Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاوضات جديدة بين اليمنيين تبحث "توسيع الهدنة"

ضغط دولي على طرفي الحرب يصطدم بشروط الجانبين

جانب من مفاوضات سابقة بين طرفي النزاع في اليمن (الأمم المتحدة)

قال البرلماني اليمني ورئيس الوفد الحكومي المفاوض بشأن فتح طرقات تعز عبدالكريم شيبان إن المشاورات التي ستجري في الأردن بين وفدي الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي ستكرس لمناقشة الجوانب العسكرية والعوائق التي تشوب الهدنة الإنسانية القائمة برعاية أممية وبحث الخروقات التي اعترتها على مدى الأسابيع الماضية.

وأوضح أن محادثات عمان ستبحث جملة النقاط التي تطرق إليها المبعوث الأممي في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن المتعلقة بصرف مرتبات الموظفين وبحث فتح وجهات جديدة للرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه (الخاضع لسيطرة الميليشيا الحوثية) ومناقشة بند تدفق المشتقات النفطية وغيرها بهدف توسيع الهدنة واستمرارها.

ووفقاً لوسائل إعلام حوثية، وصل وفد الميليشيا بقيادة عبدالله الرزامي إلى العاصمة الأردنية، الخميس الماضي، "للانخراط في جولة ثالثة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وبحث تمديد الهدنة الإنسانية" من دون ورود معلومات عن موعد بدء الجولة ومدتها.

لا جدوى

وفي ما يتعلق بفتح الطرقات والمعابر من محافظة تعز وإليها (جنوب غربي اليمن)، أفاد شيبان بأنه "لم نبلغ حتى الآن عن موعد محدد للمفاوضات، ولكن من المقرر أن تشهد الأيام المقبلة جولة محادثات جديدة بشأن تعز التي تتعرض لأكبر وأقسى حصار"، وأضاف "مع ذلك نؤكد أن لا جدوى ترجى من التفاوض مع الميليشيا الحوثية التي لم تنفذ بنداً واحداً من التزاماتها منذ ما قبل الحرب، ومن تجربتنا الطويلة معها، فالحوثي لا يفي بأي اتفاقات أو وعود وليس لديه اعتبار لمعاناة المجتمع ولا للأخلاق ولا الشرائع كون أوامره من طهران التي تحاربنا على أرضنا".

وتابع "نحن لا نحارب الحوثي، بل نحارب إيران، ونواجه صواريخها وأسلحتها التي تقتل الشعب اليمني في سبيل مشروعها الفارسي".

شروطنا أو الحرب

وللموافقة على تمديد الهدنة والدخول في مفاوضات عمان، خيرت ميليشيا الحوثي بين تنفيذ شروطها أو العودة إلى الحرب، وفي حديث صحافي لناطقها الرسمي محمد عبدالسلام، هدد بأن ما لم تباشر الحكومة الشرعية صرف رواتب الموظفين فإن "فرص تمديد الهدنة ربما تكون الأخيرة".

ومع ما يعتري الهدنة الإنسانية التي وصفها مراقبون بـ"الهشة"، إلا أن الأمم المتحدة تواصل مساعيها لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها مسنودة بحراك دبلوماسي دولي، في محاولة حثيثة لوقف آلة الحرب وإحداث خرق جوهري في جدار النزاع نحو سلام مستدام في البلد الغارق بالدماء ولوضع حد للأزمة الإنسانية الرهيبة.

مكاسب أخرى

عن جدوى تكرار التفاوض مع الميليشيا من دون التزام هذه الأخيرة بنود الاتفاقات، قال شيبان إن الحوثي "يسعى من خلال المفاوضات إلى الحصول على مزيد من المكاسب ومواصلة مراوغاته ليكسب الوقت بغية تحقيق أهداف ونقاط تفاوض جديدة تحاول تحسين موقعه السياسي والعسكري".

 واستدل بجولات التفاوض الأخيرة التي شهدتها عمان إذ "لم تنفذ الميليشيا اقتراحات الأمم المتحدة التي وافقت عليها الشرعية وقال المبعوث في إحاطته إن الحوثي رفض واعتذر إلى الأهالي في تعز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في بيان صحافي نشره في الـ20 من الشهر الماضي، اتهم المبعوث الأممي الحوثيين برفض مقترحاته لفتح الطرق إلى تعز التي يحاصرونها من اتجاهات عدة بعدما فشلوا في السيطرة عليها، وقال "تضمن أحدث اقتراح للأمم المتحدة ثلاث طرق، وطريقاً دعا إليه المجتمع المدني، ووافقت الحكومة اليمنية على هذا الاقتراح، لكن الحوثي لم يقبل".

ضغوط

شيبان قال إن الحكومة الشرعية والتحالف العربي يتعرضان لضغوط دولية كبيرة لوقف الحرب ضد ميليشيا الحوثي كون فكرة الحرب تقلقهم بغض النظر عمن تسبب بها والكارثة التي سببتها على الشعب".

وإزاء هذا الانسداد الذي يكابده ملايين اليمنيين بين المعذبين بالجوع والتشريد والنزوح، يرى البرلماني اليمني أن "ليس هناك حل إلا بوقف كل النقاشات مع الحوثي، لأنها تمنحه ما يريد فقط ولم توجد حلاً يوحي بأن البلد ذاهب إلى تسوية سياسية تنهي الاقتتال وأسبابه"، واختتم "كل يوم يمر من دون فتح الطرقات يمثل استمراراً للمعاناة الإنسانية لأبناء محافظة تعز".

ولم يصدر بيان رسمي عن الفريق الحكومي بشأن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، في ظل عدم وجود معلومات مؤكدة حول مشاركة الفريق من عدمها.

وشهدت الأيام المنصرمة تحركات دبلوماسية للشرعية لحشد الرأي العام الدولي بهدف الضغط على الحوثيين لدفعهم إلى تنفيذ بنود اتفاق الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي برعاية الأمم المتحدة، وشملت وقفاً كلياً لإطلاق النار وإطلاق رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الميليشيات (غرب اليمن)، إضافة إلى فتح الطرقات والمعابر في مدينة تعز ومحافظات أخرى.

وتتويجاً لهذه المساعي، أجرى وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك خلال الأسبوع الماضي سلسلة لقاءات منفصلة مع سفراء الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا لمناقشة جهود إحلال السلام في البلاد، وأكد خلال الاجتماعات موقف الحكومة اليمنية بشأن رفض الانتقال لمناقشة أي ملفات أخرى قبل رفع الحصار المفروض على مدينة تعز بموجب اتفاق الهدنة التي ستكمل بعد أيام قليلة شهرها الخامس على التوالي من دون تحقيق أي تقدم جوهري.

توسيع الهدنة

وفي حين دعا السفير البريطاني في اليمن ريتشارد أوبنهايم إلى توسيع الهدنة، محذراً مما وصفه بـ"العودة إلى مربع الحرب"، عقد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، لقاء مع الوفد الحكومي تحضيراً لمفاوضات عمان، مشددين على ضرورة توسعة الهدنة القائمة وتمديدها، بخاصة أنها ستنتهي في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ تسعى الأطراف الدولية إلى تجاوز عقبة رفض الحوثيين إنهاء الحصار المفروض على مدينة تعز وتمديد الهدنة ستة أشهر بدلاً من شهرين، إلا أن ذلك وضع على طاولة المفاوضات التي تستضيفها العاصمة عمان بين ممثلين عسكريين عن الحكومة والحوثيين باعتبارها اللجنة المعنية بتثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطرقات، وتبع ذلك تأكيد أميركي على الفتح الكلي لمطار صنعاء الدولي خلال الفترة المقبلة.

وتواجه آمال السلام في اليمن سلسلة من العقبات أهمها الشروط الحوثية ومن بينها صرف الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم مع رفضهم توريد الإيرادات إلى البنك المركزي قبل الدخول في تمديد جديد للهدنة، في حين تشترط الحكومة الشرعية إلزام الحوثيين تنفيذ البنود التي سبق واتفق عليها الجانبان ومنها فتح الطرقات من تعز وإليها.

خروقات

وتأتي المفاوضات على وقع استمرار الخروقات من جانب الميليشيا إذ ذكر بيان للجيش الوطني في آخر تقرير له 143 خرقاً للهدنة في عدد من الجبهات خلال الـ48 ساعة الأخيرة من الأسبوع الماضي، فيما يشكو المسافرون داخل المدن من تعرضهم للابتزاز ونهب أموالهم في مختلف النقاط التي استحدثها الحوثيون على الطرق الرئيسة بين المدن والمحافظات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير