Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين أوكيناوا وأتلانتا هكذا صعدت نجمة الهيب هوب اليابانية

إيه ويتش تأثرت بالأميركيين الذين كانوا موجودين عسكرياً في بلدتها وخسرت زوجها بإطلاق نار في الولايات المتحدة

تجذب حفلات إيه ويتش الموسيقية في اليابان حالياً أعداداً كبيرة من الجماهير (أ ف ب )

تملك إيه ويتش التي نصبت نفسها ملكة الهيب هوب الياباني قصصاً عدة لترويها، بدءاً من تعرفها على موسيقى الراب الأميركية عندما كانت مراهقة متمردة على الواقع في أوكيناوا وصولاً إلى مصرع زوجها بإطلاق نار في الولايات المتحدة.

وفيما تجذب حفلاتها الموسيقية في اليابان حالياً أعداداً كبيرة من الجماهير، ترغب إيه ويتش في جعل محبيها يتصالحون مع تجاربهم الخاصة، وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذه الخطوة شكلت مصدر القوة التي واجهت بها العالم".

وكانت المغنية البالغة 35 سنة والتي يعني اسمها الفني "أمنية طفل آسيوي"، بدأت خلال حياتها المدرسية تؤدي موسيقى الراب وكانت تغني داخل نواد ليلية في أوكيناوا الواقعة أقصى جنوب اليابان.

إلا أنها حققت نجاحات بارزة هذه السنة بإطلاقها ألبومها الأول "كويندوم" الذي تولت إنتاجه شركة ضخمة هي "يونيفرسال ميوزيك" - اليابان. وأحيت إيه ويتش حفلة موسيقية في صالة "نيبون بودوكان" الشهيرة في طوكيو، واستقطبت اهتمام مجلة "فوغ" التي أجرت لها جلسة تصوير.

حياتها في أغنية

 تتطرق الأغنية التي تشكل عنوان الألبوم الجديد إلى انتقالها للعيش في أتلانتا عندما كانت في الـ19 إضافة إلى مقتل زوجها وتربية ابنتهما في اليابان.

وتقول إيه ويتش إن هذه الأغنية "تمثل قصة حياتي مرويةً في بضع دقائق. فهي إذاً عبارة عن خليط من الأحاسيس أشعر بها في كل مرة أؤديها".

وعلى خشبة المسرح، تقدم إيه ويتش عرضاً بثقة وفرح كبيرين فيما يتأرجح شعرها المصفف على شكل ذيل حصان خلف ظهرها وهي تتفاخر بـ"الطاقة المختلفة" التي أدخلتها إلى عالم الموسيقى في اليابان.

وتنشط المغنية دعماً لحركة "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماتر) وتسعى في الوقت نفسه إلى مواجهة الصورة النمطية للشابات اليابانيات اللواتي يوصفن بأنهن "ظريفات".

نشأتها

وولدت إيه ويتش، واسمها الحقيقي أكيكو أوراساكي، لأب يعمل مدرساً وأم تمارس مهنة الطهو، ونشأت بين القيم الروحية السائدة في أوكيناوا والثقافة الشعبية الأميركية التي دخلت اليابان بفعل الوجود العسكري الأميركي القوي فيها آنذاك. أما المنزل الذي سكنت فيه خلال طفولتها فكان قديماً وواسعاً ويقع بجانب إحدى المقابر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعانت عائلتها كثيراً نتيجة الحرب العالمية الثانية، إذ أخبرها جدها كيف كان يتسلل خلال الفترة الصعبة التي أعقبت نهاية الحرب إلى القواعد الأميركية لسرقة علب الحساء وتقاسمها مع سكان الجزيرة الفقراء.

وتقول إيه ويتش، "على الرغم من ذلك، عندما تكون طفلاً تلاحظ الملاعب الملونة الموجودة في القواعد التي كانت تضم أشخاصاً منفتحين وودودين"، مضيفةً "نشعر بأحساسيس متفاوتة في ما يتعلق بهذا الموضوع، هذه هي أوكيناوا مليئة بالتناقضات".

المضي قدماً

وكانت الطفلة المتمردة على الواقع تمضي ليالي كاملة وهي تكتب، وفي الـ14 عثرت على أسطوانة لمغني الراب الأميركي توباك الذي شكلت كلمات أغنياته مصدر إلهام كبير لها.

وبعد خمس سنوات، انتقلت إيه ويتش إلى أتلانتا لتكمل دراستها، وتزوجت هناك من أميركي أصله أفريقي كان يسجن باستمرار. وبعد مقتل زوجها نتيجة تعرضه لإطلاق نار دخلت في حالة ضياع مع ابنتهما تويومي التي كانت بالكاد أكملت سنواتها الثلاث.

وعودة إيه ويتش وابنتها إلى اليابان تخللتها صعوبات كبيرة، وتقول المغنية إنها كانت تشعر بـ"غضب وحزن" حتى شرح لها والدها أن سكان أوكيناوا جميعهم خسروا أقارب وأصدقاء خلال الحرب، لكن الحياة ينبغي أن تستمر. وتقول، "شعرت أن علي كامرأة تتحدر من أوكيناوا أن أمضي قدماً، واستمديت قوتي من والدي وأجدادي في أوكيناوا".

"قوالب من دون معنى"

وتؤدي تويومي التي تبلغ حالياً 14 سنة، مقطعاً من أغنية "تسوباسا" (أجنحة) التي أصدرتها والدتها في مايو (أيار) لمناسبة الذكرى الـ50 لاسترداد اليابان أوكيناوا بعد احتلال الولايات المتحدة لها.

وكتبت إيه ويتش الأغنية بعد حادثة سقوط نافذة مروحية عسكرية أميركية في ملعب المدرسة التي كانت ترتادها ابنتها، وتقول كلمات الأغنية، "نريد أن نتحرر ونطير أيضاً"، وتشير إلى "ظلال فوق رؤوسنا" و"ضجيج يحجب أحاديثنا".

وتدرك إيه ويتش أن الحياة في مجتمع ياباني يعيش غالبية أفراده بتجانس "قد تصبح أحياناً صعبة" للأشخاص ذوي الأصول الأجنبية. وتقول إن "ابنتي يابانية وسوداء في الوقت نفسه، وعندما كانت أصغر سناً كانت تطرح أسئلة حاولنا معاً الإجابة عنها"، مضيفةً أن كل "القوالب والأطر التي حددونا بها في الماضي أصبحت حالياً من دون معنى".

وتعتبر المغنية أن المرأة يمكنها أن تكون في الوقت نفسه "أماً وامرأة جميلة منفتحة وذكية، مبدعة ومثيرة"، وتقول "يمكن للمرأة أن تتمتع بهذه الصفات كلها في الوقت نفسه".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون