Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب المحافظين ليس جديرا بتقديم أفكار جريئة تساعد الشعب البريطاني

على حزب العمال أن يتمتع بالشجاعة لمساعدة الناس في مواجهة الكارثة المحدقة

زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر (غيتي)

كان أسبوعاً مسلياً في برمنغهام بدأ بذروة دورة ألعاب الـ "كومنولث"، فقد أشرقت الشمس وتمايل أفراد العائلة المالكة وكبار الشخصيات والرياضيون والمتطوعون جنباً إلى جنب على وقع موسيقى الروك والبوب الملوكية، وكان سماع أصواتنا ورؤية شوارعنا على التلفزيون الرسمي في مهرجانٍ من الفخر والاعتزاز أمراً مسكراً، وشعرنا أن كل شيء ممكن وبأن المستقبل مشرق.

ولكن كما هو الحال دائماً تبرز قصة المدينتين المتناقضتين، فبعيداً من الصخب والضجيج وفي ما مضى الأسبوع في مساره، انتشرت الأخبار الصادمة للمواطنين الذين يواجهون أصلاً كثيراً من المشكلات، بأن فواتير الطاقة سترتفع وتتجاوز 4 آلاف جنيه استرليني (نحو 4856 دولاراً) سنوياً.

كانت جرعة الثقة التي منحتنا إياها ألعاب الـ "كومنولث" بحاجة سريعاً إلى برنامج معزز.

على الفور علا صوت الناخبين المرعوبين ولم نعد نتحدث معهم في شأن مختلف الحلول المتاحة ونمنحهم نصائح لتوفير الطاقة.

يعلن الأشخاص اليوم بالفم الملآن أنهم غير قادرين على الدفع، لا أقول بأن ناخبيّ ينضمون بأعداد كبيرة إلى حملات المقاومة لرفض دفع الفواتير، ولكن لا خيار آخر عندما لا تستطيع تحمل الكلفة المرتفعة، فالجميع خائفون من الديون إذ يدركون جيداً كيف بوسع الأمور أن تتفاقم عندما تتخلفون عن السداد، وحتى قبل هذه الكارثة كنت أواجه منفذي جمع الديون الذين يسعون خلف الأشخاص الذين كانت مخالفتهم المبدئية أقل من 20 جنيهاً استرلينياً (24 دولاراً).

كُشف لي هذا الأسبوع أن ما من أحد بمنأى عن هذه الأزمة، وليس ناخبيّ بعيدين من إنشاء بنوك طعام وتوزيع الحفاضات أو شراء الوجبات الساخنة للأولاد.

يزعجني بأن هذا الأمر أصبح نمطاً منتشراً في أجزاء كبيرة من بلادنا، فمتى أصبحنا كلنا معتادين على فكرة الفقر المدقع؟

راسلني أحد ناخبيّ هذا الأسبوع كاتباً "مع ارتفاع النفقات، إنها مسألة وقت قبل أن تبدأ الأسر العاملة مثل أسرتي بالمعاناة بطريقةٍ كبيرة. حتى الآن لم أتمكن من ادخار أي مال منذ ارتفاع الكلف أخيراً، وأنفق اليوم المدخرات التي وضعتها جانباً كدفعة أولى لشراء منزل كي أتمكن من مواصلة العيش".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب لي ناخب آخر، "لم أعد أستخدم التدفئة، إنها مكلفة للغاية. أصبحت كلفة تعبئة خزان السيارة بالوقود مرتفعة لدرجة أنني لم أعد أخرج كثيراً. كيف سأتدبر أموري مع قدوم الشتاء؟"

في غضون ذلك، في العالم الموازي داخل قاعة مؤتمر شلتنهام والأستوديوهات التلفزيونية المتعددة التابعة لليمين، تطل ليز تراس لتثرثر كيف أنها تعارض فرض الضرائب على الأرباح غير المتوقعة لشركات الغاز والنفط، وتقول إنه أمر مخالف لسير الأعمال أن نتوقع من الذين بوسعهم تحمل كلفة وضع مدفأة مياه ذهبية في كل غرفة من منازلهم أن يشاركوا تلك الثروة مع عملائهم الذين يكافحون.

أتساءل إن كانت ليز تراس ذكية بما يكفي لتدرك أن الأرباح تتأتى من العملاء، وبأنهم عندما يستخدمون مدخراتهم لشراء المعكرونة فلا يكون هذا أيضاً بالأمر الجيد على سير الأعمال، كما أنه لا يمكننا أن ننتظر ببساطة الموازنات الطارئة عندما تكون ملائمة لحزب المحافظين وحسب، فالناس مذعورون ويعانون بشكل كبير حالياً.

خلال هذه الأزمة المتفاقمة كان حزب العمال هو المبادر في طرح التغييرات ليتابع بعدها كيف تقوم الحكومة رويداً رويداً بإدراك الواقع، وكانت المطالبة بفرض ضرائب على الأرباح غير المتوقعة أمراً صائباً للمساعدة في دفع الفواتير، ومن الصائب أيضاً المطالبة بالإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة، وبالتأكيد فلو كان حزب العمال يمسك بالسلطة لكان أنقذ البلاد من هذا التجاهل التاريخي للأشخاص الأشد فقراً.

مع تصاعد الأزمة في شكل ملحوظ خلال العام الماضي، طالب حزب العمال مراراً وتكراراً بوجوب القيام بمزيد من العمل. بلغنا اليوم مرحلة لم تعد تنفعنا فيها سوى الأفكار الجريئة والشجاعة والجسارة لمواجهة العاصفة التي تتهددنا، وليز تراس وريتشي سوناك ليسا على تلك الموجة والبلد يدرك ذلك.

 جيس فيليبس وزيرة الظل لشؤون العنف المنزلي والسلامة ونائب حزب العمال في برمنغهام ياردلي

 نشر في اندبندنت بتاريخ 13 أغسطس 2022

© The Independent

المزيد من آراء