Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ختام اللحام: المعاهد لا تدرس الإحساس والموهبة

فنانة لبنانية قديرة دخلت عالم التمثيل صدفة قبل 33 عاماً

الممثلة اللبنانية ختام اللحام (مواقع التواصل الاجتماعي)

ختام اللحام من بين الممثلات اللبنانيات القديرات الأكثر حضوراً في السينما والمسرح والتلفزيون، تؤمن بأن الموهبة هي الأساس في التمثيل، هي التي دخلت المجال صدفة قبل 33 عاماً، بعد اعتذار إحدى الممثلات في الساعات الأخيرة عن دورها في فيلم "وقالت العرب"... لتكر السبحة من بعده.

ختام اللحام التي شاركت بدور "أم شاهين" في مسلسل "الهيبة - الحصاد"، تؤكد "تفوق الدراما اللبنانية الواضح في الموسم الرمضاني 2019، كل ما تحتاجه الدراما اللبنانية هو الدعم المادي وليس أكثر، لأنه يوجد في لبنان مخرجون وممثلون وكتّاب مبدعون. البعض يعتبر أنه كان للأعمال المشتركة دور في نجاحها، ومع تقديري للدراما المشتركة، ولكنها ليست السبب الرئيسي في رفع مستوى الدراما اللبنانية، بدليل أن (أسود) و(ثواني) و(ثورة الفلاحين)، كلها أعمال لبنانية محلية وكلها حققت النجاح. الفنان لا هوية له، ونحن عندما نعجب بأداء ممثل على الشاشة، نمدح أداءه قبل أن نعرف هويته".

لأنه لا يمكن إغفال دور الدراما المشتركة في نشر الدراما المحلية والممثل اللبناني خارج لبنان، أوضحت ختام أن "هذا الأمر ليس جديداً ولطالما صورنا أعمالاً مع رشيد علامة، لليبيا والسعودية ودبي، وخلال الحرب توقف كل شيء. أنا مع الدراما المشتركة ولسنا ضدها وهي تحمل الهوية اللبنانية".

في المقابل، نوّهت اللحام بموهبة الممثلين اللبنانيين، موضحة أن "البعض منهم شارك في أعمال خارج لبنان، يوسف الخال شارك هذه السنة في عملين هما (مقامات العشق) و(هوا أصفر)، وطوني عيسى شارك في (صانع الأحلام). يوجد في لبنان الكثير من الممثلين الذين يجمعون بين الشكل الجميل والأداء الجيد، من بينهم باسم مغنية، ومازن معضم، وكارلوس عازار، وعمار شلق، ورودريغ وغيرهم، هؤلاء لا تنقصهم سوى الفرصة المناسبة، لكي يثبتوا أنفسهم وينتشروا خارج لبنان".

ارتجال فوق القبر

اللحام أرجعت سبب تألقها هذه السنة إلى مساحة الدور، وقالت "هي كانت أكبر، ولذلك اشتغلت هذه السنة براحة. بقدر ما يُعطى الممثل بقدر ما يبدع أكثر، خصوصاً إذا كان ملتزماً وجدياً". وعن موقفها من تفاعل الناس معها في مشهد الأم الثكلى التي تنتحب عند قبر ابنها، قالت "الناس تفاعلوا أيضاً مع مشهد عودته إليها. أنا درست الشخصية بكل دقة، وقدمت مشهد القبر بصدق كبير وارتجلت فيه لأن الكاتب والمخرج سمحا لي بذلك. عادة أنا أستلم النص وألتزم بالدور، والإضافات عليه تكون عبر الأحاسيس والتعابير والحركات لإيصال الشخصية، وأنا عفوية وطبيعية وتلقائية في أدائي، وهذه نعمة من رب العالمين".

هل هذا يعني أن الموهبة أهم من الدراسة في التمثيل؟ تجيب بلا تردد "طبعاً... لا شك في أن الدراسة مهمة ولكن المعاهد لا تدرِّس الإحساس والموهبة. المعلومات يمكن أن يكتسبها الممثل، ولكن عليه أن يشتغل على نفسه من أجل أن يتعلّم كيف يشعر بالأشياء ويعيشها. لا شك في أن بعض خريجي الجامعات موهوبون، وهم تمكنوا من تطوير تجربتهم، وبرزوا في المجال، من بينهم باسم مغنية، الذي أبدع في (ثورة الفلاحين)، وعمار شلق الذي قدم شخصية رائعة في (ثواني)، ومثلهما كارلوس عازار". وتابعت "أنا لم أدرس التمثيل، وكل الأعمال التي شاركت فيها حازت على إعجاب الناس. أنا لا أقيّم نفسي، بل أنتظر رد فعل الناس والأشخاص المحطين بي على أعمالي، لأن الناس هي التي تصنع الفنان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صدفة وتمثيل

من ناحية أخرى، أشارت اللحام إلى أن الصدفة لعبت دوراً في دخولها المجال. وأكملت قائلة "لكنني تعبت لأصل ولم أصل إلى ما أنا عليه اليوم بسهولة. قبل التمثيل كنت أضع الماكياج للممثلين وراء الكواليس، ولكن المخرج سمير درويش هو الذي اختارني لدخول المجال، بسبب غياب بطلة أحد أعماله. يومها، كانوا يستعدون لتصوير حلقة من "وقالت العرب" من كتابة جوزف حرب، لكن بطلة العمل اعتذرت قبل ساعات عدة من بدء التصوير، فطلبني المخرج سمير درويش بالاسم لأنه وجد أن شكلي مناسب للدور ولكني رفضت، فتدخل شقيقي وزوجي الذي كان يعمل كمدير تصوير، وليلى كرم وسعد الدين مخللاتي ونعمة بدوي وأقنعوني، ومن بعدها كرت السبحة".

أما عن تجربتها المسرحية، فأوضحت أنها "طُلبت للعمل على الخشبة بعد ظهورها على التلفزيون. شاركت في أعمال مع إبراهيم مرعشلي وأبو سليم وأبو الشباب وعلي الزين، وفي مسرحية (ومشيت بطريقي) مع ملحم بركات. المسرح مهم جداً لأن التفاعل بين الفنان والجمهور يكون مباشراً. لكنه تراجع جداً في لبنان، فنحن نتمرن على المسرحية لمدة ثلاثة أشهر ونعرضها شهراً واحداً. السينما مهمة أيضاً، ويفترض بالممثل أن ينوع في تجربته بين المسرح والسينما والتلفزيون".

أشكال جميلة

اللحام ردت على من يعتبر أن التمثيل تحوّل إلى مهنة لمن يملكون أشكالاً جميلة، قائلة "البعض هم كذلك، والبعض الآخر يملكون الموهبة. لكن لا يصح إلا الصحيح. أنا في المهنة منذ 33 عاماً، ولطالما دخل المجال أشخاص قدموا نفسهم على أنهم ممثلون، وقُدم الدعم لهم أكثر من مرة ولكنهم لم يستمروا، لأن الناس لم يتقبلوهم".

ختام اللحام التي برعت في أدوار الأمومة هي ليست أماً في الواقع، وحول هذا الموضوع تقول "أنا إنسانة عاطفية جداً، والعاطفة والإحساس يلعبان دوراً أساسياً في التمثيل. الأمومة غريزة موجودة عند كل امرأة حتى لو أنها لم تختبرها".

وعما إذا كانت الأمومة التي تلعبها على الشاشة تعوض عليها شيئاً من الأمومة التي حرمت منها تجيب "أنا لا أفكر على هذا النحو، حرماني من الأمومة لم يسبّب لي مشكلة وهذه نعمة من رب العالمين، ربما لأنني لم أكن أعاني من مشكلة صحية حالت دون إنجابي، بل كان نتيجة قرار شخصي. بسبب ظروف الحروب وكثرة التنقل وطبيعة عملي وعمل زوجي، نحن أرجأنا فكرة الإنجاب. وأنا لا أشعر بالنقص، لأني محاطة بعائلتي وإخوتي وأولادهم".

هند رستم

وأعلنت اللحام أنها لعبت كل الأدوار خلال مسيرتها الفنية الطويلة، ولذلك لا يوجد دور معين تتمناه لنفسها، ولكنها استدركت قائلة "هند رستم مثالي الأعلى في التمثيل، وأتمنى تقديم سيرتها الذاتية. هي كانت ممثلتي المفضلة، وكنت أحب أيضاً سناء جميل وعزت العلايلي، وكنت أتابع أخبارهم وأعمالهم بشغف". أما عن المفضلين لديها بين ممثلي الجيل الحالي، فعلّقت بالقول "يلفتني كل ممثل يؤدي دوره بشغف، وهم كثر".

وعن الممثلة التي تنافسها في أدوار الأمومة، تقول "أنا لا أفكر بهذه الطريقة، كل ممثلة لها شخصيتها وتؤدي دور الأم بأسلوبها وطريقتها. كل أدوار الأمومة لعبتها بشغف، وكل شخصية قدمتها في أعمالي لها خصوصية معينة، ولكن أكثر شخصية أم أحببتها، كانت في مسلسل (لونا) لأن الناس تعاطفوا معي بقوة. كل عمل أشارك فيه يناديني الناس باسم الشخصية التي ألعبها، وأنا اليوم معروفة بـ "أم شاهين"، وهذا الأمر يؤكد أنني وصلت إليهم".

وفي الختام كشفت اللحام أنها تصور حالياً مسلسل "راحوا" مع نديم مهنا، وهو من كتابة كلوديا مرشليان، ولكنها أكدت أنها لا تعرف موعد عرضه، على أن تبدأ بعده بتصوير عمل آخر بعنوان "لو ما التقينا" للمخرجة كارولين ميلان.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون