Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثلاثة أصدقاء بثلاث مهن يختصرون الحال في بريطانيا

يبدو أن عبارة 'الوضع أسوأ بكثير مما تعتقد!' أصبحت شعارنا الوطني في المرحلة الراهنة

أمنيتي، مهما بدت عبثية، أن يكون السياسيون قد قضوا صيفاً شبيهاً بالذي قضيته (غيتي)

هل كل شيء يسير على ما يرام حيث أنتم؟ اعذروني، ما قصدته هو، هل هناك أي شيء يسير على ما يرام حيث أنتم؟ أطرح عليكم السؤال هذا لأنني أود أن أعلم بأن شخصاً ما، في مكان ما، يعيش حياة مقبولة في بريطانيا عام 2022.

حين بدأت الإجازة الصيفية لأعضاء البرلمان منذ شهر ونيف، تنفست الصعداء. طبعاً، كان علينا بعدها تتبع المنافسة على زعامة حزب المحافظين. لكن على الأقل، كانت عجلة البؤس الشديد في ويستمنستر متوقفة عن الدوران، ولو لحين!

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حينها، وضعت عملي وراء ظهري وبدأت أقضي وقتاً أطول مع أصدقاء بعيدين من السياسة مجدداً. نتحدث في مواضيع لا علاقة لها البتة بالدوائر الحكومية. وفكرت، ربما بأنانية، أن ذلك سيسعدني. كم كنت مخطئة.

في البداية، التقيت بصديق يعمل في شرطة العاصمة. قال لي إن الروح المعنوية هناك بلغت الحضيض، وإنه بسبب استقالة الموظفين بوتيرة عالية، كثيرون ممن يشغلون مناصب إدارية اليوم لم يمض على انضمامهم إلى السلك سوى أعوام قليلة، وهذا ما لا يبشر بالخير على صعيد الذاكرة المؤسسية.

وأضاف، فيما كنا نحتسي شراباً، أنه في معظم الأوقات لا يتوافر سوى سيارتين للقيام بالدوريات اللتين يستعان بهما في حال حدوث أمر طارئ. سيارتان فقط تغطيان البلدة كاملة! لا تكفي عبارة "نقص في الموظفين" لوصف الوضع هنا!

بعد أسابيع عدة من هذا اللقاء، جلست مع صديق آخر يعمل في قسم الطوارئ والإسعاف. سألت، كيف تجري الأمور هناك؟ لكم أن تتخيلوا! أكثر ما علق في ذهني هو تحذيره من أزمة كلفة المعيشة. لا شك في أن وضع المستشفيات ليس على ما يرام في الوقت الراهن، كما قال لي، ولكن ليس هذا سوى مشهد واحد من الإطار العام.

ففي مرات عدة خلال الصيف يقول صديقي إنه تألم بشأن ما إذا كان سيعطي إذن الخروج لمرضى مسنين و/ أو ضعفاء من المستشفى من عدمه. كانوا في وضع جيد، ظاهرياً، يسمح لهم بالخروج من المستشفى، لكنهم يسكنون في منازل قطعت عنها الطاقة الكهربائية بسبب عدم قدرتهم على دفع ثمنها. لقد كانت "أزمة إشغال الأسرة" من نواح عدة، أزمة فقر. إلى أي مدى ستسوء الحال خلال الشتاء؟ إلى أي مدى يمكنها أن تسوء بعد؟

بعد فترة قصيرة من ذلك اللقاء، جلست على شرفة برفقة صديقة فرنسية تعمل في تصوير الأزياء. الأمور جيدة حتى الآن، أليس كذلك؟ كلا، ليس تماماً. على ما يبدو إنها تفكر جدياً بالعودة إلى باريس. بعد عشرة أعوام من انتقالها إلى هنا. ليس لأنها لم تعد تحب بريطانيا: بل ببساطة لأن "بريكست" حطم قطاع الموضة هنا.

تفضل دور الأزياء الكبيرة الآن، كما المصممون الناشئون، إجراء جلسات التصوير في فرنسا، على اعتبار أن كلف نقل الملابس والأشخاص والمعدات إلى دولة خارج الاتحاد الأوروبي أصبحت عملية باهظة ومثقلة بالإجراءات الإدارية. ربما لا يبدو هذا نهاية العالم ولكن يجب أن يثير القلق، إذ شكلت الموضة في يوم من الأيام أحد أكثر القطاعات ربحاً في البلاد، ولا شك في أننا بحاجة ماسة للمال والإنتاجية في المرحلة الراهنة.

ربما يختلف أصدقائي الثلاثة بشكل كبير عن بعضهم، ولكنهم كانوا جميعهم متشابهين في النهاية. يبدو أن عبارة "أتعتقدون بأن الوضع سيء؟ الوضع أسوأ بكثير مما تعتقدون!" أصبحت شعارنا الوطني في المرحلة الراهنة. مهما بدت الأمور سيئة من الخارج، سيخبركم المطلعون على دواخل الأمور أنها أسوأ بكثير.

وثاني قاسم مشترك بين هذه الأحاديث هو أنني أخبرتهم جميعاً، أنا، المطلعة على شؤون ويستمنستر، بأن ما من شيء يدل على استيعاب السياسيين لحجم الموضوع فعلاً. ويرجح أن تزداد وظائفهم وحياتهم سوءاً لأن نواب المحافظين يفضلون التشاجر على الضرائب والمتحولين جنسياً.

يعود البرلمان من عطلته الصيفية الأسبوع المقبل، وأمنيتي، مهما بدت عبثية، أن يكون السياسيون قضوا صيفاً شبيهاً بالذي قضيته. آمل بأنهم أخذوا عطلة من ويستمنستر وتحدثوا إلى أشخاص من مختلف المشارب ليدركوا بعدها حجم التحدي الذي يواجهونه. لا يسعني أن أتخيل شكل ما هو آت إن لم يفعلوا ذلك.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير