Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خسارة ليز تشيني تعني انتهاء تطهير ترمب الحزب الجمهوري

لم يسع الأعضاء الذين صوتوا لعزل الرئيس الأميركي السابق إلى إعادة انتخابهم ما عدا اثنين فقدا فرصتهما بفضل أنصاره

"الطريق كان واضحاً أمامي لكن كان ذلك سيتطلب مني أن أؤيد كذبة انتخابات عام 2020 التي أطلقها الرئيس السابق ترمب" (أ ف ب)

عندما ألقت ليز تشيني خطابها الذي أقرت فيه بهزيمتها أمام هارييت هيغمن في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح حزبها لإعادة انتخابها عن ولايتها وايومينغ، كانت محقة في قولها، إنه كان في وسعها الفوز بسهولة، لكن الأمر كان يمكن أن ينطوي على تعقيدات عدة.

وتقول تشيني في هذا الإطار، إن"الطريق كان واضحاً أمامي، لكن كان ذلك سيتطلب مني أن أؤيد كذبة انتخابات عام 2020 التي أطلقها الرئيس السابق ترمب، إضافة إلى مساندة جهوده المستمرة لتفكيك نظامنا الديمقراطي وتقويض أسس جمهوريتنا، إن هذا الطريق لم يكن في وسعي أن أسلكه، ولن أسلكه".

وكانت السيدة تشيني قد اختارت طبعاً عزل الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترمب، بسبب تحريضه على الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني). ورفضت في المقابل أن تحابي "الجمهوريين" بحيث قررت المضي قدماً بعد انتهاء محاكمة العزل، الأمر الذي دفع "الجمهوريين" في مجلس النواب إلى تجريدها من منصبها القيادي في مؤتمر الحزب.

وفيما تعد ليز تشيني أحدث عضو مؤيد لعزل ترمب في الحزب "الجمهوري" يخسر مقعده في الكونغرس، فهي ليست الأولى. ففي الأسبوع الماضي فقط، فقدت النائبة جيمي هيريرا باتلر- التي كانت قد صوتت هي أيضاً لعزل الرئيس السابق- ترشيح الحزب لها في الانتخابات التمهيدية، أمام جو كينت الذي أيده دونالد ترمب، والذي كان قد ظهر في تجمع حاشد في مبنى الكابيتول الأميركي، لدعم الأفراد الذين سجنوا بسبب أعمال الشغب التي قاموا بها في السادس من يناير (كانون الثاني).

وقبل ذلك، خسر النائب بيتر ميجر وهو "جمهوري" جديد من ميشيغان، الانتخابات التمهيدية لمصلحة جون غيبس الذي دعمه الرئيس السابق. وفي مثال على هذا الخداع الماكر، نشرت "لجنة حملة الكونغرس الديمقراطية" إعلانات تسلط الضوء على سجل غيبس المتطرف، لإقناع "الجمهوريين" بالتصويت له، على أمل أن يتمكنوا من قلب الدائرة الثالثة في ميشيغان لمصلحتهم في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني).

إلا أن ميجر يبدو أنه حكم على نفسه بهذه النتيجة منذ اللحظة التي قرر فيها عزل ترمب. وعلى نحو مماثل، خسر طوم رايس الانتخابات التمهيدية في المنطقة السابعة في ولاية ساوث كارولينا، لمصلحة راسل فراي، الذي أيده ترمب. وفي النهاية، لم يفز سوى النائبين ديفيد فالاداو من ولاية كاليفورنيا، ودان نيوهاوس من ولاية واشنطن بالانتخابات التمهيدية، علماً بأنه من المرجح أن يخسر فالاداو بسهولة الانتخابات العامة أمام أي مرشح "ديمقراطي" في الولاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانب آخر، فضل نواب "جمهوريون" آخرون كانوا قد صوتوا لعزل دونالد ترمب - منهم آدم كينزينغر من ولاية إلينوي، وفريد آبتون من ولاية ميشيغان، وجون كاتكو من ولاية نيويورك، وأنطوني غونزاليس من ولاية أوهايو - عدم السعي إلى إعادة انتخابهم.

حملة التطهير التي يقوم بها ترمب في الحزب اليميني لا تقتصر على الترشيحات لمجلس النواب فحسب. ففي سباق المنافسة للترشح لمجلس الشيوخ في ولاية أريزونا، أيد الرئيس الأميركي السابق بليك ماسترز - المرشح المتطرف الذي له تاريخ في الإدلاء بتصريحات عنصرية - بدلاً من مارك برنوفيتش المدعي العام الأكثر قابلية لانتخابه، لأن برنوفيتش لم يتمكن من تقبل كذبة دونالد ترمب أو تصديقها.

وفي ولاية جورجيا، عمد ترمب إلى تمهيد الطريق لهيرشل ووكر للوصول إلى مجلس الشيوخ، عندما دعاه إلى الترشح ضد رافاييل وورنوك، فيما أسهم دعمه لجيمس ديفيد فانس بفوزه في الانتخابات التمهيدية ليكون مرشح الحزب "الجمهوري" لمجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. 

وفي ولاية بنسلفانيا، أعلن الرئيس الأميركي السابق عن دعمه للنجم التلفزيوني الشهير الدكتور أوز، ليحل مكان السيناتور المتقاعد بات تومي، الذي كان قد صوت لمصلحة إدانة ترمب بسبب دوره في أعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير (كانون الثاني). وفي ولاية نورث كارولاينا، أيد ترمب تيد باد ليحل مكان السيناتور المتقاعد ريتشارد بار، الذي كان قد صوت هو الآخر على إدانة الرئيس السابق.

أما الحالات النادرة التي أخفق فيها دونالد ترمب في إقصاء مناوئيه - مثل فوز بريان كيمب في الانتخابات التمهيدية للترشح لمنصب حاكم ولاية جورجيا، أو خسارة النائب ماديسون كاوثورن في الانتخابات التمهيدية للترشح عن ولاية نورث كارولاينا- فتعود أسبابها إلى أن المرشحين الذين دعمهم لديهم صفات وجدها الناخبون إما غير جديرة بالثقة، أو تدعو إلى السخرية.

من المرجح أن يواصل ترمب عملية التطهير داخل الحزب الجمهوري، ما بقي في الحياة العامة. وطالما احتفظ بهذا الحق، من المتوقع أن يتماهى الحزب معه، ويردد تلقائياً صدى أقواله وأفعاله.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء