Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات حكومة الوفاق تسيطر على مدينة غريان

تضم مركز العمليات الرئيسي لقيادة السيطرة على طرابلس

استراحة لمقاتلين موالين لحكومة الوفاق الوطني (أ.ف.ب.)

بعيداً من الأسباب التي ساقها قادة وحدات الجيش الوطني عن سقوط مدينة غريان بيد قوات حكومة الوفاق، إلا أن سقوط المدينة التي تضم مركز العمليات الرئيسي لقيادة عملية السيطرة على طرابلس يعني الكثير بالنسبة إلى العملية العسكرية برمتها.

وفيما كانت قوات حكومة الوفاق تبث فيديوات وصوراً لقواتها داخل المدينة الواقعة غرب طرابلس، برّر اللواء المبروك الغزوي معاون آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش، انسحاب قواته لوقوع "خيانة من قبل أفراد غالبيتهم من ميليشيات فجر ليبيا"، وهي الأسباب ذاتها التي ساقها قادة آخرون منهم المنذر الخرطوش المسؤول الإعلامي للواء 73 مشاة، لكن الصور والفيديوات التي أظهرت معدات مركز العمليات الرئيسي وعشرات الأسرى من جنود الجيش تدل على أن العملية كانت مفاجئة وأن الانسحاب لم يكن كاملاً، وربما يدل على أن صفوف قوات الجيش شهدت ارتباكاً كبيراً.

امكان استرداد المدينة الأهم 

وحتى صباح اليوم، لا يزال قادة الجيش يؤكدون إمكان استرداد المدينة الأهم في عملية السيطرة على طرابلس، وأن "خططاً تدرس واستعدادات تجرى في الوقت الحالي من أجل ذلك"، وفق أحد القادة.

في الثالث من أبريل (نيسان) الماضي، دخلت قوات الجيش مدينة غريان سلماً من دون إطلاق رصاصة واحدة، وهي المدينة التي كانت تعد من أبرز المدن في غرب البلاد التي شاركت في عملية فجر ليبيا، عام 2014 وشاركت في كل العمليات المناهضة للجيش سياسياً وعسكرياً، بعد أن سلم قائد أبرز ميليشياتها عادل دعاب أسلحته ومعداته للجيش وانضم إلى عملية السيطرة على طرابلس، لكن أفرد ميليشياته يبدو أنهم لم يتنازلوا عن أفكارهم ومواقفهم من الجيش، فمن دون شك كانوا هم من يقصدهم اللواء الرفادي عندما قال إن الجيش تعرض لــ"خيانة من قبل أفراد بعينهم غالبيتهم من ميليشيات فجر ليبيا".

لكن السؤال الأبرز في الحدث، هل يعني سقوط غريان انكسار عملية السيطرة على طرابلس؟ وهل يمكن أن تؤثر في سير العملية في أحسن الأحوال؟

خطأ استراتيجي

يوضح الخبير العسكري الليبي المولدي البحري، أن سقوط المدينة خطأ استراتيجي لن ينهي العملية برمتها، لكنه سيؤثر بشكل كبير في استمرار العملية وفق خطط قيادة الجيش. ويقول في حديث لـ "اندبندنت عربية"، إن "القيادة لا بد أن تجري تغييرات في قيادات وحدات الجيش حالياً وتضع الخطط لاسترداد المدينة ولكن هذا سيؤثر سلباً في الجبهات القريبة من طرابلس، لا سيما في المراكز الواقعة بداخلها"، لافتاً إلى أن الأنباء تشير إلى تراجع وحدات الجيش عن بعض مواقعها في محور خلة الفرجان، وهو أبرز المحاور المتقدمة والقريبة من قلب العاصمة.

ويضيف البحري "الجانب المعنوي عامل رئيسي في المعركة بالنسبة إلى المقاتل ورمزية غرفة السيطرة الرئيسية كبير بالنسبة إليهم، بالتالي سيؤثر شئنا أم أبينا سقوط المدينة في معنويات المقاتلين"، مضيفاً أن "سقوط المدينة أيضاً سيؤثر في عامل الزمن، فبدلاً من تنفيذ ما تبقى من خطط للتقدم أكثر يتحتم على القيادة العامة التراجع نسبياً فيها ووضع الخطط لإعادة النظر في الخطوط والتمركزات الخلفية". وبيّن أن قوات الوفاق بسبب معرفتها أكثر من الجيش بطبيعة المنطقة حولت المعركة سريعاً إلى الخطوط الخلفية للجيش، بعد أن كان القتال يدور بشكل شرس في طريق المطار وقواتها في طريق الانهيار.

وبالنسبة إلى العاصمة طرابلس تعد غريان المدينة الأهم، فهي تمثل نقطة الاتصال بين مدن الغرب والجنوب وتشرف على طرق الإمداد للجبهات الأمامية جنوب طرابلس، وتتصل من جهة أخرى بقاعدة الوطية الجوية (140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس)، وهي أهمية لا تمتلكها مدينة ترهونة الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة.

ليست نهاية المعركة

ويؤكد المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، أهمية المدينة بالنسبة إلى معركة طرابلس. ويقول "سقوط غريان يعني فقدان كل المناطق المتصلة بينها وبين طرابلس، إذ باتت جبهات القتال في جنوب طرابلس وعلى رأسها منطقة طريق المطار، مهددة وفي وضع أضعف"، مشيراً إلى أن العبء الذي كانت تتقاسمه قوات الجيش بين غريان وترهونة، أصبح يقع على ترهونة وحدها.

وتتوزع بلدات عدة على مسافة 90 كيلومتراً الفاصلة بين غريان وطرابلس كالهيرة والكسارات والساعدية، وصولاً إلى العزيزية أولى أحياء طرابلس الجنوبية.

لكن مفتاح يرى في حديثه لـ "اندبندنت عربية"، أن سقوط غريان لا يعني نهاية المعركة، مؤكداً أن موقف الجيش لا يزال حتى الآن قوياً على الرغم من أن ترميم وضعه في غريان سيحتاج وقتاً، فــ "الجيش لا يزال يمتلك مواقع عدة حول طرابلس مثل صبراته وصرمان القريبتين من طرابلس، كما أن غريان محاطة بمناطق مثل الرجبان والزنتان والأصابعة، وكلها تتوافر على ثقل عسكري كبير للجيش".

يلفت حديث مفتاح، الانتباه إلى جانب بعيد من مسرح القتال يتمثل في انقلاب حكومة الوفاق على جهود السلام التي بدأ الموقف الدولي يميل لها، لا سيما أن الحكومة طرحت مبادرة للحل السياسي، ما يطعن في صدقية مواقفها ويقلل من عامل الثقة اللازم توافره في القبول بأي تسوية مقبلة.

ويقول "أعتقد أن ترحيب السراج بسيطرة ميليشياته على غريان قلب الموازين، فبعد استعطافه السابق للمجتمع الدولي أسقط اليوم كل الأسباب السابقة وعزز من موقف الجيش وهدفه". ويضيف "كيف سيقنع السراج اليوم العالم بأنه يريد السلام وأن قواته تدفع صولة الجيش على المدنيين كما كان يدعي"، مرجحاً أن تنهار جهود إعادة العملية السياسية بكاملها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي