Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يقول إنه ليس لديه "استراتيجية انسحاب" إذا دخلت واشنطن في حرب مع إيران

طهران تقول إن العقوبات الاقتصادية الأميركية "متخلفة عقليا" وتدل على  انتهاء الدبلوماسية

قال دونالد ترمب أنه ليس لديه "استراتيجية انسحاب" إذا دخلت الولايات المتحدة في حرب مع إيران، ويأتي تهديد الرئيس الأميركي الأخير هذا مع استمرار تصاعد التوترات بين البلدين.

ومع تهديد الرئيس الأميركي بإبادة إيران إن هي اعتدت على القوات الأميركية، وتعهد طهران بالرد إذا ما خرقت طائرة مسيَّرة أميركية أخرى فضاءها الجوي، فإن ترمب ترك الباب مفتوحا لإجراء محادثات بين البلدين. إذ قال في هذا الصدد إن على إيران إعلام الولايات المتحدة متى أصبحت مستعدة للمفاوضات.

في الوقت نفسه، لمّح إلى أن احتمال وقوع نزاع عسكري بين البلدين حقيقي.

وحين سئل في البيت الأبيض – حيث كان يوقّع أمرا تنفيذيا لا علاقة له بإيران- إذا كان لديه "استراتيجية انسحاب" إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب مع إيران، أجاب: "أنت لن تحتاج إلى استراتيجية انسحاب. أنا لا أعمل استراتيجيات انسحاب".

وخلال التقاط صور بالمناسبة مع وسائل الإعلام، سئل الرئيس الأميركي ماهي رسالته إلى قادة إيران. فرد قائلا: "سأخبركم ما هي الرسالة: ليعلموننا عندما يكونون جاهزين"، وحين سئل في ما إذا كان يعني حين يكون الإيرانيون مستعدين للتفاوض، أضاف:"مستعدون لفعل أي شيء. لا يهمني ذلك. أي شيء يريدون فعله، أنا مستعد".

وكان الرئيس قد بدأ يومه بتهديدات صارمة، عبر صفحته على موقع تويتر. فردا على العناوين الرئيسية من إيران التي تقول إنها تعتبر العقوبات الأميركية المفروضة الاثنين الماضي ضد المرشد الأعلى، "إغلاقا لباب الديبلوماسية"، قال ترمب إن تعليقات إيران "جاهلة ومهينة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب الرئيس الأميركي على صفحته: "أي هجوم على أي شيء أميركي سيقابل بقوة عظيمة وساحقة". وأضاف: "في بعض الجوانب، كلمة ساحقة تعني إبادة. لا للمزيد من جون كيري وأوباما!".

في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن العقوبات الاقتصادية التي وقعها ترمب قبل يوم، رمزية عموما وتستهدف آية الله علي خامنئي، وأظهرت أن الولايات المتحدة "مصابة بتخلف عقلي".

وأضاف روحاني، الذي يدير شؤون إيران اليومية بينما يعتبر خامنئي السلطة العليا، أن "صبر إيران الاستراتيجي لا يعني أننا نخاف".

وقد تدهورت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ سحب ترمب واشنطن، السنة الماضية، من "اتفاقية إيران النووية متعددة الأطراف"  التي صُممت لمراقبة صناعة إيران النووية، مقابل إعادة إدخالها إلى الأسواق الدولية ورفع العقوبات عنها.

غير أن تنفيذ ترمب ما وعد به خلال حملة انتخابات عام 2016 الرئاسية، بإخراج الولايات المتحدة من الاتفاقية، ثم إعادة فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية الصارمة التي استهدفت صناعة إيران النفطية، جعل تعامل طهران التجاري بالنفط مع بلدان أخرى عسيرا.

وهذه الإجراءات، إضافة إلى حملة البروباغاندا التي شنتها الولايات المتحدة ضد إيران السنة الماضية، أضرت بشكل عميق، ولكن ليس لحد مميت، باقتصاد البلد. فحتى أبريل (نيسان) من السنة الماضية، كانت إيران تصدّر 2.5 مليون برميل في اليوم من نفطها الخام؛ في حين أن الأرقام تشير إلى انخفاض عدد ما صدرته إيران هذا الشهر إلى 300 ألف برميل في  اليوم فقط.

وفي أوائل هذا الشهر، قالت إيران إنها تتهيأ لخرق سقف إنتاج اليورانيوم المتفق عليه كجزء من الاتفاقية الموقعة عام 2015، فيما بدا كأنه محاولة إيرانية للضغط على الاتحاد الأوروبي والأطراف الموقعة الأخرى  كي تساعدها في مواجهة تأثير العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها.

وقد ازدادت التوترات بين البلدين حين أسقطت إيران الأسبوع الماضي طائرة مسيَّرة أميركية، وقال ترمب إنه أوقف هجوما جويا انتقاميا قبل دقائق من بدئه، لأنه لم يرد قتل 150 شخصا قدِّر أنهم سيفارقون الحياة نتيجة للهجوم الجوي.

من جانبها، أصرت الولايات المتحدة على أن الطائرة المسيّرة كانت في الفضاء الدولي، في حين قدمت إيران الإحداثيات التي تدّعي أنها دليل على تجاوز الطائرة الخط الفاصل بين الفضائين.

وفي حوار عبر الهاتف جرى يوم الثلاثاء الماضي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال روحاني إن إيران لا تسعى إلى الحرب. مع ذلك، فإنه في حالة خرق الولايات المتحدة ثانيةً للأجواء الإيرانية فإن طهران ستدافع عن نفسها.

وفي هذا الصدد قال روحاني، حسبما ذكر الإعلام الإيراني: "إذا كان الأميركيون يريدون اختراق المياه أو الأجواء الإيرانية مرة أخرى، فإن من واجب القوات المسلحة الإيرانية أن تواجههم وسيواجِهون صداما حاسما".

من جانب آخر، وخلال زيارته لإسرائيل، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، المحسوب على الصقور في إدارة ترمب، إن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات إذا كانت إيران مستعدة للمضي أبعد من شروط الاتفاقية الموقعة عام 2015، وهذا أمر يرى الكثير من المراقبين أنه من غير المرجح أن يحدث.

وفي هذا الصدد قال بولتون إن "الرئيس ترك الباب مفتوحا لمفاوضات حقيقية تهدف إلى إزالة برنامج إيران النووي بشكل كامل، وبصورة يمكن التحقق منها، وإنهاء مواصلتها تطوير أنظمة إطلاق صواريخ باليستية، ودعمها للإرهاب الدولي وتصرفات خبيثة على المستوى العالمي". وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي: "كل ما على إيران أن تفعله هو عبور هذا الباب المشرع".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات