Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلطنة عُمان تتجه إلى فتح سفارة في رام الله

أعلى تمثيل دبلوماسي عربي في فلسطين

السلطان قابوس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في أحد لقاءاتهما (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت سلطنة عمان، في خطوة هي الأولى من نوعها، أنها قررت فتح "بعثة دبلوماسية جديدة لها لدى دولة فلسطين على مستوى سفارة". وذلك كأعلى درجة من التمثيل السياسي بين فلسطين ودولة عربية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل الوساطة التي تقوم بها السلطنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتحتفظ كل من مصر والأردن والمغرب وتونس، وعدد من دول العالم، بمكاتب تمثيل دبلوماسي في رام الله، لكن ليس على مستوى سفارات.

وقالت وزارة الخارجية العُمانية إن وفداً من الوزارة سيتوجه إلى رام الله لمباشرة إجراءات فتح السفارة، مضيفةً أن ذلك يأتي "استمراراً لنهج السلطنة الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق".

علاقات مميزة

وقال السفير الفلسطيني لدى سلطنة عُمان تيسير جرادات لـ"اندبندنت عربية"، إن الخارجية العُمانية بدأت منذ شهرين إجراءات فتح سفارة لها في رام الله، مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن تضامن السلطنة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.

واعتبر جرادات إلى أن هذه الخطوة تأتي امتداداً للعلاقات الثنائية المميزة، ولمواقف عُمان الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي أبلغه بالقرار خلال لقائه به في مسقط.

الالتزام بالمبادرة العربية

لكن الباحث السياسي غسان الخطيب رأى أن فتح سفارة عُمانية في رام الله وليس في القدس خروج عن الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية، مشيراً إلى أن الموقف العُماني في الآونة الأخيرة ليس منسجماً مع الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية.

وقال الخطيب إن على الدول العربية الالتزام بالمبادرة، مضيفاً أن أي تعديل عليها لا يصح إلا من خلال القمة العربية التي أقرتها.

وسأل الوزير السابق أشرف العجرمي إذا ما كان توقيت القرار العُماني مرتبطاً بالمشروع الأميركي الرامي إلى تطوير العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية، مضيفاً أن السلطنة لا تستطيع تطوير علاقتها مع إسرائيل ما لم يكن لها سفارة أو تمثيل دبلوماسي لدى فلسطين".

اعتراف

ولاحظ الباحث في مجموعة الأزمات الدولية طارق بعقوني أن الخطوة العُمانية تأتي بعد الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، معتبراً أن ذلك ليس في مصلحة الفلسطينيين.

وأشار بعقوني إلى أن عُمان تُحاول تقديم نفسها كدولة مفيدة لواشنطن وطهران، وأنها تتعاون لإبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أي مثل الدور الذي تقوم به بين واشنطن وطهران. وأضاف أن الخطوة العُمانية في الوقت الحالي تبدو اعترافاً بنقل واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

دور عُمان

وتعمل سلطنة عُمان على التوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إذ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسقط في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2018 للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وأجرى محادثات مع السلطان قابوس بن سعيد. وجاءت تلك الزيارة بعد أيام من زيارة مماثلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبعد أيام من زيارة نتنياهو زار وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني بن علوي رام الله والتقى الرئيس عباس وسلّمه رسالة من السلطان قابوس تتعلق بزيارة نتنياهو.

وكان لسلطنة عمان مكتب ممثلية في مدينة غزة وأغلقته عام 2000، وفتحت عام 1996 مكتب تمثيل تجاري في تل أبيب، قبل أن تغلقه عام 1997 عندما جمدت العلاقات مع إسرائيل بسبب السياسات المتشددة لنتنياهو.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي