Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل نجحت تجربة إسناد الصفوف الأولية في السعودية إلى النساء؟

37 في المئة من إجمالي طلاب هذه المرحلة المبكرة باتوا يدرسون على يد سيدات

تتولى المعلمات بشكل جزئي تدريس الأولاد في السعودية منذ سنوات قليلة (وزارة التعليم السعودية)

تعد الممارسات التربوية في الصفوف الدراسية التأسيسية أمراً جوهرياً في حياة الطفل، إذ تسهم في تشكيل ثقافته الأولية التي تبنى عليها كل المعارف في ما بعدها، وهو ما يعطي التغييرات التي طاولت النظام التعليمي الأولي في السعودية خلال السنوات الماضية أهمية قصوى، إذ أسندت وزارة التعليم مهمة تعليم البنين في المرحلة الابتدائية بشكل جزئي إلى المعلمات بعد أن كان الطلاب يتعلمون من طريق المعلمين منذ الصفوف الابتدائية.

وبعد ذلك القرار ألغي تخصص "الصفوف الأولية" من الجامعات السعودية وأسندت مهمة تدريس الصفوف الأولية من الأول الابتدائي وحتى الثالث الابتدائي إلى معلمات رياض الأطفال، لتضم تلك المراحل إلى مهمات معلومات الـ "كي جي".

هذه التجربة التي تطبق منذ العام 2019 في المدارس السعودية، شابها خلاف كثير بعد اقتحام النساء مدارس الأولاد ولو بشكل جزئي، في بلد يمنع اختلاط الجنسين في التعليم تماماً، فيما عده آخرون ميزة لإسناد تعليم الأطفال إلى السيدات.

بين مؤيد ورافض 

وبعد تشكيل لجنة من وزارة التعليم السعودية عام 2017، وهي بداية النظر في قرار إسناد تدريس الصفوف الأولية إلى معلمات الطفولة المبكرة، ابتدأت بالصفين الأول والثاني إلى حين رفع النتائج بعد ثلاثة أشهر، وشارك كثير من أولياء الأمور بآراء مبدئية حول القرار.

وتحدثت "اندبندنت عربية" مع بعضهم ومنهم ثريا التي وصفتها بأنها خطوة نحو الاتجاه التربوي الصحيح، إذ تفضل أن تتولى النساء تدريس الأطفال حتى التاسعة لتكون فترة انتقال مريحة من إشراف الأم إلى إشراف المعلمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "هي أيضاً فرصة لتنشئة الطفل على التعامل مع الأنثى والثقة فيها واحترامها".

فيما عبر رأي آخر عن تحفظه لأهمية مخالطة الولد للرجال منذ سن باكرة، وقال ماهر إنها "مرحلة عمرية حساسة وقوة التأثير فيها عالية، فلا يجب إغفال أهمية مجالسة الأستاذ الرجل من الناحية التربوية".

مخرجات وتقييم

وقالت الوزارة في إحصاء نشرته العام 2021، إن نسبة إسناد الصفوف الأولية إلى معلمات والذي تم تطبيقه بشكل تدريجي بلغ 37.5 في المئة، بعدد طلاب فاق الـ 1.5 مليون في أكثر من 70 ألف فصل.

ونظراً إلى ما بلغته التجربة من انتشار واسع وبات من الممكن تقييمها، سألنا أولياء أمور عن تقييمهم للتجربة، وقالت أم فيصل إنها تراه قراراً سليماً لعدة أسباب مثل "سن الطفل وحاجته إلى حنان المعلمة الأم، وأيضاً سهولة تواصلي كأم معها ومتابعتها بسهولة من خلال التواصل مع المعلمة بشكل مباشر، مما ساعدني في تلقي الملاحظات ومعالجتها مع ابني وهو ما أسهم في تحسين مستواه الدراسي".

أما بالنسبة إلى كادي التي تعاني في متابعتها لمستوى ابنها الدراسي بسبب صعوبة التواصل مع المعلمين كونه يتيم الأب، فتقول "جداً سعيدة بذلك القرار كوني عانيت صعوبة في التواصل أو الحضور إلى المدرسة".

وتقول مي وهي أم لطفلين، "لاحظت تحسن كفاءة أبنائي بخاصة في مواد القراءة والإملاء، وليس تقصيراً من المعلمين ولكن الأطفال يحتاجون إلى صبر طويل، ولكون المعلمات لديهن فطرة الأمومة والخبرة في مسؤولية التربية".

وبالتزامن مع إعلان هذا الإحصاء قالت الوزارة إن هدفها المقبل هو رفع نسب الإسناد إلى 45 في المئة لتشمل جميع مناطق ومحافظات السعودية، فيما قررت مدينة جدة السماح للمعلمات بتدريس طلاب الصف الرابع الابتدائي في المدارس الأهلية والعالمية.

وكانت هذه المهمة في السابق توكل إلى خريجي تخصص "الصفوف الأولية"، وهو عبارة عن قسم في كلية التربية بشهادة بكالوريوس استحدث العام 2012 في جامعات عدة، قبل أن يتم إغلاقه العام 2017 وتوكل إلى خريجات "الطفولة المبكرة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير