Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دورة ألعاب الكومنولث قائمة على العبودية وقد حان وقت إلغائها

يجب استبدالها بفاعلية رياضية لا يكون القاسم المشترك فيها صدمة المعاناة من العنصرية على خلفية مركزية أوروبية تنفي كل ما عداها

"لا أحد من معارفي الذين ينحدرون من بيئة عرقية "متنوعة" يتابع الألعاب عن كثب بسبب وجود مسائل ملحة أكثر تستدعي التركيز" (رويترز)

قال لي صديق أثناء نقاش حول الفعالية الرياضية المهمة، إن "دورة ألعاب الكومنولث لا تعدو كونها فعالية علاقات عامة لبريطانيا الاستعمارية".

ومع أن الألعاب تمنح الرياضيين الموهوبين من شتى مشارب الحياة فرصة استعراض قدراتهم على ساحة دولية، وربما تغيير حياتهم كأفراد، أعترف بأن المفهوم الذي تقوم عليه يزعجني قليلاً. أحب المنافسات الرياضية الجيدة شأني في ذلك شأن الجميع، ولكنها تزعجني لأن مؤسسة الكومنولث قائمة على العبودية والتعامل الوحشي مع الشعوب الأفريقية: مع أشخاص مثل أجدادي الذين اختطفوا من نيجيريا وأحضروا إلى جامايكا وأرغموا على العمل.

كما أنه لم يفتني أن العديد من أوجه انعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها مواطنو دول الكومنولث وعائلاتهم هي نتيجة مباشرة لشرور الإمبراطورية البريطانية.

في أعقاب إلغاء العبودية في عام 1833، غادرت بريطانيا التي تتمتع برخاء مالي ببساطة من غير أن تستثمر في اقتصادات مصادر عبيدها السابقة بأي شكل مجد- ويعاني كل من أدارت لهم ظهرها في مستعمراتها السابقة من الفقر والعوز منذ ذلك الحين. لم تدفع بريطانيا أي قرش للعبيد المحررين في محاولة للتعويض عن الظلم الذي لحق بهم.

ويعتبر الكومنولث الذي تترأسه الملكة إليزابيث الثانية، اتحاداً سياسياً طوعياً يضم 56 دولة عضواً أغلبيتهم العظمى من المستعمرات السابقة للإمبراطورية البريطانية. أما منافع الكومنولث الملموسة على المستعمرات السابقة، فجدلية، مع أن مناصري الاتحاد يعدون الدعم الإنمائي والتعاون في سبيل تحقيق الأهداف العالمية من بين هذه المنافع. 

لكن باختصار، ليست الثروة مشتركة بين هذه البلدان فما المغزى بالتالي من اجتماعهم في هذه المنظمة؟ كم من الأشخاص الذين يعيشون على خط الفقر في غانا وباربادوس مثلاً يدينون بالامتنان للكومنولث؟

تفيد تقارير حديثة بأن بريطانيا تسيطر على موارد أفريقية ثمينة تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار (830 مليار جنيه استرليني). كما أن قيمة الثروات التي تغادر أفريقيا سنوياً أعلى من تلك التي تدخلها- بأكثر من 31 مليار جنيه- وفقاً للأبحاث التي تناقض الصورة العامة حول ازدهار القارة عن طريق المساعدات الخارجية.

يدعي الكومنولث أنه يعمل على "تعزيز العدالة وحقوق الإنسان"، ومع ذلك لم تتحقق العدالة في التعويض عن العبودية، تلك الجريمة الشنيعة التي ارتكبها المستعمرون بحق الشعوب الأفريقية.

وفي المقابل، انتهى دافعو الضرائب البريطانيون لتوهم من تسديد الديون التي أخذتها الحكومة البريطانية على عاتقها بغية تعويض أصحاب العبيد البريطانيين في عام 1835 بسبب إلغاء العبودية وتكبدهم مشقة عدم اقتناء عمال أفارقة بالمجان لكي يحققوا لهم الثروات.

إلى الآن، رفضت الهيئات القادرة على دفع تعويضات للمستعمرات السابقة - مثل الحكومة البريطانية والعائلة المالكة - أن تتجاوب مع هذه الدعوات. ومع ذلك، تمكنت ويستمنستر، والحكومة المحلية وأطراف أخرى ذات صلة بالموضوع، من أن تجمع مبلغ 778 مليون جنيه على الأقل من أجل تغطية تكاليف دورة ألعاب الكومنولث في بيرمينغهام. من الواضح أن المال موجود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فتحت الألعاب فرصاً جديدة وهائلة أمام الأشخاص الذين يسكنون ويعملون في المملكة المتحدة، لا سيما في بيرمينغهام، وتوقع الوزراء أن تدر ملايين الجنيهات على الاقتصاد البريطاني، وتعم فائدتها حتى ما بعد انتهاء الفعاليات بكثير. ومن هذا المنطلق، فإن تنظيم هذه الألعاب في دول الكومنولث ذات الغالبية البيضاء بشكل أكبر عبر السنين، على الرغم من أن الكومنولث يتألف إجمالاً من دول أغلب سكانها من السود، أمر مثقل بالمعاني. وما يعنيه هذا بشكل أساسي هو أن المال والفرص تمنح لهذه الأماكن مرة تلو الأخرى. 

على الرغم من الإشارة إلى التنوع في مراسم افتتاح الألعاب، من الضروري بذل الكثير من الجهد الإضافي لتحقيق المساواة بين الجميع.

لا أحد من معارفي الذين ينحدرون من بيئة عرقية "متنوعة"، من سود وآسيويين إجمالاً، يتابع الألعاب عن كثب بسبب وجود مسائل ملحة أكثر تستدعي التركيز - ومنها التبعات المتفاوتة لأزمة التكاليف المعيشية التي يرجح أن يعاني السود بسببها من الجوع أكثر من البيض، وأن يعانوا أكثر من فقر الوقود ومن تكاليف معيشية أعلى فيما يرجح أن يكون لديهم مدخرات أقل يمكنهم الاعتماد عليها.

كما تقول الأغنية "لا يحدث شيء سوى الإيجار"- وحكومة جلالة الملكة، التي تستمر بالانهيار بينما أكتب هذه الكلمات، متهمة بعدم فعل ما يكفي لمساعدة الأشخاص المنتمين إلى المجموعات المهمشة الذين هم بأمس الحاجة إليها.

يجب إلغاء ألعاب الكومنولث واستبدالها بفاعلية رياضية لا يكون القاسم المشترك فيها صدمة المعاناة من العنصرية، على خلفية مركزية أوروبية تنفي كل ما عداها.

سجلت نهاية العبودية في يوم التحرير في الأول من أغسطس، ويعكس صمت المؤسسة السياسية البريطانية في هذه المناسبة العنصرية المناهضة للسود التي تزدهر في هذا البلد. وفي المقابل، أصابت الحكومة في إصدار بيان في ذكرى الإبادة الجماعية للغجر (الروما).

عندما تدقق في السياق العام لألعاب الكومنولث، من الصعب الاحتفال بالحدث بكل ضمير مرتاح فيما لا تزال معاناة الأفارقة مستمرة إلى اليوم.       

قبل الجولات الملكية الكارثية على دول الكاريبي وما بعدها، تدرس المستعمرات السابقة علاقتها بالملكية البريطانية. حان الوقت لكي نتكلم جميعاً عن الماضي بصراحة. إنه الطريق الوحيد لكي نتمكن من التقدم على نحو فعال.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة