Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتجه أوروبا نحو حظر زيارة السياح الروس؟

ضغوط لوقف التأشيرات والحد من نشاط سكك الحديد المشتركة بين موسكو ودول التكتل

حظر الاتحاد الأوروبي السفر الجوي من روسيا بعد اجتياح موسكو لأوكرانيا في فبراير الماضي (أ ف ب)

من المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مطالبات بعض دوله بفرض حظر سفر على السياح الروس إلى بلدان الكتلة عندما يجتمعون في جمهورية التشيك نهاية أغسطس (آب) الحالي.

وعلى الرغم من معارضة بعض دول الاتحاد هذا الحظر، مما يهدد بانقسام عميق في الوحدة الأوروبية، قالت بعض الدول الأعضاء إن زيارة أوروبا "امتياز وليست حقاً إنسانياً" للسياح.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، إن أهم عقوبة هي "إغلاق الحدود" لأن الروس يحتلون أرض شخص آخر، وأضاف أن الروس يجب أن "يعيشوا في عالمهم الخاص حتى يغيروا فلسفتهم".

وأيد دعوة الرئيس الأوكراني رئيس وزراء إستونيا كاجا كالاس الذي غرد قائلاً إن زيارة أوروبا كانت "امتيازاً وليست حقاً من حقوق الإنسان"، مضيفاً "حان الوقت لإنهاء السياحة من روسيا. توقفوا عن إصدار تأشيرات سياحية للروس".

من جانبها أعربت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين عن الإحباطات نفسها قائلة لهيئة الإذاعة الفنلندية إنه "لم يكن من الصواب أنه بينما تشن روسيا حرباً في أوروبا يمكّن الروس من العيش حياة طبيعية ويسافرون نحو أوروبا للسياحة".

وكانت فنلندا قالت سابقاً إن أعداداً متزايدة من الروس بدأت في عبور الحدود التي يبلغ طولها حوالي 1336 كيلومتر بين البلدين للتسوق في المتاجر الحدودية والسفر إلى وجهات أخرى في الاتحاد الأوروبي منذ رفع قيود كورونا.

وحظر الاتحاد الأوروبي السفر الجوي من روسيا بعد اجتياح موسكو لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، وتم تعليق آخر خط سكة حديد للركاب بين سان بطرسبرغ وهلسنكي في مارس (آذار)، لكن لا يزال بإمكان الروس دخول فنلندا من طريق البر.

وأصدرت فنلندا الأسبوع الماضي خطة للحد من التأشيرات السياحية للروس، لكنها شككت في حقها القانوني تجاه فرض حظر تام، في حين أن دول منطقة "شنغن" الأخرى الخالية من جوازات السفر التي تشترك في حدود مع روسيا، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، شددت بالفعل قواعد التأشيرة بشكل كبير.

الحاجة إلى قرار جماعي

لكنهم أكدوا جميعاً على الحاجة إلى قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي في شأن هذه المسألة، لأن التأشيرة الصادرة عن أحد أعضاء المنطقة لا يمكن أن يرفضها الآخرون، مما يعني أن الروس العاديين غير المستهدفين بالعقوبات الفردية يمكنهم استخدام البلدان المجاورة لهم كمناطق عبور للحدود، أي حرية السفر في جميع أنحاء المنطقة.

وقال وزير السياحة البلغاري بالنيابة إيلين ديميتروف الأربعاء، الـ 10من أغسطس، إن أكثر من 50 ألف روسي معظمهم من مالكي العقارات والشقق، وغالباً ما يسافرون عبر إسطنبول، زاروا البلاد بحلول نهاية يونيو (حزيران)، مضيفاً أن "العقبات والتذاكر باهظة الثمن لم تمنعهم".

وقالت مارين إنه "خلال اجتماعات المجلس الأوروبي المستقبلية ستطرح هذه القضية بقوة أكبر"، مضيفة "موقفي الشخصي هو وجوب تقييد السياحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك فإن البلدان الأخرى ليست متأكدة من ذلك، فمن المرجح أن يعارض بعض من تربطهم علاقات وثيقة تقليدياً بروسيا، مثل المجر، الحظر بشدة، بينما تجادل الدول الأعضاء التي تضم مجتمعات روسية كبيرة مثل ألمانيا بأن هذه الخطوة ستقسم العائلات وتعاقب معارضي الحرب الذين غادروا بالفعل.

من جانبها شككت المفوضية الأوروبية أيضاً في جدوى حظر السفر الشامل قائلة إنه يجب منح فئات معينة من المسافرين، بما في ذلك أفراد الأسرة والصحافيين والمعارضين، تأشيرات في جميع الظروف.

وأثارت الدعوات التي وجهتها أوكرانيا وبعض دول الأعضاء إلى الاتحاد الأوروبي لفرض حظر شامل رد فعل غاضب من الكرملين، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، "إن أي محاولة لعزل روسيا أو الروس هي عملية ليس لها آفاق"، مضيفاً أنها أظهرت "عدم عقلانية في التفكير".

إنفاق السياح الروس الأكبر

ووفقاً لشركة "غلوبال داتا" للبيانات والتحليلات، فقد مثلت روسيا خامس دولة على مستوى العالم بأكبر عدد من المغادرين دولياً عام 2021، إذ بلغ إجمال عدد المغادرين 13.7 مليون، وفي شكل أكثر تحديداً تم تسجيل ما يقرب من 20 في المئة من جميع الرحلات الداخلية والخارجية في روسيا خلال شهري يونيو ويوليو (تموز)، مما يشير إلى اهتمام قوي من جانب السياح الروس بالسفر في الصيف، وفقاً لبيانات العام الماضي.

وإضافة إلى ذلك أنفق المسافرون من روسيا ما مجموعه 21.3 مليار يورو (22 مليار دولار) عام 2021، مما أكسب البلاد مكانة بين أكبر 10 أسواق مصدرة على مستوى العالم من حيث إجمال الإنفاق السياحي الخارجي، وفقاً لتقارير "شينغن فيزا إنفو دوت كوم".

وعادة ما تمثل بداية الصيف تدفقاً للمسافرين الروس إلى وجهات أوروبية مشمسة وشواطئ دافئة، ومع ذلك فلن يكون هذا هو الحال بالنسبة إلى عدد من الدول التي عادة ما ترحب بالسياح الروس كل عام، ولن تقدم أي مزايا زمنية للتعافي بعد "كوفيد-19"، كما يقول محلل السفر والسياحة في "غلوبال داتا" رالف هوليستر، في حين ستظل الدولتان الأكثر تضرراً من الهجوم الروسي على أوكرانيا من حيث السياحة وهما إيطاليا وقبرص، عرضة لانخفاضات في الاقتصاد بسبب انخفاض الزوار الروس.