نشرت مجموعة من الأثرياء الأميركيين تضمّ حوالى عشرين شخصاً من بينهم المؤسّس المشارك في موقع "فيسبوك" وإحدى الوريثات في شركة "ديزني"، رسالة مفتوحة إلى المرشحين للرئاسة في 2020 يحثّونهم فيها على فرض ضرائب أكثر على فاحشي الثراء من أمثالهم.
وفي الخطاب المفتوح الذي نُشر على موقع "ميديوم" Medium، أوضحت المجموعة التي ضمّت جورج سوروس وكريس هيوز وأبيغايل ديزني أنّ "هناك مسؤولية أخلاقية واقتصادية ملقاة على عاتق الولايات المتحدة، تدفع بها في اتجاه فرض مزيد من الضرائب على ثرواتنا... من شأن ضريبة الثروات أن تساعد في التصدي لأزمة المناخ وتحسين أداء الاقتصاد وتعزيز مسارات الرعاية الصحية، كما يمكنها إيجاد فرص عادلة، وتعزيز الحريات الديمقراطية. إنّ فرض ضريبة على الثروات تصبّ في مصلحة جمهوريتنا".
وجاء نشر الرسالة مع خروج مسألة تنامي عدم المساواة في البلاد إلى العلن. وكان بعض السياسيين المنتخبين حديثاً على غرار النائبة في الكونغرس ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، قد دفعوا باتّجاه إنشاء أجر معيشي للمواطنين الأميركيين العاملين وتوفير برامج شاملة في التعليم والرعاية الصحية.
وفي الإطار نفسه، قدّم عدد ممّن يسعون إلى الحصول على تسمية الحزب الديمقراطي لهم كمرشحين إلى الرئاسة، خصوصاً السيناتورة اليزابيت وارن والسيناتور بيرني ساندرز، خططاً مفصّلة عن كيفية سنّ إطار للضريبة التصاعدية على الدخل في حال انتخابهما.
وفي المقلب الآخر، اعتبر عدد من الاقتصاديين إنّ الخفض الضريبي الذي تبنّاه الحزب الجمهوري وتحوّل قانوناً وقّعه دونالد ترمب في أواخر العام 2017، ساعد أثرياء أميركيين نسبياً أكثر من المنتمين إلى الطبقات المتوسطة أو الفقيرة. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016 ، أعلن دونالد ترمب أنّ تجنّب الضرائب لعددٍ من السنوات جعل منه شخصاً "ذكياً".
وكتبت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية بعد عامٍ على دخول التخفيض الضريبي حيّز التنفيذ أنّ "فوائد قانون الضرائب تنتشر بشكلٍ متساوٍ جداً خلال السنوات القليلة القادمة. ولكن، من خلال قياس النسبة المئوية من الفواتير الضريبية، يتّضح أنّ المجموعة التي تحصل على أكبر تخفيض تتمثّل في العائلات التي تجني بين 200 ألف إلى مليون دولار، لأنها سترى فواتيرها الضريبية تنخفض بنسبة 9 في المئة العام المقبل."
وأوردت المجموعة في رسالتها أنّ الاستطلاعات أظهرت إنّ فرض ضرائب أعلى على الثروات، يلاقي رواجاً في الأوساط السياسية. وأضافت، "في جمهوريّتنا، يقع على عاتق جميع الاميركيين واجب المساهمة قدر المستطاع في نجاح البلاد، ولا يمثّل الأثرياء استثناءً من ذلك. لقد قدّم اخرون أكثر بكثير لأميركا. ثمة أناس بيننا ممّن يندرجون على قائمة أغنى عُشرْ ضمن الـ1% الأشد ثراء، يجب أن يشعروا بالفخر بأنهم يدفعوا أكثر قليلاً للدفع بمستقبل أميركا قدماً إلى الأمام. سنكون بخير، فإنّ تكبّد هذه الضريبة هو أقلّ ما يمكننا فعله لتمكين البلد الذي نحب."
© The Independent