Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات نصفية جيدة بانتظار الديمقراطيين في أميركا بعكس التوقعات

ثمة أحداث قد تغير النمط السائد خلال انتخابات نوفمبر المقبل

يبدو واضحاً أن الديمقراطيين في وضع أفضل مما كانوا عليه قبل شهرين من الزمن (أ ب)

تفترض معظم التكهنات السياسية في الولايات المتحدة أن تحمل الانتخابات النصفية نتائج سيئة لساكن البيت الأبيض وحزبه، بل وأكثر سوءاً إذا كان هذا الحزب يسيطر على الأغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ. فجميع تلك الانتخابات التي حدثت في عهد كل من دونالد ترمب في 2018، وباراك أوباما في 2010، وجورج دبليو بوش في 2006، وبيل كلينتون في 1994، شهدت على خسارة الحزب الحاكم لأغلبيته في مجلس النواب على الأقل، إن لم يكن في مجلس الشيوخ أيضاً.

إنه نمط يصعب كسره ــ لكن بعض الوقائع في الآونة الأخيرة دفعت بالديمقراطيين للاعتقاد أن جولة الانتخابات النصفية المقبلة قد لا تكون بتلك الكارثية المتوقعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فإذا نظرنا إلى الديمقراطية ماري بيلتولا كمثال أول، فهي قد نجحت في إحراز تقدم طفيف في انتخابات ولاية ألاسكا الخاصة لتحديد من سيمثلها للفوز بمقعد الولاية الوحيد في مجلس النواب. ولوضع ذلك في سياقه، فإن عضو الكونغرس السابق، الجمهوري دون يونغ، والذي توفي في وقت سابق من هذا العام، كان قد سيطر على مقعد ألاسكا منذ عام 1973، مع العلم أن ألاسكا كانت قد تحولت إلى ولاية منذ عام 1959 فقط، بالتالي فإنه بفوزها، لن تكون بيلتولا أول ديمقراطية تمثل هذه الولاية في الكونغرس منذ عام 1973 فحسب، بل وأول سيدة من سكان البلاد الأصليين التي تدخل الكابيتول لخدمة ولايتها.

المثال الثاني، هو إجراء ولاية مينيسوتا الأسبوع الماضي انتخابات فرعية لملء المقعد الشاغر في دائرتها الانتخابية الأولى، بعد رحيل الجمهوري جيم هايجدورن، هذا المقعد يترجم بامتياز عملية تحول السيطرة في الدوائر الريفية من أوباما إلى ترمب وخسارة الديمقراطيين فيها. في النهاية، نجح الجمهوري براد فينستاد بانتزاع الدائرة ولكنه حصل على ثلاث نقاط أقل عما حصل عليه سلفه في عهد ترمب. وفي سياق متصل. يقول دايف واسيرمان، الذي يعمل في النشرة السياسية "Cook Political Report"، إنه لاحظ أن المرشح الديمقراطي جيف إيتينجر، قد حقق نجاحاً لافتاً في مقاطعات مينيسوتا كأولمستيد وبلو إيرث.

أما المثال الثالث، فيتعلق بالانتخابات الخاصة التي جرت في يونيو (حزيران) في الدائرة الأولى من ولاية نبراسكا. واسيرمان- والذي يشير الشعار الذي يطلقه "لقد رأيت ما يكفي" باستعداده لمعرفة النتائج حتى قبل شبكات التلفزيون– لاحظ التراجع في أداء الجمهوريين من خلال فوز مايك فلود بفارق 6 نقاط عن منافسه الديمقراطي، مقارنة بـالـ11 نقطة التي ميزت الفوز إبان عهد ترمب.

كل هذه الانتصارات جاءت بعد قرار المحكمة العليا الأميركية إلغاء قانون "رو مقابل وايد" Roe v Wade [بشأن حظر الإجهاض في الولايات المتحدة الأميركية]، وكذلك الأحداث الصاعقة التي جرت في كنساس، الشهر الماضي، حيث نجح مؤيدو الحق في الاختيار [بخصوص الإجهاض]، بمنع إدخال تعديل دستوري كان من شأنه أن يسمح بإلغاء الحق في طلب الإجهاض في تلك الولاية.

بالطبع، لقد فاز الجمهوريون في كل من سباقي نبراسكا ومينيسوتا. ومن المتوقع أيضاً أن تصوت أعداد أكبر من الناخبين الجمهوريين خلال الانتخابات العامة [كما هو الحال عادة]، بخاصة أن الانتخابات الفرعية التي تجري بشكل معزول، غالباً ما تعجز عن حشد الإقبال عليها من قبل عدد كبير من الناخبين، لكن أي مسؤول جمهوري منتخب يستطيع أن يرى في تلك السباقات إشارة إلى أن الموجة الحمراء [لون الجمهوريين] لن يمكنها التفوق من تلقاء نفسها.

ثم أن هنالك الحظ الجيد الذي يرافق الديمقراطيين على جبهة انتخابات مجلس الشيوخ. ففي بنسلفانيا، حقق نائب الحاكم، الديمقراطي جون فيترمان، تقدماً واضحاً على الطبيب والشخصية التلفزيونية السابقة محمد أوز، هذا الإنجاز يحظى بأهمية كبيرة خصوصاً عندما يجري الحديث عن ولاية نجح بايدن بالفوز بها بفارق ضئيل في انتخابات 2020، على الرغم من تأكيده المستمر أن جذوره العائلية تعود إلى تلك الولاية. فيترمان انتقد الدكتور أوز أيضاً بشكل لاذع لعدم إقامته في ولاية بنسلفانيا، وإنما في الولاية الجارة نيو جيرسي ــ كما وجه الانتقاد له على تسجيله الفيديو المحرج المعروف بـ"كروديتيه" crudité.

نزيف الأموال والدعم في صفوف الجمهوريين من المرجح له أن يستمر. وكما نقل شاين غولدماشير في صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع، بأن اللجنة الوطنية الجمهورية لمجلس الشيوخ NRSC، بصدد تخفيض التمويل في كل من ولايات بنسيلفانيا، وأريزونا، وويسكونسين. وللتوضيح فقط، لقد كان أمين عام اللجنة ريك سكوت، قد أخبرني العام الماضي نيته قلب ما لا يقل عن أربعة مقاعد من سيطرة الديمقراطيين إلى الجمهوريين، ذاكراً أن كلاً من ولاية جورجيا ونيفادا ونيوهامبشاير وأريزونا تعتبر من أهدافه الأساسية.

لكن آمال سكوت في حماية مقاعد الشيوخ الحالية هي التي تواجه خطراً في الوقت الحالي. فلقد خلص استطلاع للرأي أجرته مدرسة الحقوق في جامعة ماركيت Marquette University Law School، وهي من أهم المؤسسات التي تجري استطلاعات موثوقة جداً في ويسكونسين، أن نائب الحاكم في الولاية مانديلا بارنز، سيتغلب على عضو مجلس الشيوخ الحالي رون جونسون بسبع نقاط، وهو فارق يواصل اتساعه بعد أن توقف عند نقطتين في يونيو الماضي.

ولكي نكون واضحين هنا، لا يشكل هذا ضمانة بأن الديمقراطيين سينجحون في طرد جونسون من منصبه. ففي عام 2016، كان رون جونسون خارج حسابات الجمهوريين، لكنه عاد ونجح في النهاية في تحقيق نتائج أفضل من تلك التي كانت في عهد ترمب. واليوم ما زال هنالك كثير من الوقت كي يتغير مزاج الرأي العام ويتحول إلى معاداة الديمقراطيين، أو إذا ارتفعت نسبة التضخم من جديد، أو ربما بسبب أزمة غير متوقعة (أو للأسباب الثلاثة الآنفة الذكر). حينها لن يكون من المستغرب أن ينجح الجمهوريون في الحصول على الغالبية في مجلس النواب، فيما ينجح الديمقراطيون بالمحافظة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، لكن في الوقت الحالي، يبدو واضحاً أن الديمقراطيين وبشكل عام في وضع أفضل من الذي كانوا عليه قبل شهرين من الزمن.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء