Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأراجوز المصري... السخرية من الواقع بالفكاهة

عكس مشكلات الناس وهمومهم سياسياً واجتماعياً من خلال مواقف كوميدية و"اليونيسكو" أدرجته على قوائم التراث العالمي

استخدم الأراجوز أداة لرفض الواقع والبطولة الشعبية والوقوف في وجه السلطة من خلال مواقف كوميدية (مواقع التواصل)

على مدار سنوات لم يكن الأراجوز دمية صغيرة ملونة أسعدت المصريين بمشاهد كوميدية فقط، لكنه كان وسيلة للتعبير عن مشكلات وهموم يعانيها الناس، وحتى أزمات سياسية كبيرة، فاستخدمه المبدعون كوسيلة للتمرد، والتعبير عن رفض أوضاع معينة، وتقديمها للجماهير بشكل غير مباشر.

واحتفاءً بفن الأراجوز باعتباره جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي المصري تنظم فرقة "ومضة" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية مهرجان (الأراجوز المصري) الثالث في مقر بيت السناري بحي السيدة زينب بالقاهرة.

فن الأراجوز

ويعد الأراجوز واحداً من أشهر الفنون الشعبية المصرية الممتدة على مدار العصور، التي أهم ما يميزها هو أنها محببة للكبار والصغار على السواء. وسيشهد المهرجان في دورته الحالية عروضاً لفن الأراجوز وخيال الظل، إضافة إلى حلقات نقاشية وندوات، وتكريماً لبعض الرواد ذوي التاريخ في هذا الفن، باعتبارهم كنوزاً بشرية حية من الجيل الجديد رافقوا الرواة الكبار، حيث كونوا خبراتهم، وصقلوا مواهبهم بالمعايشة الطويلة، والاحتكاك المستمر برواد فن الأراجوز.

ويسعي المهرجان الذي تأسس عام 2019 لإلقاء الضوء على الإمكانات الهائلة للفنون التراثية، وتحديداً الأراجوز، كوسيلة للتعبير الفني يمكن من خلالها تقديم مسرح سهل الانتشار وواسع التأثير يخاطب كل الفئات والأعمار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويناقش المهرجان من خلال الورش والندوات والعروض عدداً من المحاور المتعلقة بهذا الفن، من بينها الأراجوز وأثره في الفنون التشكيلية والبصرية، وكيف استلهمه الفنانون في لوحاتهم المختلفة، وكيف أصبح عنصراً في تشكيل الرمز الفني في بعض اللوحات والأعمال المختلفة، وأيضاً أثره على الفنون البصرية، وبخاصة السينما.

ويتطرق إلى فلسفة الأراجوز واستراتيجياته، إذ يبحث من خلال هذا المحور عن الرؤية الفلسفية للعروض الشعبية بشكل عام، ويقف بوجه الخصوص على الأراجوز وخيال الظل محاولاً تلخيص جوهر تلك الفلسفة مستخلصاً من خلال حلقات الحوار المختلفة بنود الاستراتيجيات المتعددة لهذا الفن.

وسيشهد المهرجان أيضاً توقيع كتاب "خيال الظل من جعفر الراقص حتى الآن"، كما سيتم تقديم عرض بعنوان "التمساح"، وهو محاولة لاستعادة عرض خيال الظل القديم الذي حمل ذات الاسم وتوظيفه في إطار جديد، وتقديم عرض "صندوق الحكايات" الذي يستخدم أسلوب المزج بين تكنيك الراوي وأسلوب الأراجوز وخيال الظل.

أداة لرفض الواقع

وعن فن الأراجوز يقول مدير ومؤسس المهرجان نبيل بهجت، "الأراجوز واحد من أهم الفنون الشعبية في مصر، له تاريخ طويل، ويميزه أنه محبب للصغار والكبار على السواء، وعلى الرغم من بساطة شخصية الأراجوز، فإنه على مر العصور كان أداة لرفض الواقع وتقديم البطولات الشعبية، والوقوف في وجه السلطة من خلال مواقف كوميدية يجري تقديمها بصورة محببة للجمهور، تحمل الفكرة في قالب غير مباشر، وتعكس مشكلات الناس وهمومهم على جميع المستويات السياسية والاجتماعية".

ويضيف بهجت، "خلال السنوات الأخيرة جرى تسجيل الأراجوز على قوائم التراث العالمي لليونيسكو اعترافاً بأهميته كواحد من الفنون الشعبية والتراثية في مصر، ويعد هذا إنجازاً كبيراً ينبغي أن نسير على خطاه في السعي إلى تسجيل فنون أخرى من تراثنا الممتد والغني بعديد من الفنون الشعبية المتميزة".

إحياء التراث الشعبي

على الرغم من امتلاكنا تراثاً شعبياً شديد الثراء على مستويات متعددة فإن الجهود الرامية إلى تقديمه بشكل يتلاءم مع الأجيال الجديدة ويحقق الاستفادة المادية والثقافية على السواء لا يسير بخطى ثابتة، ولا يتعدى تجارب متفرقة لأشخاص أو مؤسسات مهتمة بالتراث الثقافي، يقول بهجت "نحتاج في مصر والعالم العربي إلى أن يكون لدينا مؤسسات إنتاج تهدف لتقديم هذا التراث بصورة معاصرة والاستفادة منه، وتحقيق ربح مثلما قدمت (ديزني) على سبيل المثال فيلم (علاء الدين)، وحقق أرباحاً هائلة، وهذا يحتاج إلى تكاتف مؤسسات مختلفة، فالثقافة منتج متجدد يمكن الاستفادة منه على مر الزمن، والاستلهام منه وتقديمه برؤى معاصرة، تراثنا الثقافي شديد الثراء، ولا بد من محاولة الحفاظ عليه وإبقائه حياً من خلال مبادرات مختلفة سواء فردية أو رسمية".

ويضيف، "تراثنا الثقافي لا بد أن نستثمر فيه وتفعيل مفهوم اقتصادات التراث، فهو وثيقة لملكية الأوطان، فمن خلاله نقول إننا كنا نحيا في هذا المكان وهذا البلد، لكن علينا أن نقدم لغة فنية تقف بقدم في التراث والأخرى في الواقع لتكون ملائمة للأجيال الجديدة وتنجح في تحقيق رابط بين القديم والمعاصر".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات