Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أرامكو" تقود قاطرة الاستثمارات الإستراتيجية بين السعودية وكوريا الجنوبية

"الناصر": توقيع 14 اتفاقية مع شركات في "سول" بـ 9 مليارات دولار

في خطوة مهمة نحو تطوير العلاقات السعودية مع كوريا الجنوبية، شارك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تدشين توسعة مصفاة النفط "إس-أويل"، وهي ثالث أكبر مصافي نفط كورية، وتملكها بالكامل شركة "أرامكو" السعودية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت شركة أرامكو "إنها وقّعت 14 اتفاقاً مع شركاء كوريين جنوبيين بقيمة إجمالية تصل إلى 9 مليارات الدولارات، في إطار استراتيجية بعيدة المدى لنمو أنشطة المنبع والتنوع".

وتجسد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية، سعي البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وامتداداً للشراكة الاستراتيجية بين البلدين لأكثر من 55 عاماً.

وتعد السعودية، الشريك الاقتصادي الأكثر أهمية والأكبر لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط بحجم تجارة سنوي بين البلدين يتراوح بين 85 و170 مليار ريال خلال السنوات العشر الماضية، وفق الإحصاءات الرسمية للتجارة بين البلدين، بينما تحتل السعودية المرتبة العاشرة في قائمة الاستثمار الأجنبي لكوريا الجنوبية.

وستشمل زيارة ولي العهد السعودي، توسيع التعاون الثنائي مع كوريا الجنوبية، عبر بحث مشروعات عدة ضمن خريطة اقتصادية أساسها "رؤية السعودية 2030"، والتي تعد أحد العوامل الاقتصادية التي تعزز الشراكة مع دول العالم، خصوصا الدول المتقدمة تقنياً واستثمارياً مثل كوريا الجنوبية لتكون شريكة في هذه الرؤية.

وعلى هامش الزيارة ستكون الفرصة متاحة، أكثر لمتابعة مشروعات ومستهدفات أعمال الرؤية السعودية - الكورية الجنوبية 2030، التي تتضمن 40 مبادرة مشتركة جرى إطلاقها للمرة الأولى في العام 2017 حيث تسعى الدولتان لتحقيقها بمشاركة فعالة من القطاع الخاص في كلا البلدين.

مرافق جديدة بأحدث تقنيات عالم التكرير

وتتضمن المرافق الجديدة التي تم تدشينها، أحدث التقنيات المستخدمة في أعمال التكرير، التي زادت حصة شركة "إس أويل" من 8% إلى 13% من تصنيع المنتجات البتروكيميائية عالية القيمة مثل البروبيلين والبنزين.

وقال المهندس أمين حسن الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" وكبير إدارييها التنفيذيين، "إن حفل تدشين مشروع المجمع الجديد للتكرير والكيمياويات في شركة إس أويل، يشكّل لحظة تاريخية لشركة إس أويل، كما أنه علامة فارقة بالنسبة لمشروعات أرامكو في مجال التكامل".

وأضاف: "نعتز في أرامكو بالتطور الذي تشهده علاقتنا مع إس أويل، فعندما بدأنا استثماراتنا فيها في عام 1991، كانت الطاقة التكريرية لمصفاتها تبلغ 90 ألف برميل في اليوم فقط آنذاك، وخلال العام الماضي بلغت هذه الطاقة 669 ألف برميل في اليوم. وخلال الفترة نفسها، ارتفعت الإيرادات 31 ضعفاً. ولذلك، فإننا نعتبر إس أويل نموذجاً لاستثماراتنا الناجحة وشراكاتنا الأخرى في قطاع التكرير".

مشروع تحويل النفط الخام مباشرة إلى كيمياويات

وأوضح الناصر، في بيان، أن "كلاً من أرامكو وإس أويل لا تملكان تاريخاً مشرفاً وواقعاً مزدهراً فحسب، بل إن الدلائل تشير إلى أن أعظم النجاحات ستتحقق في المستقبل، بما في ذلك مشروع تحويل النفط الخام مباشرة إلى كيمياويات، والذي يتوافق مع الهدف المنشود نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز القوة الاستثمارية للسعودية. وقد تم التوقيع على اتفاقية بشأنه بحضور الأمير محمد بن سلمان، والرئيس مون جاي-إن".

وتضمّن حفل التدشين توقيع مذكرة تفاهم بين "أرامكو" وشركة "إس-أويل" للتعاون في تأسيس مشروع وحدة التكسير بالبخار وإنتاج مشتقات الأوليفينات. وستُنتج وحدة التكسير بالبخار الجديدة والعالمية المستوى الإيثيلين ومنتجات كيمياوية أساسية أخرى مشتقة من النفتا ومخلفات الغازات في أعمال المصفاة.

وتدعم الاتفاقية خطة أرامكو لتوسيع مجالات أعمالها عالمياً خلال العقد المقبل. كما تشمل الاتفاقية تطبيق تقنية أرامكو الخاصة بالتحويل الحراري للنفط الخام إلى كيمياويات، وهو الأمر الذي سيُحول تركيز شركة إس أويل من النفط إلى الكيمياويات ويعزز مكانتها في سوق الطاقة في المستقبل.

وتمتلك شركة أرامكو فيما وراء البحار "بي.في" حصة كبيرة في مصفاة إس أويل، التي تُعد ثالث أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية.

12 اتفاقية جديدة بمليارات الدولارات

في سياق متصل، وقّعت شركة "أرامكو" 12 اتفاقية مع عدد من كبرى الشركات الكورية الجنوبية لتعزيز علاقتها مع كوريا الجنوبية وتوسيع رقعة أعمالها الدولية والتأكيد على التزامها بتأمين إمدادات الطاقة في آسيا.

وقال الناصر ، "تمثل كوريا الجنوبية عبر اقتصادها القوي والقائم على الابتكار، وشركاتها الكبرى وسوق الطاقة المتطور فيها، شريكاً اقتصادياً واستراتيجياً مهماً لنجاح أعمال أرامكو. كما أن صادرات النفط السعودي والغاز المسال لها تُسهم في ازدهارها الاقتصادي".

وأضاف، "ستسهم مجموعة الاتفاقيات ومذكرات التعاون، التي وقعناها في سول، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في دخول مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية التي بدورها تعزز استراتيجية أرامكو في النمو وتحقيق المزيد من التنوع والتكامل المنشود".

وأشار المسؤول السعودي  إلى "أن من أهم ما يميز هذه الاتفاقيات أنها تتضمن استثمارات مشتركة في البلدين. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات حيوية كالتكرير والكيمياويات وتخزين النفط، ومجالات توطين صناعة السفن والمحركات في السعودية، ومجالات التطوير التقني في استخدام وسائل النقل لطاقة الهيدروجين المشتقة من النفط الخام والغاز، وتطوير استخدام المواد غير المعدنية المرتبطة بالصناعات البتروكيمياوية. وستسهم في توفير خيارات طويلة الأمد لتسويق النفط الخام السعودي وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة والمنتجات الكيمياوية في هذه المنطقة المهمة".

وهذه الاتفاقيات جزء من استراتيجية أرامكو طويلة الأمد لنمو وتنوّع قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتم توقيعها مع عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى في كوريا الجنوبية.

اتفاقات مع شركة "هيونداي" للصناعات الثقيلة

وقّعت "أرامكو" اتفاقاً مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية "دسر".

وتهدف هذه الاتفاقية إلى إطلاق مشروع مشترك لتأسيس مرفق عالمي لتصنيع المحركات وخدمات ما بعد البيع المتعلقة بها في السعودية. وستمتلك أرامكو، بموجب هذه الشراكة، نسبة 55% من المشروع المشترك في حين ستمتلك شركة هيونداي للصناعات الثقيلة نسبة 30% والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية "دسر" 15%.

كما وقعت "أرامكو" مذكرة تفاهم مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة لتوسيع نطاق التعاون القائم ليشمل بناء السفن، وصناعة المحركات، والتكرير، والبتروكيمياويات. إضافة إلى مذكرة تفاهم أخرى بشأن زيادة حصة الملكية الأولية لشركة هيونداي للصناعات الثقيلة في مجمع شركة الصناعات البحرية العالمية من 10% إلى 20%.

فيما وقّعت شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "البحري"، وشركة الصناعات البحرية العالمية "المشروع المشترك بين أرامكو وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة، ولامبريل، والبحري"، مذكرة تفاهم لبحث سبل التعاون المحتملة في بعض المجالات مثل بناء السفن والنقل. بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين شركة هيونداي للصناعات الثقيلة وشركة الصناعات البحرية العالمية لبحث جدوى الدخول في قطاع أعمال بناء السفن.

تعاون مثمر وشراكات استراتيجية

وتم توقيع اتفاقية بشأن توريد النفط الخام العربي من شركة أرامكو لشركة "هيونداي أويل". واتفاقية أخرى بشأن توريد النفط الخام غير العربي من أرامكو السعودية لشركة هيونداي أويل من خلال شركة أرامكو لتجارة المنتجات البترولية.

وستتيح مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين شركة "أرامكو" وشركة "هيونداي موتور" التعاون الاستراتيجي بين الشركتين لزيادة التوسع في الأعمال المرتبطة بالهيدروجين في الأسواق السعودية والكورية الجنوبية، ولبحث آفاق التعاون في مجال استخدام المواد غير المعدنية في مختلف القطاعات مثل قطاع صناعة السيارات.

أيضاً تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة "أرامكو" وشركة "كوريا ناشونال أويل كوربوريشن" والتي ستمكن "أرامكو" من بحث الفرص الجديدة لتخزين النفط الخام في كوريا الجنوبية لمساندة أعمالها في التسويق والإمداد.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين "أرامكو" ومجموعة "هيوسونغ" لتأسيس مصنع إنتاج ألياف الكربون في السعودية. وستسهم هذه الاتفاقية في توفير منصة للتعاون بين الشركتين في البحوث والتطوير، واستخدام تقنية ألياف الكربون.

إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية و"جي إس هولدنقز" لإيجاد فرص استثمارية في السعودية. ومذكرة تفاهم أخرى مع شركة "دايليم إندستريال" لإنشاء مشروعات بتروكيمياوية لصناعة منتجات كيمياوية ذات قيمة مضافة في السعودية.

بيانات وأرقام التبادل التجاري بين السعودية وكوريا الجنوبية

البيانات الحديثة التي أعلنتها جمعية الاقتصاد السعودي، تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين كوريا الجنوبية والسعودية بلغ 4.39 مليار ريال (1.17 مليار دولار) في الربع الأول من العام 2019، وذلك دون احتساب الصادرات البترولية.

في حين بلغ التبادل التجاري نحو 20.77 مليار ريال (5.55 مليار دولار) خلال العام 2018، باستثناء الصادرات النفطية.

أما على صعيد الصادرات غير النفطية، فقد قفزت بنسبة 60% من 2.85 مليار ريال (0.76 مليار دولار) في 2017، إلى 4.57 مليار ريال (1.22 مليار دولار) في 2018.

وفي الربع الأول من 2019، تراجعت الصادرات غير البترولية بنسبة 17% إلى 1.04 مليار ريال (0.278 مليار دولار) مقارنة بنحو 1.25 مليار ريال (0.334 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام الماضي.

كما تشير الأرقام إلى أن الواردات السعودية من كوريا الجنوبية بلغت نحو 15.134 مليار ريال 04.046 مليار دولار) خلال العام 2017، منها 8.805 مليار ريال (2.35 مليار دولار) قيمة استيراد سيارات كورية تليها أجهزة ومعدات كهربائية بقيمة 2.702 (0.722 مليار دولار) بينما احتلت الآلات والأدوات الآلية المرتبة الثالثة بقيمة 1.915 مليار ريال (0.512 مليار دولار)، ثم الحديد والصلب. في حين جاءت مصنوعات من حديد أو صب "فولاذ" في أدنى لائحة السلع المستورد بقيمة 829 مليون ريال (221.65 مليون دولار).

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد