Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنسحب فرنسا من الساحة الأفريقية لمصلحة "فاغنر" الروسية؟

تزامناً مع خروج جيشها من مالي أعلنت باريس استمرارها في مكافحة الإرهاب عبر منطقة الساحل

جنديان فرنسيان في برخان يطويان علم بلديهما بعد إنزاله من أحد المباني أثناء الانسحاب العسكري من آخر القواعد في مالي (أ ف ب)

تسعى فرنسا إلى مساعدة دول غرب أفريقيا في النجاح بمعركة الإرهاب من دون ضجيج وعبر أجواء منافسة استراتيجية تزداد حدة بين القوى الكبرى وعلى رأسها روسيا، وذلك بعد سحب آخر جنودها من مالي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية يوليو (تموز) الماضي خلال زيارة إلى غينيا بيساو، إن "فرنسا ستواصل تعزيز نشاطها في المنطقة لخدمة الدول ذات السيادة الشرعية، لأننا نعتبر أن دورنا هو مساعدة المنطقة على النجاح في معركة الإرهاب".

وقبل ذلك بيومين، ومن الكاميرون، عبر الرئيس الفرنسي عن أمله بأن تعمل فرنسا "على نحو أفضل وأكثر فاعلية" في أفريقيا، إذ يبدو في شكل واضح أن القوة الاستعمارية السابقة تسجل تراجعاً سريعاً أمام منافسيها مثل تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، وخصوصاً روسيا التي تحاول التفوق على الفرنسيين في منطقة نفوذهم.

ولخص ضابط فرنسي متمركز في غرب أفريقيا الوضع بقوله "لم نعد سوى طرف واحد من بين أطراف أخرى".

مغادرة وانخراط

وغادر الجيش الفرنسي مالي الإثنين، الـ 15 من أغسطس (آب)، بعد تسع سنوات من مكافحة الإرهابيين وبعد أن دفعه المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد منذ العام 2020 إلى الخروج والعمل حالياً، وإن أنكر ذلك، مع مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية.

لكن الرئاسة الفرنسية أكدت في بيان، الإثنين، أن "فرنسا لا تزال منخرطة في منطقة الساحل وفي خليج غينيا ومنطقة بحيرة تشاد" في إطار مكافحة الإرهاب.

وعلى الرغم من خفض عدد القوات إلى النصف ليصبح أقل من 2500 جندي في مقابل 5500 خلال ذروة انتشار "قوة برخان"، لا تريد باريس التخلي عن مكافحة إرهابيي تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الذين تم احتواؤهم لفترة طويلة في منطقة الساحل وباتوا يتمددون تجاه الجنوب، غير أن تدخلاتها العسكرية ستصبح "أقل ظهوراً وأقل انكشافاً"، على حد تعبير ماكرون، لتجنب إثارة مشاعر العداء ضد الفرنسيين.

وتريد فرنسا تجنب تراجع استراتيجي في مواجهة خصومها أو منافسيها في هذه القارة التي يتوقع أن يبلغ عد سكانها 2.5 مليار نسمة عام 2050.

"فاغنر" تتمركز

وقال جنرال فرنسي إن "الروس لديهم أولوية عملياتية حقيقية لاعتراض الفرنسيين عبر مجال المعلومات في أفريقيا، وإنهم يمارسون ضغوطاً قوية لمحاولة طردنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال ’فاغنر‘".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول مصادر متطابقة لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" إن مجموعة "فاغنر" تتمركز في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي بعرض خدمات واضح، وهو الأمن ضد أي انقلاب ومساعدة قضائية لإبقاء النظام الحاكم في مقابل استغلال ثروات معدنية.

وتنشط "مجرة بريغوجين" كما تسمى تيمناً باسم المؤسس الروسي لمجموعة "فاغنر" المعروف بقربه من الكرملين عبر شبكات التواصل الاجتماعي أيضاً.

وفي نهاية أبريل (نيسان) الماضي فاجأت طائرة مسيرة فرنسية مرتزقة يحفرون قبراً جماعياً وهمياً قرب قاعدة فرنسية في مالي، لاتهام باريس بارتكاب جرائم حرب عبر حسابات وهمية على "تويتر".

وبمعزل عن التحدي الروسي تبقى مكافحة أعمال العنف التي يرتكبها الإرهابيون وتهدد شركاء موسكو الأفارقة وتغذي الهجرة إلى أوروبا، أمراً لازماً بالنسبة إلى باريس التي تريد التحرك بتكتم، "لأن الظهور مع الفرنسيين يعطي انعكاساً سلبياً" على حد قول ضابط فرنسي.

مزيد من التعاون

وأوضح قائد "عملية برخان" الجنرال لوران ميشون لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" أخيراً، "نسير باتجاه مزيد من عمليات التعاون المرتبطة بصرامة أكبر وبطلبات الدول الأفريقية عبر تقديم الدعم وليس الحلول".

وتجري المناقشات بشكل جيد لتقويم مطالب الشركاء الذين تريد فرنسا تأمين مزيد من الأماكن لضباطهم في كلياتها العسكرية.

وفي منطقة الساحل وافقت النيجر على الإبقاء على قاعدة جوية فرنسية في نيامي ونشر 250 جندياً لتوفير الدعم لعملياتها العسكرية على الحدود المالية، فيما ستواصل تشاد استضافة قوة فرنسية في نجامينا، ويأمل الفرنسيون بالإبقاء على كتيبة من القوات الخاصة في واغادوغو ببوركينا فاسو.

وفي خليج غينيا يمكن للقوات الفرنسية المتعاونة مع الجيش في ساحل العاج تأمين وسائل للمراقبة شمال البلاد بطلب من أبيدجان، أما بالنسبة إلى بنين وتوغو "فهناك طلب لتقديم دعم فرنسي على شكل مساندة جوية وكذلك في مجالي الاستخبارات والتجهيزات"، بحسب الـ "إليزيه"، فيما لا تزال غينيا تدرس حاجاتها لتأمين حدودها مع مالي.

المزيد من دوليات