Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مادة جامدة لديها ذاكرة مديدة كدماغ الإنسان

اكتشاف علمي يتوقع أن يجعل الرقاقات الإلكترونية الدقيقة أصغر فأصغر

اكتشف العلماء أن مادة ثاني أكسيد فاناديوم تستطيع تذكر تاريخها كله (باور لاب/ إي بي أف آل)

مادة جامدة لديها ذاكرة؟ ليست تسلية ولا أحجية. إنها أحدث ما توصل إليه فريق علمي سويسري يشتغل في علم النانوتكنولوجيا Nanotechnology الذي يهتم أساساً بتصغير الأشياء إلى أقصى حد. تذكيراً، يشتق اسم هذا العلم من مصطلح نانو الذي يساوي جزءاً من بليون من الشيء، فيكون النانومتر مثلاً، جزءاً من بليون من المتر. وللمرة الأولى في تاريخ تعرف الإنسان على خواص المواد الجامدة، اكتشف العلماء مادة تستطيع "تذكر" كل تاريخ مسارات التيارات الإلكترونية التي تعبر فيها. وبديهي أن ذلك يُذكّر مباشرة إلى رقاقات الكمبيوتر التي يشكل القدرة على حفظ مسارات التيارات الإلكترونية، الشغل الشاغل للخبراء فيها. وبصورة عامة، فإن كل مسار إلكتروني في رقاقة إلكترونية، يساوي معلومة معينة.

وقد حدث ذلك الاكتشاف التاريخي للمادة التي "تتذكر" المسارات الإلكترونية من طريق المصادفة! ووفق صحيفة "اندبندنت"، فقد جاء الاكتشاف من طريق اشتغال فريق من "كلية البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان" على خواص مادة ثاني أكسيد فاناديوم Vanadium Dioxide اختصاراً، VO2 "في أو 2"، ومتغيراتها أثناء انتقال تلك المادة من حالة إلى أخرى. توضيحاً، حينما يُغلى الماء يتحول بخاراً، ويسمى ذلك الأمر انتقال من حالة إلى حالة أخرى لمادة الماء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق تلك التجارب، حاول طالب دكتوراه اسمه محمد سامي زاده نيكوو، أن يوثق تفاصيل ما يحدث أثناء انتقال مادة ثاني أكسيد فاناديوم من حالة إلى أخرى. في المقابل، لاحظ أن هنالك شيئاً ما لا يتفق مع المعطيات النظرية، يحدث أثناء مرور التيارات الكهربائية في ثاني أكسيد فاناديوم، وهي مادة مستعملة كثيراً في الرقاقات الإلكترونية. ووفق ذلك الباحث، فبمجرد أن يمر تيار الكهرباء في ثاني أكسيد فاناديوم ويخرج منها، فإنها تعود إلى حالتها الأولى قبل مرور التيار فيها.

واستطراداً، حينما يُمَرّر ذلك التيار مرة أخرى في ثاني أكسيد فانديوم، فإنه يمر بسرعة أكبر، فكأنها "تتذكر المرور الأول للتيار الكهربائي وتتوقع عبوره مرة أخرى"، وفق البروفسور إليسون ماتيولي الذي أشرف على ذلك البحث.

ومع تأكيد العلماء على فرادة تلك الميزة في ثاني أكسيد فاناديوم، يتوقع العلماء أنها ستحدث ثورة في صناعة الرقاقات الإلكترونية وذاكرتها التي تعتبر عماد عملها كله. واستطراداً، يتوقع العلماء أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تسريع العمل في صناعة تصغير الرقاقات الإلكترونية، بالتالي إحداث ثورة في علوم النانوتكنولوجيا كلها، خصوصاً الآلات والأدوات التي تُصنع استناداً إلى ذلك العلم المتطور.

 

المزيد من علوم