مقابلة مارك زوكربيرغ التي شاهدتها كانت من أكثر الأمور إزعاجا

بالنسبة إلى شخص اخترع وسائل التواصل الاجتماعي فإن مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، وفي مقابلة مع جو روغان لم يظهر بمظهر المعجب بالوحش الذي ساعد في صنعه.

على عكس زميله عملاق التكنولوجيا إيلون ماسك، لم يسمح زوكربيرغ لنفسه بالإفراط في التحرر أو تدخين الماريجوانا أو القيام بأي تصرفات أخرى لربما كانت لتتسبب في انخفاض سعر سهم شركة "ميتا" Meta انخفاضاً كبيراً. عوض ذلك، حاول الملياردير المتكتم أن يتصرف بهدوء مع معلق مباريات "يو إف سي" UFC للفنون القتالية المختلطة المثير للجدل وناقش بحماسة عشقه لفنون الدفاع عن النفس وتحديداً الجوجوتسو.

أجل هذا رجل الأعمال القادم من وادي السيليكون قال للمذيع المفتول العضلات إنه هو أيضاً يستمد الحافز من النشاط البدني، "لا أطيق الجلوس أمام طاولة مكتبي، وأشعر أنني ما لم أبق نشطاً فأنا أهدر وقتي"، وأضاف زوكربيرغ "يعتمد مستوى طاقتي ومزاجي وكيف أتفاعل مع العالم على... أعني إنه أمر بدني للغاية. أنا لا أعتقد أننا مجرد أدمغة في الأجساد، فوجودنا البدني وما نقوم به من أنشطة بدنية إنما يتأتى عن كوننا بشراً".

اكتشفنا على مدار العامين الماضيين بعض الأشياء المثيرة للاهتمام حول حياة زوكربيرغ. وفي حين كان معظمنا عالقاً في شقق أو منازل صغيرة خلال الجائحة، أمضى هو كثيراً من الوقت في مزرعة عائلته في كاواي بهاواي، حيث يمتلك عقاراً "مثيراً للجدل" مساحته 1500 فدان، وحدثت له مناوشات مع السكان المحليين.

وقال زوكربيرغ "قضيت كثيراً من الوقت في كاواي في وقت مبكر، لقد انخرطت بجدية في ممارسة ركوب الأمواج وركوب ألواح التزلج المائي، وكنت أستيقظ مبكراً وأذهب لممارسة هذه الأنشطة وأشعر بعدها بالانتعاش لباقي يومي الحافل بالاجتماعات، وهذا ما لا يمكنني القيام به في بالو ألتو [وادي السيليكون في كاليفورنيا]".

ظهر زوكربيرغ في برنامج روغان إلى حد كبير للترويج للميتافيرس [تكنولوجيا عالم افتراضي]، لذا فقد أصر على أن تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي يطورها يمكن أن تساعد الناس في مغادرة المدن الكبيرة التي لا "تشاطرهم قيمهم".

وقال زوكربيرغ لروغان "تخيل لو لم تكن مضطراً للانتقال إلى مدينة لا تشاطرك قيمك لتتمكن من الحصول على جميع الفرص الاقتصادية، سيكون ذلك رائعاً، لذا في المستقبل الذي يمكنك فيه استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي، والانتقال من بعد في الصباح إلى المكتب والظهور في صورة ثلاثية الأبعاد، أعتقد أن هذا سيكون لطيفاً جداً، أليس كذلك؟ سوف يطلق ذلك العنان لكثير من الفرص الاقتصادية لعدد من الناس".

لكن في معظم الأحيان ظهر زوكربيرغ بمظهر من يفضل أن يترك وشأنه لتطوير تقنيات جديدة وألا يجر إلى المشكلات التي تسببها شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به. وفي الواقع، قال لروغان إنه لم يجد الوقت لاستخدامها. "أنا شخصياً أقوم بعديد من الأشياء، ما لا يترك لي في الواقع ساعات [كافية] في اليوم، فأطفالي ما زالوا صغاراً بعمر خمسة وستة، ولم أضطر بعد للتفكير في الأمر، أريدهم أن يستخدموا التكنولوجيا لأشياء مختلفة، أنا أعلمهم كيفية البرمجة، إنها نافذة للإبداع". قال زوكربيرغ لروغان مضيفاً أن وسائل التواصل الاجتماعي نافعة إذا استخدمتها "للتفاعل مع شخص ما" و"بناء العلاقات"، ولكن ليس إذا "كنت قابعاً هناك لمجرد الاستهلاك".

كما عرج على "تويتر" قائلاً "أجد أن من الصعب قضاء كثير من الوقت على تويتر من دون أن أنزعج للغاية، لكن من جانب آخر أعتقد أن إنستغرام فضاء غاية في الإيجابية، وأظن أن بعض القراءات النقدية التي نتلقاها بشأنه احترافية للغاية، وربما في بعض النواحي إيجابية أكثر من اللازم... من السهل قضاء بعض الوقت هناك والخروج بكثير من الإيجابية".

كما أقر زوكربيرغ بأنه يخشى مطالعة هاتفه في الصباح بسبب المتاعب التي ترده من الشركة، "يومي الاعتيادي هو أن أستيقظ في الصباح وأنظر إلى هاتفي لأجد أن مليون رسالة قد وصلت، وعادة لا تكون من النوع الذي يبعث على السرور، فالناس يحتفظون بالأنباء السارة ليخبروني بها شخصياً، أليس كذلك؟ إذاً أقول لنفسي ما الذي يجري في العالم ليسترعي انتباهي؟ الأمر أشبه بأن يستيقظ المرء كل صباح وكأنه تعرض إلى لكمة في المعدة".

وأقر زوكربيرغ بأنه مثل أي شخص آخر يواجه بعض الصعوبات في العمل من المنزل، بما في ذلك لتعرضه للمقاطعة عن العمل من قبل عائلته "لدي عادة أنني حينما أكون غارقاً في التركيز وتسألني زوجتي بعض الأسئلة البسيطة أفقد سلسلة أفكاري، ومن وجهة نظرها فإن هذه ليست بالقضية الكبيرة، ولكن الأمور لا تسير على هذا النحو بحسب رأيي".

واختتم زوكربيرغ المقابلة معترفاً بارتباك أن بعض جمهور الإنترنت يعتقد أنه قد يكون روبوتاً، وذلك في أعقاب مثوله أمام الكونغرس في عام 2018، وتعقيباً على ذلك لفت روغان انتباهه بأنه لا يشرب الماء مثل إنسان عادي ودعاه إلى إثبات قدرته على ذلك.

وقال زوكربيرغ لروغان "إن شهادتي أمام مجلس الشيوخ لم تكن معدة أصلاً لتبرز الجانب الإنساني من المسألة، لو أنك كنت هناك لمدة ست أو سبع ساعات لارتسمت على محياك تعابير كانت ستجعل منك صورة ميم على الإنترنت".

إذاً لا دليل حتى الآن.