Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوزيرة التي خدمت طويلا ولم تترك أي إرث لها

ليز تراس: اليوميات والمذكرات والتواريخ

شغلت ليز تراس منصب وزيرة لمدة عشر سنوات (رويترز)

شغلت ليز تراس منصب وزيرة لمدة عشر سنوات وكانت وزيرة دولة لثماني سنوات، ومع ذلك لم تترك خلال مسيرتها إرثاً بارزاً في تاريخ بريطانيا.

كوني مهووساً بالسياسة، جمعت جميع اليوميات والمذكرات والتواريخ المتعلقة بها واكتشفت أنه نادراً ما يظهر اسمها في مؤشرات البحث.

أما القصة الكاملة لما كانت عليه عندما تبوأت منصباً وزارياً فتأتي من ديفيد لوز الليبرالي الديمقراطي الذي كان وزير دولة للتعليم عندما كانت تراس وزيرة مبتدئة بين عامي 2012 و2014. ويستذكر لوز أول لقاء له مع ما وصفها بـ"الجامحة ليز تراس" في سبتمبر (أيلول) 2012 كما كتب في مذكراته بعنوان "يوميات التحالف" (Coalition Diaries): "تتسم ليز بطموح يعجز العقل عن استيعابه وتتمتع بمخزون هائل من الطاقة. سأحتاج لمراقبتها!".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الشهر التالي، قرر أنه "يحب ليز ولكنها لا تصغي كثيراً وعندما يحاول الأشخاص إبداء وجهة نظرهم، تتكلم مباشرة وتقاطعهم بطريقة مزعجة و"صماء". ومتى اتخذت قرارها، تنتقل إلى وضعية القيادة الآلية." (أي أنها تتجاهل كل من حولها).

وفي أحد الاجتماعات في داونينغ ستريت لمناقشة سياسة رعاية الأطفال التي اقترحتها، قال: "فيما كانت ليز في منتصف وصفها المسهب حول كيفية عمل اقتراحها ولم يشكل الخيار الأفضل من بين جميع الخيارات الأخرى، صودف أنني ألقيت نظرة خاطفة على الحائط خلفها حيث كانت معلقة لوحة لمارغريت تاتشر وكأنها تحدق بنا، تشبه ليز تراس في الواقع مارغريت تاتشر الشابة المتسرعة التي قد تعمد إما إلى توجيه نيرانها نحو أعلى هرم الحكومة أو تبالغ في ذلك وتفجر الحكومة برمتها".

وأسر لوز في يومياته عن اعتقاده أنها ستنجح "ولكن لننتظر ونرى". وأثبت بذلك أنه خبير متمرس في سياسات المحافظين. فبعد مرور عامين وحسب، قام ديفيد كاميرون بترقية تراس إلى وزيرة داخل الحكومة في منصب وزيرة دولة لشؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية (ديفرا).

بيد أنها مرت مرور الكرام في مذكرات كاميرون "فور ذا ريكورد" (للسجل) For The Record كمجرد شخص ضمن المجموعة. وشكل كل من ساجد جاويد ونيكي مورغان الشخصيتين الأبرز في التعديل الوزاري لعام 2014 بحسب كاميرون الذي كتب: "أنظر إلى أشخاص كهؤلاء وأرى حزب المحافظين الحديث والمتعاطف الذي لطالما رغبت في بنائه، بلغا مرحلة النضوج كوزيرين مبتدئين وأصبحا جاهزين للانتقال إلى الخطوة التالية أي الدخول إلى الوزارة أو تولي أدواراً وزارية كبيرة، إلى جانب مات هانكوك وليز تراس وستيفن كراب وآنا سوبري وتينا ستويل واستير ماك في، شكل هذا فريق الأحلام بالنسبة لي والتشكيلة الأساسية التي أود تقديمها للناخبين في أقل من عام".

وبعد صفحتين من استذكار مدى صعوبة نقل الأشخاص، كان هذا التعديل الوزاري الذي تم بموجبه تخفيض رتبة مايكل غوف، وزير الدولة لشؤون التعليم، إلى رئيس كتلة كتب كاميرون سطراً واحداً متطرقاً إلى التغيير الذي طرأ في التسلسل الهرمي للحكومة: "كنت واثقاً من أن ليز تراس ستبرع في ديفرا". ليس بوسعي التأكيد أو النفي إذا ما كانت تحمل هذه الجملة اللطيفة بعض التهكم والسخرية.

بيد أن تراس لم تترك أثراً يذكر في وزارة شؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية باستثناء خطابها في مؤتمر حزب المحافظين ذلك العام، الذي أصبح فيه تنديها بواردات الجبن وابتسامتها بعد التباهي بفتح أسواق لحم الخنزير في بكين فيديو انتشر على نطاق واسع. والإشارة الأخرى الوحيدة التي تطرق فيها كاميرون إليها مجدداً في مذكراته كانت عندما استذكر كيف التقى هو وجورج أوزبورن جميع أعضاء مجلس الوزراء في الأيام التي سبقت قمة الاتحاد الأوروبي الحاسمة في فبراير (شباط) 2016 في محاولة لإقناعهم بدعمه إعادة التفاوض في شأن عضوية الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء.

وفي هذا السياق كتب كاميرون: "قام جورج بعمل ممتاز مع ساجد جاويد الذي كان أكثر تأييداً لبريكست مما اعتقدت، وفشلت بشكل مؤسف مع بريتي باتيل التي كشفت أنها أرادت دوماً الخروج (من الاتحاد الأوروبي) ولكنني نجحت مع ليز تراس وجيريمي رايت اللذين كانا مترددين، كانت كل تلك الأحاديث أكثر صعوبة مما توقعت، وكانت الجينات المخفية التي تريد المغادرة (الخروج من الاتحاد) ضمن حزب المحافظين أكثر هيمنة مما اعتقدت".

يشكل هذا أمراً مثيراً للاهتمام، لأنه يؤكد رواية تراس من أنها كانت ضائعة وتماماً كجاويد وتيريزا ماي ممانعة للبقاء، ولكن بعد الاستفتاء، تم تعطيل "صعودها الصاروخي إلى رأس الحكومة" في ظل حكم ماي، وتولت تراس حقيبة وزارة العدل لمدة سنة، بيد أن ماي وفيونا هيل كبيرة موظفي ماي، لم تثقا بتراس في حملة الانتخابات عام 2017.

وبحسب تيم شيبمان في كتابه "فول أوت" (السقوط) Fall Out، الذي شكل السردية المؤكدة والقطعية لتلك الفترة، كانت هيل "تملك آراء "تعسفية ومتحفظة" حول الوزراء المسموح لهم الظهور على التلفزيون". وكانت تملك لائحة "بالأشخاص الذين يتمتعون بخصائص التواصل الجيدة" وهم: أمبر رود وديفيد دافيس وبريتي باتيل ومايكل فالون. أما أولئك المنضوون تحت لائحة "عدم الاستخدام أبداً" فكانوا ليام فوكس وأندريا ليدسوم وكريس غرايلينغ وفيليب هاموند وزير الخزانة. "من بين المحظورين الآخرين على وسائل الإعلام نجد جوستين غرينينغ وزيرة التعليم وليز تراس وزيرة العدل وديفيد ليدينغتون".

خفضت رتبة تراس إلى نائبة وزير الخزانة بعد الانتخابات واشتبه بها في مقر الحكومة بأنها "أحد المسربين الأربعة الكبار" إلى جانب ساجد جاويد وغافن ويليامسون وبوريس جونسون في حكومة وصفها المؤرخ السير أنطوني سيلدون في كتابه May At 10 "ماي في مقر رئاسة الوزراء" بأنها "أكثر الحكومات تسريباً في التاريخ".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء