من أجل العدالة ونحن نقف معكم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعدما قارن بين التفاوت في الأجور في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، دعا ساندرز إلى التضامن بينما تتقلص الطبقة الوسطى في البلدين وفي أي مكان آخر بشكل متزايد مع ارتفاع معدلات التضخم في العالم المتقدم.
وقال ساندرز "على العاملين في جميع أنحاء العالم أن يقفوا معاً ويقولوا لأثرياء السلطة أنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء".
وتشهد بريطانيا ارتفاعاً في تكاليف المعيشة مع بلوغ التضخم أعلى مستوى يسجله منذ 40 سنة وهو 10,1 في المئة وارتفاع أسعار الطاقة.
وتتوقع مجموعة "غولدمان ساكس" الاستثمارية أن يتجاوز ارتفاع الأسعار 20 في المئة اعتباراً من أوائل العام المقبل إذا ظلت أسعار الغاز بالجملة مرتفعة.
وتزايدت حركات الاحتجاج منذ أشهر وامتدت من قطاعي السكك الحديد والطيران إلى الخدمات البريدية والاتصالات وحتى المحامين الجنائيين.
وحالياً، تجري مشاورة عمال الخدمات الصحية بما في ذلك الممرضات والأطباء المبتدئين للإضراب عن العمل.
وأعلنت نقابة العاملين في قطاعي النقل والسفر (تي أس أس إيه) الأربعاء، عن إضراب لسائقي القطارات لمدة 24 ساعة في 26 و27 سبتمبر الحالي.
وسيتزامن هذا الإضراب الذي يهدف إلى المطالبة بتحسين الأجور والأمن الوظيفي وشروط العمل مع الأيام الأخيرة للمؤتمر السنوي لحزب العمال الذي يعقد في ليفربول.
وقالت النقابة في بيان إنها "ستسعى للحصول على دعم مندوبي المؤتمر والنواب للانضمام إليهم في خط الاعتصام لإظهار التضامن في محاربة أزمة المحافظين المتمثلة بارتفاع تكاليف المعيشة".
وانتقدت النقابات التي تعد من الجهات المانحة الرئيسة لأكبر حزب معارض في البلاد، زعيمه كير ستارمر لدعمه الفاتر للعمال المضربين.
ولم تشهد بريطانيا إضرابات بهذا الحجم منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما سعت رئيسة الوزراء المحافظة مارغريت تاتشر إلى إضعاف النقابات في إطار سياسة اقتصاد السوق الحرة.
وحينذاك، أطلق على التحرك اسم "صيف السخط" ، في إشارة متعمدة إلى "شتاء السخط" الذي شهد بين عامي 1978 و1979 موجة إضرابات للقطاع العام قبل وصول تاتشر إلى السلطة.
وأُبلغت الأسر البريطانية الأسبوع الماضي، أنها ستواجه زيادة بنسبة 80 في المئة في فواتير الطاقة، مما أثار مخاوف من عجز الملايين عن تسديدها.

كلمة جونسون

في سياق متصل، يفترض أن يقول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس، إن الارتفاع الأخير في أسعار الطاقة كان تحذيراً من أن بريطانيا لا يمكن أن تترك تحت رحمة الأسواق الدولية أو "الطغاة الأجانب" لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
وتواجه أوروبا زيادات هائلة في فواتير الطاقة مدفوعةً بالارتفاع الشديد في أسعار الغاز، إذ أدى تحرك روسيا لتقييد الإمدادات الأوروبية وسط الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الجملة للغاز إلى مستويات قياسية.
وستقفز فواتير الطاقة البريطانية بنسبة 80 في المئة إلى ما متوسطه 3549 جنيهاً استرلينياً (4188 دولاراً أميركياً) سنوياً اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)، ما يعني معاناة ملايين الأسر بسبب قلة الوقود.
وسيدافع جونسون في أحد خطاباته الأخيرة قبل تنحيه رسمياً الأسبوع المقبل، عن تعامله مع أزمة الطاقة الحالية، قائلاً إن قرار حكومته بزيادة إنتاج الغاز المحلي بعكس عقود من نقص الاستثمار في الطاقة النووية وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، سيقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري الأجنبي.
وسيقول جونسون في خطابه إن "القرارات الكبيرة التي اتخذتها هذه الحكومة بشأن مستقبل طاقتنا ستورث مملكة متحدة حيث الطاقة رخيصة ونظيفة وموثوقة ووفيرة... مستقبل لا تكون فيه العائلات والشركات تحت رحمة الأسواق الدولية أو الطغاة الأجانب".
وفي الأسبوع الماضي، ذكر جونسون، الذي أجبر على الاستقالة بسبب سلسلة من الفضائح، أن الحكومة ستعلن مزيداً من الدعم قريباً للمستهلكين الذين يعانون من فواتير الطاقة، وينبغي أن يستهدف ذلك الفئات الأكثر ضعفاً وليس جميع الأسر.

المزيد من الأخبار