Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطربو التسعينيات في مصر... كيف اختفوا ولماذا عادوا؟

الشاعري يجتمع مجدداً برفاق الدرب قمر وتوفيق وعباس في "زحمة الأيام" ومحيي أكثر المتحمسين للرجوع

بعد سنوات من النجاح المدوي اختفى معظم نجوم هذا الجيل في ظروف غامضة ومن دون أسباب واضحة (مواقع التواصل)

لا أحد يستطيع إنكار أن فترة التسعينيات في الغناء المصري تسببت في ثورة فنية بالعالم العربي، إذ تم تقديم جيل من المطربين والموسيقيين غيروا الأشكال والقوالب الموسيقية السائدة بشكل كبير، وسيطر المطرب والملحن الشهير حميد الشاعري في تلك المرحلة، متصدراً المشهد مع مجموعة من المطربين الجدد الذين تعاون معهم أو اكتشفهم بنفسه وحقق بهم نجاحاً كبيراً.

لكن بعد سنوات من النجاح المدوي، اختفى معظم نجوم هذا الجيل في ظروف غامضة ومن دون أسباب واضحة، وعلى الرغم من استسلام بعضهم لذلك الغياب كانت هناك محاولات حقيقية من الآخرين للعودة، ولو بأغان منفردة أو ثنائيات فنية مع نجوم شباب موجودين على الساحة.

نجوم المرحلة

كانت هناك أسماء بارزة جداً في تلك المرحلة مثل علاء عبدالخالق الشهير بأغاني عدة مثل "ليه بتداري كده" و"طيارة ورق". بدأ عبدالخالق حياته الفنية في فرقة "الأصدقاء" مع الفنانة منى عبدالغني والمطربة المعتزلة حنان، والموسيقار الراحل عمار الشريعي عام 1980، ثم تعاون مع حميد الشاعري في ألبومات عدة كانت السبب في شهرته الحقيقية مثل ألبوم "وياكى"، و"علشانك"، و"راجعلك"، ومن بعدها ألبوم "هتعرفيني" 1991 وحتى آخر ألبوم له "عين بعين" 2002، ثم انقطع عن الغناء واختفى من المشهد.

وتألقت كذلك في التسعينيات المطربة هدى عمار، التي قدمها الموسيقار عمار الشريعي، ولحن أول ألبوم لها، ومن أشهر أغانيها "قلبي الصغير"، و"ما كدبش عليك"، و"بغير عليك"، و"على عيني".

كان المطرب الراحل علي حميدة نجم أغنية "لولاكي" أبرز نجوم هذا الجيل، وقد وزع الأغنية حميد الشاعري وأحدثت ثورة كبيرة في عالم الأغنية العربية، وبيع منها أكثر من ستة ملايين نسخة في جميع أنحاء العالم، ثم اختفى حميدة بسرعة ولقب بمطرب الأغنية الواحدة حتى توفي أخيراً.

وتصدر اسم المطرب حسام حسني فترة التسعينيات، وأطلق عليه لقب "نجم أغاني الفرانكو آراب"، واشتهر بأغنية "كل البنات بتحبك"، وبعدها اختفى تماماً على أثر تجارب تمثيلية محدودة.

أما شهاب حسني، فاشتهر في التسعينيات بالأغاني شديدة الرومانسية مثل "الحب جميل طب ليه نخبيه"، و"نادم"، و"بحبك وبس"، ثم قدم ألبومات أخرى مثل "جايلك على البيت"، وبعدها ومن دون أسباب انقطع تماماً عن تقديم الأعمال الفنية.

وكان حلمي عبدالباقي من أشهر نجوم التسعينيات بأغنيات شهيرة مثل "ذكريات" و"مع السلامة"، ثم غاب عن الساحة تماماً حتى عام 2008 حين قدم ألبوماً جديداً بعنوان "هات إيدك" وكان آخر أعماله.

نجمة المال والبنون"

برزت المطربة ذات الصوت المميز حنان ماضي في التسعينيات، وسميت بنجمة "المال والبنون"، حيث كان تتر المسلسل بداية انطلاقها، وبعده قدمت مع الموسيقار ياسر عبدالرحمن ألبومات منها "ليلة عشق" 1992، و"إحساس" 1996، و"شباك قديم"، 1999، ومع بداية الألفينيات اختفت من دون أسباب.

واكتشف حميد الشاعري المطرب هشام عباس في حفل عيد ميلاد صديق مشترك، وعرض عليه الغناء في "دويتو" فني، وقدما معاً "حلال عليك" و"الله يسلم حالك"، ليضع الشاعري عباس في منطقة نجومية جيل التسعينيات، وبعدها انطلق عباس منفرداً بأغنيات قوية لسنوات طويلة، قبل أن يلحق بركب المختفين من الساحة.

ويعد مصطفى قمر كذلك من اكتشافات حميد الشاعري، حيث التقاه على شاطئ مدينة الإسكندرية، وعرض عليه الغناء بعد أن سمع صوته، وقدمه للساحة الفنية ليحتل قمر مساحة خاصة بأغنيات منها "وصاف"، و"السود عيونه"، و"الليلة دوب"، و"منايا"، واستمر قمر نجماً غنائياً وسينمائياً حتى قل نشاطه الفني بشكل كبير جداً.

كذلك كان خالد عجاج من أهم نجوم جيل التسعينيات، واشتهر بأغنية "وحشتني" التي حققت نجاحاً مذهلاً، وبعدها أغنيات قلبت الموازين مثل "فيه ناس" وغيرها من الأغنيات، حتى قدم "دويتو" مع محمد منير بعنوان "ليه يا دنيا"، وبعدها لم يظهر في أعمال فنية منفردة أو ثنائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن الألغاز الكبيرة اختفاء أكبر نجم نافس على القمة في فترة التسعينيات وهو محمد فؤاد، الذي كان الجمهور ينتظر ألبوماته بفارغ الصبر، وحقق بأغنيات مثل "فاكرك يا ناسيني"، و"بودعك"، و"حبيبي يا" و"الحب الحقيقي" وغيرها، تاريخاً فنياً قوياً امتد من الغناء للسينما، لكنه تراجع عن هذا النشاط الكبير بلا أسباب منذ سنوات طويلة.

وكان المطرب إيهاب توفيق من أبرز نجوم التسعينيات بصوته المميز، الذي أشاد به موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وحقق نجاحاً باهراً على المستوى الفني والجماهيري بألبومات قوية مثل "مهما جاني"، و"سحراني"، و"مراسيل"، و"عدى الليل"، لكن نشاطه الفني توقف أيضاً.

وكانت المطربة الشهيرة حنان صاحبة أغنية "الشمس الجريئة" ارتدت الحجاب وابتعدت عن الفن لفترة طويلة.

كذلك نجح في فترة التسعينيات المطرب حسن عبدالمجيد، الذي تأثر بالفنان النوبي أحمد منيب، وقدم "دويتو" بعنوان "عيونك" مع حميد الشاعري عام 1989، ثم غنى "ما تيجي" من توزيع الشاعري أيضاً، قبل أن يختفي تماماً.

ومن نجوم التسعينيات البارزين الذين استمروا لفترة طويلة الفنان محمد محيي، إذ قدم أعمالاً ناجحة جداً مثل “"عاتبك"، و"كل ما فيا"، و"دا اللي إنتي بتحبيه"، وغيرها، ثم قلت أعماله بشدة وتراجع عن مرحلة الوهج التي عاشها لسنوات.

الأمر نفسه بالنسبة للمطرب فارس الذي كان لامعاً في التسعينيات وقدم للسينما أيضاً أعمالاً فنية عدة، وأصدر ألبوم "هكتبلك" ونال شهرة واسعة، ثم توالت ألبوماته التي وصلت إلى 11 ألبوماً آخرها "حبيتك أوي" عام 2008.

وانتشر في التسعينيات أيضاً مطربون مميزون مثل أحمد جوهر، ومحمد زياد، وخالد علي، وأمين سامي، والفنانة سيمون، التي حققت نجاحاً مدوياً، لكنها بعد أن توقفت عن الغناء مؤقتاً شاركت بأعمال تمثيلية.

الشاعري أول الظاهرة

تميز جيل التسعينيات بألوان موسيقية جديدة على المستمع العربي والمصري، ومعظم مطربيه ظهروا في وقت متقارب منذ أواخر الثمانينيات وتوجت نجوميتهم في التسعينيات، وكان حميد الشاعري العنصر الحيوي الفعال والمشترك في معادلة نجاح هذا الجيل.

كانت بداية حميد الفعلية في الفترة من 1981 حتى 1988، وبعدها انطلق وقدم ألحاناً مميزة لكل نجوم المرحلة، وغير في القوالب والكلمات بشكل أحدث طفرة كبيرة في هذا المجال، وقدم كل مطرب بالشكل المناسب له ليضمن نجاحاً مدوياً.

حميد نفسه انطلق كمطرب في فترة التسعينيات بأغنيات مثل "جنة"، و"جلجلى"، و"يا أم الفستان الأسود"، وقدم أيضاً ألحاناً بنضج فني كبير لمطربين آخرين مثل "صبري عليك طال" و"يا غايب عن عيوني" لرجاء بلمليح، و"عودوني" مع عمرو دياب.

ورداً على اتهام الشاعري بأنه صاحب الموجة الشبابية البعيدة عن الطرب، بالقول "الجمهور استقبلني بترحاب كبير، ودخلت الساحة بالموهبة، وحاولت صقلها بالاطلاع الدائم والمستمر، والعالم كله يستخدم التقنية الحديثة في الأغنيات، وهذا ليس اتهاماً بل شرف أعتز به، وقد قدمت ألحاناً مواكبة للموسيقى الحديثة حول العالم، واستطعت من خلال جيل من المطربين والموزعين والمؤلفين تقديم تجربة خاصة".

 وأشار حميد إلى أن مطربي جيله نجحوا لأنهم استطاعوا التعبير عن أنفسهم وعصرهم، إضافة إلى تقديمهم شخصيات غنائية مختلفة بعفوية وبساطة.

عودة الروح

يبدو أن هناك بارقة أمل بدأت في الظهور لتعيد جيل التسعينيات بشكل تدريجي إلى الساحة الغنائية على الرغم من تغير العصر وسيطرة عدد من النجوم من الأجيال المختلفة على الحياة الغنائية حالياً، إذ ظهرت محاولات قليلة وخجولة من الجيل القديم ليقدموا معاً بعض الأعمال مثل أغنية "زحمة الأيام"، التي قدمها حميد الشاعري مع مصطفى قمر وإيهاب توفيق وهشام عباس.

وأخيراً طرحت المجموعة نفسها أغنية بعنوان "قادرين" ولاقت نجاحاً كبيراً، وأشاد بها الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلت نسبة المشاهدة إلى 13 مليوناً خلال أيام معدودة فقط من عرضها.

وقرر الشاعري أن يطرح عدداً من الأغنيات المنفردة، وأعلن تحضيره أيضاً لألبوم غنائي سيطرح قريباً.

أما إيهاب توفيق فقد طرح بعض الأغنيات المنفردة، أبرزها "عشمي في ربنا"، و"مشوفتش زي أمي"، و"هي هي دنيا"، و"100 تحية"، و"أبويا وأمي"، و"باشا"، و"إنتي اختياري".

ويعتبر الفنان محمد محيي أكثر مطربي هذه الحقبة اجتهاداً من أجل العودة للغناء، إذ طرح عدداً كبيراً من الأغنيات منذ عام 2020 وحتى الآن، منها "سهرانين"، و"فوضت أمري"، و"قلبي"، و"ورقة وقلم"، و"إنت في دمي".

كما غنى محيي الأغنية الدعائية لمسلسل "انحراف" لروجينا، الذي تم عرضه في الموسم الدرامي الرمضاني الماضي.

أما محمد فؤاد فانتهى أخيراً من تسجيل أغنية جديدة ستطرح خلال أيام، ومنذ عام تقريباً استأنف نشاطاً غنائياً محدوداً، وقدم بعض الأغنيات مثل "سلام" و"أحكيلك".

وطرح مصطفى قمر ومحمد نور "دويتو" بعنوان "شوفتوا القمر"، ويضمه الألبوم الجديد لنور بعنوان "الحب".

ويعود المطرب فارس للساحة الغنائية مرة أخرى بعد غياب خمس سنوات من خلال ألبوم جديد يعمل على الانتهاء من جميع أغنياته لطرحه خلال الفترة المقبلة، ويضم الألبوم الجديد 10 أغان فقط، وقد طرح منه أغنية بعنوان "عصبي".

أيضاً ستعود المطربة حنان ماضي للغناء، إذ انتهت من تسجيل أغنية جديدة.

وبعد غياب طويل طرح المطرب حلمي عبدالباقي أغنيتين هما "ناسيك إزاي"، و"بعتذر لك".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة