Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وقف العلاج بالعقاقير المخفضة للكوليسترول مبكرا "قد يضعف الوقاية من أمراض القلب"

يوصف دواء "ستاتين" لملايين الأشخاص في المملكة المتحدة بهدف الوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية

 خفض نسبة الكوليسترول بواسطة عقار ستاتين من شأنه أن يخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية (غيتي)

كشفت دراسة جديدة أن وقف تناول دواء ستاتين (العقاقير المخفضة للكوليسترول) بشكل مبكر [عما ينصح به الأطباء] قد يقلل إلى حد كبير من الحماية الدائمة التي يوفرها الجسم ضد أمراض القلب.

بحسب باحثين، سبب ذلك يعود إلى أن فائدة تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول تظهر في وقتٍ لاحق خلال الحياة.

وتُعتبر عقاقير ستاتين (Statins) من أكثر الأدوية شيوعاً في المملكة المتحدة والتي يصفها الأطباء لخفض فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

لا يبدو التوقف عن العلاج قراراً حكيماً، ما لم ينصح الطبيب بذلك

الدكتور رونجو وو ، جامعة كوين ماري

وفي هذا السياق، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور رونغو وو من جامعة كوين ماري في لندن: "تشير الدراسة إلى أن الأشخاص في الأربعينيات من عمرهم والذين لديهم احتمال أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكافة الأشخاص من بقية الفئات العمرية واللذين يعانون أصلاً من أمراض في القلب، يجب أن يؤخذوا في الاعتبار للبدء الفوري بالعلاج الخافض للكوليسترول. وبعد ذلك، "يعتبر التوقف عن العلاج خياراً غير حكيماً ما لم ينصح الطبيب بذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفترض الدراسة أن الأشخاص الذين بدأوا بتناول عقاقير ستاتين في الخمسينيات من عمرهم ولكنهم توقفوا في الثمانين لمسوا انخفاضاً في الفوائد التي يقدمها العقار.

وتُعد أمراض القلب السبب الأكثر شيوعاً لاعتلال الصحة والوفيات في أنحاء العالم حيث يعتبر الكوليسترول المرتفع عامل خطر أساسياً قابلاً للتعديل [بمعنى أنه يمكن للإنسان فعل شيء حيالها].

كما يقترح البحث بأن خفض نسبة الكوليسترول بواسطة الستاتين بوسعه أن يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 25 في المئة.

بيد أن هنالك حالة من عدم اليقين بشأن موعد بدء تناول هذا الدواء وكم من الوقت يتوجب المواظبة عليه من أجل الحصول على أكبر قدر من الفائدة.

ففي الدراسة الجديدة، قدر الباحثون تراكم الفوائد التي يقدمها العلاج بالستاتين بحسب العمر عند البدء بالعلاج. وفي هذا السياق، قاموا باستخدام نموذج تم تطويره باستخدام بيانات 118 ألف شخص حول العالم، خضعوا لتجارب سريرية لدواء الستاتين من قبل جمعية مختبري علاج الكوليسترول (Cholesterol Treatment Trialists’ Collaboration)، وكذلك بيانات 500 ألف شخص لدراسة كان قد أجراها البنك الحيوي  في المملكة المتحدة (Biobank).

وتم استخدام علاج بجرعة معيارية من الستاتين (40 ملغراماً يومياً) لتقييم تأثير العلاج مقابل عدم تناول أي علاج من خلال عدد من السيناريوهات المختلفة. وشملت تلك السيناريوهات العلاج على مدى الحياة والعلاج الذي توقف في سن الثمانين والبدء المتأخر بالعلاج لخمس سنوات لدى الأشخاص تحت سن 45 سنة.

تم قياس فوائد الستاتين حينها في عدد السنوات المصححة بجودة الحياة (QALY) وهو طول العمر المعدل بحسب الصحة والذي يعكس مدى جودة الحياة [يستخدم هذا المقياس عادةً لتقييم مدى تأثير التدخل الدوائي على طول حياة المريض وجودتها]. وتساوي سنة مصححة واحدة عاماً كاملاً من الصحة المثالية. [تتراوح نسبة التصحيح بين 0 للموت وهو أدناها إلى 1، وهو الصحة المثالية، وهو أعلاها].

هذا وقد تم ذكر فوائد الدواء بشكل منفصل تبعاً لاحتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في السنوات العشر المقبلة ويرتكز هذا على العمر وضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الجسم وحالة التدخين والحالات الصحية الأخرى.

ويضيف الدكتور وو قائلاً: "تفترض دراستنا بأن الأشخاص الذين يبدأون بتناول الستاتين في الخمسينيات من عمرهم ولكنهم يتوقفون عن ذلك في الثمانين بدل إكمال العلاج طوال الحياة سيخسرون 73 في المئة من فائدة سنوات العمر المصححة بالجودة إن كانوا معرضين لخطر ضئيل بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية و36 في المئة في حال كان خطر إصابتهم بتلك الأمراض مرتفعاً – حيث أن الأشخاص المعرضين لخطر مرتفع يبدأون بالاستفادة في وقت مبكر".

ويتابع الدكتور وو: "عادةً ما تكون النساء أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية مقارنةً بالرجال. مما يعني أنه بالنسبة للنساء، تحدث معظم فوائد مدى الحياة من العقاقير المخفضة للكوليسترول في وقت لاحق من الحياة، بالتالي فإنه من المحتمل أن يُلحِق التوقف عن أخذ العلاج في وقت مبكر ضرراً أكثر لهن مقارنةً بالرجال".

لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة ولا يتخطى احتمال تعرضهم لأزمة قلبية أو سكتة دماغية نسبة 5 في المئة في السنوات العشر المقبلة، كان التأثير ضئيلاً لتأخير بدء العلاج بالعقاقير المخفضة للكوليسترول لمدة خمس سنوات.

ولكن، تبين أن ذلك التأثير أكبر لدى الأشخاص ما دون الـ45 سنة ممن يرتفع احتمال إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية إلى 20 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة، فقد يخسر هؤلاء 7 في المئة من فائدة السنوات المصححة بجودة الحياة من العلاج الذي يدوم مدى الحياة.

وقال الدكتور وو: "مجدداً، يحصل هذا الأمر لأن الأشخاص الذين يطورون خطراً مرتفعاً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بيدأون بجني الفوائد في وقت مبكر ولديهم احتمالات أكثر للخسارة من خلال تأخير العلاج بالستاتين مقارنة بأولئك المعرضين لمخاطر منخفضة".

تجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة ستُعرض في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لعام 2022.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة