"سينما الحوش"، مبادرة تهدف إلى نشر الثقافة السينمائية المستقلة في السعودية، وذلك من خلال عرض أفلام تتخطى المفهوم التجاري، وتعيد سحر السينما الأصيلة في كونها طقساً جماعيّاً للمتعة والإحساس المشترك بتقديم عروض تنتقل إلى الناس حيث كانوا في الساحات والشوارع، وبين مختلف فضاءات مدينة جدة التاريخية، إحدى خمسة مواقع للتراث العالمي لليونسكو بالسعودية.
سينما الميادين المفتوحة
وتسعى المبادرة الفنية إلى تقريب السينما من الجمهور الواسع، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الدخول إلى القاعات السينمائية، كما تطمح هذه التظاهرة إلى تقديم "سينما الميادين المفتوحة" على كل الناس في الهواء الطلق، من خلال عرض الأفلام بشكل يومي في أماكن مفتوحة، مثل ساحات مدينة جدة.
ويكمن جانبٌ كبيرٌ من سحر "سينما الحوش" في كونها تفعّل سياسة القرب الثقافي، إذ يألف الزائر أو العابر شوارع جدة وجود شاشة عرض ليقف ويشاهد الأفلام، إلى جانب كونها سينما مفتوحة على كل الناس، وتدخل ضمن حياتهم اليومية كأداة للتواصل الإنساني والفني والانفتاح الحضاري، وتحقيق متعة المشاهدة السينمائية للسكان والمصطافين والزوار في جدة، وعلى الصعيد الفني تسعى هذه التظاهرة الثقافية والفنية إلى استقطاب كبار المخرجين والفنانين بالعالم.
80 مقعداً
المخرج السعودي محمود صباغ، قال لـ"اندبندنت عربية"، إن "مبادرة سينما الحوش تستهدف برمجة أفلام نوعية غير معروضة في قاعات عرض السينما التجارية، وتستهدف عرض أخرى حصرية للجمهور المحلي بطاقة استيعابية 80 مقعداً في الهواء الطلق على امتداد شارع الذهب وسط جدة".
وعن المشاركة الواسعة لمخرجات سينمائيات، قال صباغ "ستشهد السينما عرض أفلام كلاسيكية لستانلي كوبرك وفيلليني ويوسف شاهين، وأخرى حديثة من مهرجان كان".
أداة تواصل
كما يطمح المنظمون من وراء هذه التظاهرة الفنية إلى إشاعة الثقافة السينمائية، وربط الجسور والصلات، خصوصاً بين زوار جدة السياحية وسكانها، واستثمار السينما كأداة تواصل فعالة في تبليغ قيم الإنسانية بين الشعوب والانخراط في التنمية.
الحراك الثقافي والفني الذي خلقه العرض السينمائي في يومه الأول كان أبرز ما يُحسب لـ"سينما الحوش"، إذ أحيت العروض شغف الجماهير بالسينما، ولاقت ترحيباً من القائمين على الإرشاد السياحي بجدة.
المرشدة السياحية عبير أبو سليمان اعتبرت فضاء "سينما الحوش" مزاراً سياحياً نشطاً يجذب زوار المنطقة التاريخية لمتابعة يومية للأفلام المعروضة لتخرج السينما من حيز المناسبات، وتصبح عادة حقيقية من خلالها يمكن تحقيق مشهد ثقافي له عمقه المؤثر والدائم.
