Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان... "العسكري" يرتب لتوقيع مذكرات تفاهم مع الحركات المسلحة في دارفور

المجلس العسكري يستعجل السلام ويسعى إلى ترتيب البيت الداخلي خلال الفترة الانتقالية

متظاهرون سودانيون على آلية للجيش قبل فض الاعتصام في العاصمة الخرطوم في 3 يونيو 2019 (أ.ف.ب)

تبنى المجلس العسكري الانتقالي في السودان خطوات عملية لفتح الباب أمام تحقيق السلام في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور، إذ يسعى إلى كسب ود المجتمع الإقليمي والدولي، وفك ارتباط الحركات المسلحة مع "قوى الحرية والتغيير" لإضعاف موقفها، وتقديم نفسه إلى الشعب السوداني بصورة جديدة.

وأصدر رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان، مرسوماً بتشكيل لجنة عليا للتواصل مع الحركات المسلحة، للوصول إلى تفاهمات بما يحقق السلام، وفق أسس ورؤى مشتركة. ويرأس اللجنة نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعضوية الفريق شمس الدين كباشي رئيس اللجنة السياسية والفريق ياسر العطا نائب رئيس اللجنة السياسية واللواء أسامة العوض محمدين.

الإفراج عن الأسرى

أعلن "حميدتي" الاثنين 24 يونيو (حزيران) 2019، الإفراج عن جميع الأسرى في السجون السودانية فوراً، مشيراً الى تواصل مع الحركات المسلحة، وكاشفاً عن التواصل عبر وسيط، مع عبد العزيز الحلو رئيس "الحركة الشعبية – الشمال"، لطي الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، المستمرة منذ عام 2011.

وذكر أنه بعث رسولاً الى جوبا عاصمة جنوب السودان، للتشاور مع الحلو الذي يقود الجناح الأكبر في "الحركة الشعبية"، وتلقى منه إشارات إيجابية.

وبحسب إحصاء الحركات المسلحة، فإن أسرى الحرب الذين يُعتقلون في سجون الخرطوم وبورتسودان شرق السودان، والفاشر في شمال دارفور، يبلغ عددهم 238 أسيراً، جرى أسرهم خلال معارك بين الحكومة والحركات المتمردة في دارفور.

وعلمت "اندبندنت عربية" أن المجلس العسكري يرتب لتوقيع مذكرات تفاهم مع الحركات المسلحة في دارفور و"الحركة الشعبية - الشمال"، في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قريباً. ويُتوقع أن تستضيف القاهرة المفاوضات، بدلاً من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي كانت مقراً للتفاوض بشأن قضية المنطقتين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تباين مواقف الحركات المسلحة

وأعلنت حركتا "العدل والمساواة" برئاسة جبريل ابراهيم و"تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، استعدادهما للجلوس مع لجنة المجلس العسكري الانتقالي، للتواصل مع الحركات متى ما تهيأت الظروف. في حين رفضت "الحركة الشعبية" تيار مالك عقار، بصورة قاطعة، الجلوس مع لجنة العسكري، مشددةً على أن قضايا السلام يجب أن تُناقش في الأشهر الستة الأولى من عمر الحكومة الانتقالية.

ورحب أحمد تقد لسان كبير مفاوضي "حركة العدل والمساواة"، بالإفراج عن أسرى الحرب، معتبراً أن "القرار يمنح الحرية لعدد كبير من منسوبي الحركات المسلحة ظلوا في سجون ومعتقلات النظام السابق لسنوات عدة"، كما رأى أن "القرار خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح".

وأضاف "تؤكد حركة العدل والمساواة أن السلام أولوية ويجب على فرقاء الأزمة السودانية وضع مسألة وقف الحرب وتحقيق السلام في سلم أولويات الأزمة الوطنية".

 نور الدائم طه، المتحدث باسم حركة مناوي قال من جانبه إن "تشكيل لجنة للتواصل مع الحركات خطوة مهمة تجد كل الترحيب من جانبنا"، مؤكداً جهوزيتهم "للجلوس مع اللجنة والتفاهم معها في قضايا الحرب والسلام".

وقال إن "مسار التفاوض مع الحركات المسلحة يمكن أن يستمر في آن واحد مع التفاهمات مع قوى الحرية والتغيير"، مطالباً "المجلس باتخاذ خطوات عملية لتهيئة الأجواء لعملية السلام".

في المقابل، أعلن مبارك أردول، المتحدث باسم "الحركة الشعبية – الشمال" تيار مالك عقار، رفض الحركة الجلوس مع لجنة المجلس العسكري، مشدداً على أن "قضية التفاوض مع حركات الكفاح المسلح جرى الاتفاق حولها في مفاوضات قوى الحرية والتغيير، التي هم جزء منها". وأشار إلى أن الاتفاق حدد التفاوض بشأن السلام خلال الأشهر الستة الأولى من عمر المرحلة الانتقالية وعبر الحكومة المدنية".

السلام مفتاح للسياسة

وأعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن "المجلس العسكري يسعى إلى ترتيب البيت الداخلي خلال الفترة الانتقالية"، موضحين أن "ملف السلام سيكون مفتاحاً أساسياً لقياس تجربة المجلس السيادي المرتقب تشكيله من العسكريين والمدنيين، خصوصاً أن الحركة الشعبية وحركات دارفور باتت أقرب إلى السلام من أي وقت مضى، نتيجة إرهاقها من القتال، ورغبة المواطنين في الاستقرار بعدما دفعوا ثمن الحرب دماء ونزوحاً ولجوءاً إلى دول الجوار".

المسؤول السياسي في "حركة العدل والمساواة" والقيادي في تحالف نهضة السودان نهار بابكر نهار، قال لـ "اندبندنت عربية" إن "قضية السلام والحرب هي من الأولويات والقضايا الأساسية التي يجب حسمها والوصول إلى حلول مستدامة لها خلال الفترة الانتقالية". ورأى أنه من "الخطوات المهمة إبداء حسن النوايا وبناء الثقة، مثل إطلاق أسرى الحركات المسلحة والاستمرار في تنفيذ اتفاقات السلام الموقعة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير"، لافتاً إلى أن الإشارات الإيجابية من حاملي السلاح تشجع على الاقتراب من السلام خلال فترة قصيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي