Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركيا تجدد دعوتها إلى المصالحة في سوريا وتقصف كوباني

إدارة البلدة الحدودية تعلن مقتل طفل والمرصد يؤكد أن 17 لقوا حتفهم وغير معروف ما إذا كانوا ينتمون لقوات النظام

آثار القصف التركي على مدينة كوباني شمالي سوريا (رويترز)

بينما جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الثلاثاء الـ16 من أغسطس (آب)، دعوته إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة، تبادلت القوات التركية والمقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة القصف العنيف في بلدة كوباني الحدودية شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل مدني مع تصاعد الصراع بين الأطراف المتحاربة.

وأصاب القصف المدفعي البلدة ومحيطها، وبدأ ليلاً وتصاعد على مدار اليوم، بحسب سكان والإدارة المحلية شبه المستقلة التي تدير المدينة.

وقالت الإدارة في بيان على الإنترنت إن طفلاً واحداً على الأقل لقي حتفه جراء القصف وأصيب آخرون.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت طائرة حربية تركية الثلاثاء مركزاً للجيش السوري في قرية حدودية شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً، ليس معروفاً ما إذا كانوا جميعهم ينتمون إلى قوات النظام.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه "ليس معروفاً ما إذا كان جميع القتلى من قوات النظام أو من المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المنطقة"، مشيراً إلى أن القصف جاء وسط اشتباكات عنيفة اندلعت ليلاً بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد غرب مدينة كوباني الحدودية.

وترى أنقرة أن النظام شبه المستقل الذي تقوده الفصائل الكردية ويسيطر على مساحات شاسعة من شمال سوريا وشرقها، يمثل تهديداً للأمن القومي على حدودها.

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوغل جديد لإنشاء منطقة آمنة على امتداد 30 كيلو متراً في شمال سوريا، لتشمل كوباني وغيرها من البلدات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وتشهد كوباني هدوءاً نسبياً منذ أن طرد المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة مقاتلي تنظيم داعش من البلدة في عام 2015.

لكن عمليات القصف والهجمات بالطائرات المسيرة تصاعدت في عديد البلدات الحدودية، وقتل ثلاثة قادة أكراد على الأقل الشهر الماضي، وألقت قوات سوريا الديمقراطية باللوم على أنقرة.

وقالت ديلفين، وهي صاحبة متجر وأم لطفل، إن مشاهد الفوضى اندلعت في كوباني عندما اشتد القصف اليوم الثلاثاء.

وأفادت لـ"رويترز" عبر الهاتف من كوباني "بدأ الناس يركضون في كل مكان والسيارات هنا وهناك والناس يسألون عن أصدقائهم وعائلاتهم، ثم بدأت الأصوات تتصاعد من جميع الاتجاهات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت ديلفين التي فضلت تعريف نفسها بالاسم الأول لأسباب أمنية، "كان هناك كثير من الصراخ، كثير من الخوف، الآن الجميع محبوسون في منازلهم".

من ناحية أخرى، جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء دعوته إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة، بعد دعوة مماثلة أطلقها الأسبوع الماضي وأثارت تظاهرات مناهضة لتركيا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا.

وقال تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللاتفي إدغارز رينكيفيش في أنقرة، "يجب أن يتصالح النظام والمعارضة، هذا ما قلته، نرى أن المصالحة ضرورية لإحلال سلام دائم في سوريا".

وكان الوزير التركي أعلن الخميس خلال مؤتمر صحافي في أنقرة "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم".

في اليوم التالي، تظاهر آلاف السوريين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة للنظام السوري في شمال وشمال غربي سوريا، منددين بهذه التصريحات.

وأوضح تشاوش أوغلو الثلاثاء "استخدمت كلمة مصالحة (وليس سلام)"، مؤكداً أنه تم "تحريف" أقواله.

وأشار إلى أن تصريحاته لا تشكل منعطفاً في الموقف التركي حيال سوريا.

ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، وشنت منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.

ولطالما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ"القاتل"، وقال في مايو (أيار) الماضي إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده إلى "أفواه القتلة".

ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بعيد لقاء أردوغان في الخامس من أغسطس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا، حيث تقدم موسكو دعماً كبيراً للرئيس بشار الأسد في مواجهة مجموعات مدعومة جزئياً من أنقرة.

وتسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

المزيد من متابعات