Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

امتنعت عن الطعام كي لا يجوع ولداها فدخلت المستشفى

تنفق كيلي طومسون 40 جنيهاً استرلينياً فقط في الأسبوع لإطعام نفسها وولديها وهي تعاني مثلها مثل كثيرين أزمة كلفة المعيشة

تنفق كيلي طومسون 40 جنيهاً استرلينياً فقط في الأسبوع لإطعام نفسها وولديها(SWNS)

أدخلت أم عازبة إلى المستشفى مرتين بسبب سوء التغذية بعد أن كانت لا تتناول سوى وجبة واحدة في اليوم لتتمكن من إطعام ولديها جراء أزمة غلاء المعيشة.

تعيش كيلي طومسون البالغة من العمر 43 سنة على 40 جنيهاً استرلينياً في الأسبوع لإطعام نفسها وولديها، وتقول إن ارتفاع معدلات التضخم شل عائلتها التي تكابد بالفعل.

وعلى الرغم من أن المساعدات الحكومية التي تحصل عليها طومسون تغطي الإيجار الشهري لمسكنها وبعض الكلفة الأخرى، فإنه يتبقى لديها 160 جنيهاً استرلينياً فقط لكل المصاريف المتبقية، بحسب قولها.

وأفادت الأم التي تعيش في منطقة سلاو بمقاطعة بيركشير أنه من شبه المستحيل أن تلبي حاجتها وحاجات ولديها من الطعام في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

لقد فقدت المرأة أكثر من 12 كيلوغراماً من وزنها لأنها تأكل مرة واحدة فقط في اليوم، وتبدو ملابسها فضفاضة جداً عندما ترتديها، واضطرت إلى بيع الهدية التي تلقتها ابنتها في عيد ميلادها مقابل المال لشراء الطعام.

أدى هذا الوضع إلى دخولها إلى المستشفى مرتين بسبب معاناتها سوء التغذية، حتى إنها احتاجت إلى عمليات نقل الدم لتعويض مستويات الحديد شديدة الانخفاض لديها لعدم قدرتها على تحمل كلفة الطعام الطازج.

تعيش الأم هذه التجربة بالتزامن مع كشف بيانات جديدة صدرت الأربعاء عن المكتب الوطني للإحصاء أن معدل التضخم في المملكة المتحدة وصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 1982، عند 10.1 في المئة.

 

وتابعت السيدة طومسون، التي لديها ابن يبلغ من العمر 14 سنة، وابنة في الحادية عشرة، "أكره أن أستيقظ كل يوم وأقول لنفسي، "يا إلهي، لا أريد مواجهة يوم آخر. كلفة المعيشة جنونية الآن، ولا أعرف ماذا سأفعل. نحن لا نمتلك أي شيء. بصدق، أشعر أنني سأضطر إلى اللجوء إلى التسول. الوضع الآن أسوأ من أي وقت مضى. لا أستطيع تحمل رؤية معدل التضخم الجديد. في كل مرة أزور فيها المتجر أجد أن سعر كل شيء قد ارتفع، ولا أجرؤ على النظر إلى عداد الغاز. أفكر في السرقة، ولكنني لا أتحمل ما قد يحدث لولدي إذا قبض عليّ. أبكي كل يوم لأن الوضع يزداد سوءاً وأشعر بأنني محاصرة للغاية كما لو أنني أختنق ولا أستطيع القيام بأي شيء. أشعر بأن كل شيء يخرج عن نطاق السيطرة. نحن بحاجة إلى تدخل شخص ما ليساعد الناس الذين هم بحاجة إلى ذلك".

تكابد السيدة طومسون من أجل تدبر أمورها منذ إصابتها بفيروس كورونا الذي اتضح أنه طويل الأمد، فاستمرت عوارضه تطاردها منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2020، إلى أن خسرت بسببه وظيفتها كعاملة تنظيف.

قالت إنها اعتادت هي وولداها خلال فصل الشتاء العيش من دون كهرباء واستخدام الشموع لإنارة منزلهم لأنها لا تستطيع تسديد الفواتير.

كانوا يجلسون متلاصقين جميعاً في السرير أثناء الليل ليبقوا متدفئين، بينما كانت الأسرة تعتمد على الجيران لتسخين الطعام.

قالت السيدة طومسون اليائسة إنها باعت جهاز التلفزيون الذي تمتلكه العائلة وجهاز التلفزيون الذي تلقته ابنتها كهدية في عيد ميلادها للحصول على المال وشراء بعض الطعام.

على الرغم من أن السيدة تنفق كل المال المتبقي لديها على الطعام، إضافة إلى ما تحصل عليه من بنك الطعام، فإنها لا تزال تعيش على وجبة واحدة في اليوم حتى لا يتضور طفلاها جوعاً.

 

تقدم لولديها وجبة الإفطار في المنزل، ويحصلان على وجبة الغداء في المدرسة، لكنها تقول إن المرة الوحيدة في اليوم التي تستطيع فيها الحصول على طعام هي عندما تتقاسم وجبة معهما في المساء.

قالت السيدة، "أكون محظوظة إذا حصلت على وجبة في اليوم. الدافع الوحيد لاستيقاظي في الصباح واستمراري هو واجبي بالقيام بذلك، أنا أفعل ذلك من أجل طفلي. أنا قلقة للغاية، وأبكي كل يوم. أخشى جداً أن أفقد عقلي بينما كنت في الماضي شخصاً سعيداً. أنا أخاف على صحتي، أشعر بالجوع طوال الوقت. لقد حاربت وقاتلت، ولم أعد أعرف ماذا أفعل بعد الآن. في يونيو (حزيران)، شاهدني ولداي وأنا أفقد وعيي. لم أشعر بحياتي أبداً بمثل هذا الخوف، ولا بد أن أثر التجربة على صحتهما النفسية فظيع".

تحث السيدة الحكومة على التدخل لمساعدة من هم في أمس الحاجة، قبل أن تصبح "مسؤولة عن وفاة" مزيد من الأشخاص، مضيفة، "إنه أمر فظيع. الحقيقة هي أنه يبدو أن الجميع يعانون، بينما يقيم أصحاب المناصب العليا حفلة. إنهم بحاجة إلى إصلاح الوضع".

© The Independent

المزيد من الأخبار