Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكبر بحيرة إيطالية تنضب على وقع موجة حر تجتاح أوروبا

تخسر سنتيمترين من منسوب مياهها يومياً

بحيرة غاردا الإيطالية في 12 أغسطس الحالي (أ ب)

إنها "غاردا" Garda البحيرة الأكبر في إيطاليا، التي رفعها الرومان والألمان إلى مصاف أسطورة، فضلاً عن كونها وجهة جذب للسائحين ومشاهير العصر الحديث.

لكن الجفاف الأشد وطأة منذ عقود الذي تقاسيه إيطاليا قاد إلى انخفاض مستويات المياه في بحيرة "غاردا" إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

استفحلت موجات الحر وأحوال الجفاف على نطاق واسع في مختلف أنحاء أوروبا الصيف الحالي، بيد أن إيطاليا كان لها النصيب الأكبر من المعاناة، فقد جفت مساحات شاسعة من نهر بو Po، أكبر أنهارها.

كذلك تلقت بحيرة "غاردا" ضربة كبيرة موجعة، إذ كشف الجفاف عن مساحات شاسعة من الصخور كانت مغمورة بالماء في ما مضى، وأدى إلى ارتفاع درجة حرارة المياه إلى حد أنها تقترب من متوسط الحرارة في البحر الكاريبي.

تقع بحيرة "غاردا" في شمال إيطاليا، وهي منطقة لم تشهد هطول أمطار غزيرة منذ أشهر. وسبق أن أنزل الجفاف الذي لحق بنهر "بو" خسائر قدرت بمليارات من اليوروهات بالمزارعين الذين يعتمدون عليه عادة لري المروج وحقول الأرز.

على سبيل التعويض، سمحت السلطات المعنية بتدفق مزيد من المياه التي تحتضنها بحيرة "غاردا" إلى الأنهار المحلية، ولكن تترتب على هذا الإجراء الآن عواقبه الخاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أواخر يوليو (تموز) كان على السلطات معالجة مشكلة منسوب المياه في البحيرة، فخفضت من كمية المياه التي يجري تحويلها إلى نهر "بو" بغية حماية البحيرة والسياحة التي تكتسي أهمية مالية [تدر الأموال]، وذلك قبل أهم شهر في موسم العطلات.

وللأسف وجد السائحون الذين يتدفقون على المنطقة الشمالية الشهيرة في نهاية الأسبوع الحالي مشهداً مغايراً تماماً لما اعتادوا عليه في السنوات السابقة، إذ امتدت مساحة واسعة من الصخور البيضاء بعيداً من الخط الساحلي الطبيعي، مطوقة شبه جزيرة "سيرميوني" الجنوبية بهالة صفراء بين الصبغات الخضراء للمياه والأشجار على الشاطئ.

بياتريس ماسي واحدة من السائحين الذين يزورون البحيرة، تقول في هذا الصدد، "لقد أتينا العام الماضي، وقد أحببنا المكان، وعدنا هذه السنة، ولكن وجدنا أن المناظر الطبيعية قد تغيرت كثيراً. لقد أصابتنا صدمة نوعاً ما عندما وصلنا، إذ كنا نتجول في المنطقة كما اعتدنا سابقاً، ولم يكن الماء موجوداً". وقال ديفيد بيدينيللي، رئيس بلدية "غاردا" إن عليه حماية المزارعين وقطاع السياحة على حد سواء.

وفي 20 يوليو الماضي، كتب بيدينيللي في منشور على "فيسبوك" أن "الجفاف واقع علينا التعامل معه [معالجة آثره] هذا العام، لكن الموسم السياحي ليس في خطر". وأكد أن البحيرة تفقد سنتيمترين من المياه يومياً. في غضون ذلك، كانت درجة حرارة البحيرة أعلى من المتوسط لشهر أغسطس (آب)، وفق موقع seatemperature.org.

الجمعة الماضي كانت درجة حرارة مياه بحيرة غاردا نحو 26 درجة مئوية (78 فهرنهايت)، متخطية بدرجات عدة متوسط درجة الحرارة المسجلة [عادة] في أغسطس والبالغ 22 درجة مئوية (71.6 فهرنهايت)، ومقتربة من المتوسط في منطقة البحر الكاريبي البالغ تقريباً 27 درجة مئوية (80 فهرنهايت).

بالنسبة إلى ماريو تريكاني، الذي يملك صلاحية توفير كراسي الشاطئ والمظلات على واجهة البحيرة، يعني الشاطئ الأوسع للبحيرة أن عدداً أقل من الناس سيستأجرون الكراسي، نظراً إلى وجود كثير من الصخور حيث يمكنهم التمتع بأشعة الشمس عليها.

"في الغالب، يصل ارتفاع المياه في البحيرة إلى المتر أو يتخطاه"، كما يقول تريكاني، وإذ يشير إلى جدار صغير يحول دون وصول الماء إلى الكراسي على الشاطئ عادة، يتذكر أنه في الأيام العاصفة تعلو الأمواج في البحيرة وترش بعضاً من رذاذ مياهها على السياح.

"الوضع محزن بعض الشيء. في السابق كنت تسمع ضجيج الأمواج التي تتكسر هنا. والآن لا تسمع شيئاً [الصمت يلف المكان]"، يختم تريكاني.

© The Independent

المزيد من بيئة