أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو)، ارتفاع صافي أرباح النصف الأول من العام الحالي 85.35 في المئة إلى 329.7 مليار ريال (87.9 مليار دولار) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 176.9 مليار ريال (47.2 مليار دولار) للفترة نفسها من عام 2021، لتفوق توقعات المحللين.
وقالت "أرامكو"، في بيان، الأحد الـ14 من أغسطس (آب) الحالي، إن زيادة الأرباح جاءت نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام، والكميات المبيعة، إلى جانب هوامش الأرباح القوية لقطاع التكرير في النصف الأول من 2022.
وارتفعت الإيرادات القياسية لـ"أرامكو" 76 في المئة خلال فترة الأشهر الستة الأولى من العام الحالي إلى 1.029 تريليون ريال (275 مليار دولار)، مقابل 584.43 مليار ريال (156 مليار دولار) في الفترة المقارنة من العام السابق.
وأظهرت نتائج الشركة ارتفاع صافي أرباح الربع الثاني من عام 2022 بنسبة 90 في المئة، على أساس سنوي إلى 181.6 مليار ريال (48.4 مليار دولار)، مقابل 95.5 مليار ريال سعودي (25.5 مليار دولار) في الربع المماثل من العام السابق.
وبهذه النتائج تسجل "أرامكو" رقماً قياسياً جديداً في الأرباح الربع السنوية منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام الأوّلي في عام 2019.
وسجلت الشركة إيرادات قياسية بقيمة 562.07 مليار ريال (150.1 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي، مقابل 312.35 مليار ريال (83.4 مليار دولار) في الفترة المماثلة من العام السابق، بارتفاع 80 في المئة.
نتائج قياسية
وتعليقاً على هذه النتائج، قال رئيس "أرامكو" وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، "تعكس نتائجنا القياسية للربع الثاني زيادة الطلب على منتجاتنا، بخاصة أننا مورد منخفض الكلفة، ومن بين الأقل في كثافة الانبعاثات الكربونية بأعمال التنقيب والإنتاج في قطاع الطاقة".
وتابع، "على الرغم من استمرار تقلبات الأسواق العالمية، وحالة عدم اليقين القائمة، تؤكد الأحداث التي شهدها النصف الأول من هذا العام نظرتنا بأن مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة ضرورية، من أجل المساعدة في ضمان استمرارية إمداد الأسواق بشكل جيد، وتسهيل عملية التحول المنظم للطاقة".
وتوقع الناصر أن يستمر نمو الطلب على النفط لبقية العقد الجاري، على الرغم من الضغوط الاقتصادية السلبية على التوقعات العالمية في المدى القصير.
وقال الرئيس التنفيذي، "في حين أن هناك حاجة حقيقية في الوقت الراهن لضمان أمن إمدادات الطاقة، فإن الأهداف المناخية تبقى ذات أهمية بالغة، وذلك ما دعا (أرامكو) للعمل على زيادة الإنتاج من مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط الخام والغاز، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق".
وأفاد الناصر، "نعمل على تطوير أكبر برنامج رأسمالي في تاريخنا، ونهجنا هو الاستثمار في الطاقة الموثوقة والبتروكيماويات اللتين يحتاج إليهما العالم، إضافة إلى تطوير حلول منخفضة الانبعاثات الكربونية، تساعد في عملية تحول الطاقة على نطاق أوسع".
التدفقات الحرة
وشهدت التدفقات النقدية الحرة زيادة 53 في المئة، لتصل إلى 129.8 مليار ريال (34.6 مليار دولار) في الربع الثاني، فيما بلغت 244.7 مليار ريال (65.2 مليار دولار أميركي) في النصف الأول من عام 2022، مقابل 84.7 مليار ريال (22.6 مليار دولار) و153.2 مليار ريال سعودي (40.9 مليار دولار)، على التوالي للفترتين نفسهما من عام 2021. وتُعزى هذه الزيادة بشكل رئيس إلى ارتفاع السيولة النقدية من الأنشطة التشغيلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبلغ العائد على متوسط رأس المال المستثمر 31.3 في المئة خلال فترتي الربع الثاني والنصف الأول المنتهيتين في 30 يونيو (حزيران) 2022، مقارنة مع 16.7 في المئة للفترتين نفسهما من عام 2021، مما عكس ذلك ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، وتحسن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
وتواصل الشركة تعزيز مركزها المالي للمحافظة على تصنيف ائتماني عالٍ للاستثمار في مختلف دورات السوق. وقد انخفضت المديونية إلى 7.9 في المئة خلال 30 يونيو (حزيران) 2022، مقارنة مع 14.2 في المئة في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2021، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع التدفقات النقدية التشغيلية، وذلك بسبب الأرباح القوية وتحسن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
توزيعات الأرباح
وأعلنت "أرامكو" عن توزيعات أرباح بلغت 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار) عن الربع الثاني من المقرر دفعها خلال الربع الثالث من عام 2022، وذلك إلى جانب ما جرى الإفصاح عنه سابقاً في التقرير السنوي لعام 2021، حيث وزعت الشركة منحة أسهم مجانية على المساهمين خلال الربع الثاني من عام 2022، بمعدل سهم مجاني واحد لكل عشرة أسهم مملوكة. وتهدف الشركة إلى المحافظة على توزيعات أرباح مستدامة ومتزايدة، بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية والنتائج المالية الأساسية.
وحسب البيان، تواصل الشركة تحسين كلفة التمويل، حيث جرى سداد دفعة مقدمة جزئية إلى صندوق الاستثمارات العامة من الديون الخاصة بصفقة الاستحواذ على حصة 70 في المئة في (سابك) في عام 2020. وقد أدى ذلك إلى خفض المبالغ الأصلية لسندات الأمر المستحقة بمقدار 45 مليار ريال (12 مليار دولار)، إضافة إلى التخفيض البالغ 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) في الربع الأول من 2022.
وارتفعت النفقات الرأسمالية 25 في المئة إلى 35.1 مليار ريال (9.4 مليار دولار) في الربع الثاني، و8 في المئة إلى 63.5 مليار ريال (16.9 مليار دولار) في النصف الأول من عام 2022، مقارنة مع الفترات نفسها في عام 2021.
وقالت الشركة إنها مستمرة في استكشاف استثمارات لاغتنام فرص النمو، وإحراز تقدم في التكامل الاستراتيجي لقطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتوسيع أعمالها في مجال الكيماويات، وتطوير الفرص المتاحة في الأعمال المنخفضة الكربون.
إنتاج النفط
وقدمت الشركة أيضاً أداءً موثوقاً في مجال التنقيب والإنتاج، حيث بلغ متوسط إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم خلال الربع الثاني من عام 2022. وتواصل الشركة العمل على زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة من النفط الخام من 12 مليون برميل يومياً إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027.
كما حافظت "أرامكو" السعودية على سجلها القوي في موثوقية الإمدادات، حيث بلغت نسبة موثوقية تسليم شحنات النفط الخام والمنتجات الأخرى 99.8 في المئة خلال الربع الثاني من عام 2022.