Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ضاعفت تغريدة مزورة سعر سهم شركة خاسرة في "وول ستريت"؟

عودة المضاربات الجنونية على الأسهم الخاسرة من قبل متعاملي "ترند" الإنترنت

زاد أخيراً عدد المتعاملين الجدد خصوصاً من الشباب الذين يعتمدون على نصائح مواقع الإنترنت في السوق الأميركية (رويترز)

ارتفع سهم شركة "بيد باث أند بيوند" (أي سرير وحمام وأكثر) لبيع مستلزمات البيوت بأكثر من 60 في المئة، الإثنين 8 أغسطس (آب) الحالي، مع بداية تعاملات الأسبوع في بورصة "وول ستريت" بنيويورك، على الرغم مما تعانيه الشركة من مشاكل وتدهور جعل المستثمرين يراهنون على هبوط سعر أسهمها أكثر. وفي إحدى مراحل التعامل ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 63 في المئة، مجبراً من راهنوا على تراجع السهم (شورتنغ)، على مواجهة خسائر مراكزهم الاستثمارية. وكان موقع "ريديت" الشهير للمتعاملين في الأسهم من الداخلين الجدد إلى السوق وضع تغريدة مثبتة على أعلى صفحته في موقع التواصل "تويتر" تشير إلى أن أسهم "بيد، باث أند بيوند" وأسهم "أيه أم سي أنترتينمنت" هي أسهم اليوم. وانهالت عمليات الشراء من المتعاملين الأفراد الذين يسترشدون بموقع "ريديت" حتى ارتفع سهم الشركة في المتوسط بنسبة 40 في المئة، بينما ارتفع سهم شركة "أيه أم سي إنترتينمنت" بنسبة 8 في المئة. كما عاد سهم شركة "غيم ستوب" إلى الارتفاع ليضيف نسبة 8.6 في المئة. وسهم "غيم ستوب" من أسهم الشركات المتراجعة التي رفعها المتعاملون من موقع "ريديت" حتى كبدوا المستثمرين المراهنين على هبوط السهم، خسائر كبيرة. وتعرف تلك الأسهم بوصف "أسهم الميم" أو تلك التي تتقدم "الترند" على منصات محادثات المتعاملين على الإنترنت مثل "ريديت". وهي أسهم لا تعكس قيمتها العالية في السوق أي وضع جيد حقيقي لشركاتها، بل في الأغلب تكون لشركات متعثرة أو على وشك الإفلاس.

تغريدة مزورة

صادف تقدم سهم شركة "بيد، باث أند بيوند" للترند على موقع "ريديت" وغيره من منصات الدردشة للمتعاملين في السوق، مع انتشار مقطع فيديو مزور نُشر في تغريدة على موقع التواصل "تويتر" يظهر فيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول وهو يمتدح الشركة ومنتجاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تركيب لصوت مزيف على صورة باول وهو يلقي بيان البنك بعد رفع الفائدة، يظهر رئيس الاحتياطي قائلاً إنه يدرك أن الجميع يريدون الاستماع لحديثه عن معدلات التضخم لكنه يرغب في الإشادة بمنتجات "بيد باث أن بيوند" خصوصاً تلك الشموع التي يبيعونها. وتمت مشاركة الفيديو على نطاق واسع بين المغردين على "تويتر" وعزز بذلك توجه المضاربين الجدد المتأثرين بـ"ترند" موقع "ريديت" وغيره نحو الإقبال على شراء سهم الشركة الذي راهن المستثمرون أصلاً على استمرار هبوطه إلى أدنى مستوى.
وتقول شبكة "سي أن بي سي"، إن الشركة مثلها مثل شركات المبيعات تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وعزوف المستهلكين عن الإنفاق. ولا يعكس ارتفاع سعر سهمها أي تحسن في وضعها المتهدور نتيجة خسارتها زبائنها الذين توجهوا إلى منافسيها من شركات بيع الأثاث ومستلزمات المنازل.
وتعاني الشركة من تراجع كبير في مبيعاتها كما أظهرت بياناتها المالية للربع الأخير، وفشلت في إصلاح استراتيجيتها التسويقية. كما أن الشركة لم تتمكن حتى الآن من إيجاد رئيس تنفيذي جديد لها بعدما أعلن أن رئيسها التنفيذي مارتن تريتون ترك منصبه في الشركة.

مضاربات متعاملي الإنترنت

من جهة أخرى، زاد عدد المتعاملين الجدد من الشباب الذين يعتمدون على نصائح مواقع الإنترنت خصوصاً في السوق الأميركية في السنوات الأخيرة. وأدى إلى اضطراب كبير في الاستراتيجيات الاستثمارية للمتعاملين التقليديين في السوق فتجد شركة خاسرة وسهمها يواصل الهبوط، ويراهن المتعاملون على انخفاض السهم أكثر فيشترون مراكز هبوط ثم يأتي هؤلاء المتعاملون بحسب ترند الإنترنت فيشترون بكثافة ليرتفع سعر السهم ويخسر هؤلاء المتعاملون التقليديون مراكزهم.
وتكرر ذلك بكثافة مع سهم "بيد باث أن بيوند"، الإثنين الماضي، بحسب ما ذكرت "سي أن بي سي". وقال أحد المتعاملين، "أخذت قرضاً بقيمة 27 ألف دولار ووضعته كله في أسهم ’بيد باث أند بيوند’". وهناك متعامل آخر تفاخر على الإنترنت بكيف ضارب على سهم الشركة فاشترى بنحو 45 ألف دولار ليبيع بعد الارتفاع محققاً 450 ألف دولار.
يُذكر أن بعض الأسهم لأصول وهمية اشتهرت أيضاً عبر مواقع مثل "ريديت"، ومنها العملة المشفرة "دوجيكوين" التي روج لها الملياردير إيلون ماسك صاحب شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية. وحدث ذلك مع عدد كبير من أسهم الترند لشركات في قطاعات مختلفة، لكن أغلبها في قطاع التكنولوجيا.